هذه جولة ينحصر زمنها في ربيع وصيف هذا العام، لمواقع إلكترونية متخصصة في ترويج الكتب، وبعض دور النشر، مع تصفح لعروض للكتاب على صفحات إصدارات يومية أو دوريات متخصصة، للفترة الزمنية نفسها، تفيد بأن الرواية التي تستند إلى البحث التاريخي، والرواية السردية للرحلات والمغامرات، تتصدران قائمة “الأكثر مبيعاً”، في سوق النشر في لندن ومنها يعبر “الأطلسي” كي يتصدر القائمة نفسها في نيويورك والسوق الأميركية.
يلاحظ أيضاً أن الروائيين “البريطانيين” إما درسا التاريخ واختارا الإبداع الأدبي وسيلة لتقديمه، أو درسا الإبداع الأدبي ووجدا أن ملفات التاريخ وسجلاته حافلة بالدراما وبالفرص التي تتيح نسجاً من الخيال للواقع المحيط بأركان التاريخ، وشخصياته وأحداثه.
الملك العجوز والملكة الشابة والتاج البريطاني
راوية “ظلال على التاج” Shadow on the Crown رواية ثرية، عن قوة السلطة والحب المحرم، تستمد محاورها الرئيسية من وقائع التاريخ الأنجلوـ ساكسوني المسجلة في العصور الوسطى، ومنها تنسج المؤرخة الروائية البريطانية، باتريشيا براسويل، قصة فتاة كان عمرها 15 عاماً عندما عبرت الإقليم “نورماندي” عام 1002، كي يعقد قرانها على ملك إنجلترا، الملك “أيثيليرد” الذي كان في سن والدها، وربما أكبر، ولم تكن قد التقته من قبل.
تدخل الفتاة، الملكة إيما، إلى بلاط ملكي محاط بأجواء الغدر، ولم تألفه من قبل، مع زوج لا يعطيها ثقته، وإبن من زوجها حانق عليها، وغريمة لها فائقة الحسن طامعة في تاجها. وكان على “إيما” أن تدافع عن نفسها ضد أعدائها، وتؤمن وضعها، بأن تنجب إبناً. وفي سرد إبداعي خيالي متدفق تصور الرواية إصرار الملكة الشابة على التغلب على دهاء الخصوم ونجاحها في أن يكون لها حلفاء من المتنفذين داخل البلاط، وكسب مودة الشعب، لكن حبها لرجل آخر، والغزو المتوقع لـ”الفايكنج”، يعرضان تاجها، وحياتها أيضاً، للخطر.
في 432 صفحة، هي عدد صفحات الرواية، نعيش سرداً أدبياً، يقدم للأجيال الحديثة فترة من تاريخ القرن الحادي عشر، حافلة بشخصيات حياتها مفعمة بالدراما. والرواية هي الجزء الأول من ثلاثية تحمل العنوان نفسه، لكاتبة متخصصة في الملاحم والرومانسيات التاريخية.
عدد اليوم
