الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

النار.. أسرارها وتأملاتها الغاضبة

النار.. أسرارها وتأملاتها الغاضبة
4 سبتمبر 2013 20:52
تبدو الكتابة عن جائزة من هذا النوع لقارئ عربي أمر مربك ومحيّر. فكيف ستكون عليه الحال إذا توجّه المرء بالكتابة عنها في سبيل أن تلفت انتباه مؤسسة، أية مؤسسة، من تلك التي يتصل عملها بالثقافة تحديداً؟ لذلك ولأسباب أخرى تتعلق بالإحساس بالجدوى، بل عدمها، من مثل هذا الفعل وضرورته فإن ما يلي من الحديث عن الجائزة اللندنية “فويل للشعراء الناشئين” هي محاولة للفت الانتباه مبعثها الأساس هو النظر إلى الطريقة التي تتعامل بها الأمم مع مستقبل لغتها على أن تظل حية عبر ممارسة ثقافية تتمثل في كتابة الشعر وقراءته. والحال أنه باستثناء نوبل للآداب السويدية، والبوكرمان الإنجليزية، والغونكور الفرنسية، وبعض الجوائز الأخرى “الأقل أهمية” من وجهة نظر عربية، قلّما انشغل الإعلام العربي بجوائز أخرى، أو سعى إلى التقصي حول فحواها والهدف منها والحقل الإبداعي الأدبي الذي تنشغل به والجمهور الذي تتوجه إليه، وكذلك طريقة دعمها وأساليب تقديمها إلى المجتمع عبر وسائل الإعلام، وتعزيز دورها التربوي أو التثقيفي على مدار العام. من بين هذه الجوائز جائزة لندنية تتوجه إلى الشعراء الناشئين فقط والناطقين بالإنجليزية في كل البلاد الأنجلوسكسونية فحسب، وتدعى “جائزة فويل للشعراء الشبّان” ما بين (11 إلى 17) ويفوز بها أول خمسة عشر شاعراً ناشئاً/ متسابقاً، تبعاً لقرار لجنة محكِّمة تتألف بالعادة من شعراء إنجليز معروفين، ويتم إعلان النتائج في الرابع من كل أكتوبر الذي هو اليوم العالمي للشعر، على خلاف ما أقرّته اليونسكو في الحادي والعشرين من كل مارس. وتتوزع الجائزة على فئتين، الأولى منهما: (بين سن11 و13)، وتتم مكافأتهم باصطحابهم إلى مدارسهم أينما كانت في المملكة المتحدة فيلقون أشعارهم فيها ويعرّفون أقرانهم بالجائزة صحبة الشعراء المحكِّمين وإدارة الجائزة من ذوي الاختصاص الذين يشجعون التلاميذ على المشاركة في مسابقة الجائزة بدءاًَ من هذه السن. أما الفئة الأخيرة، (بين سن 14 و17) فيقضي الفائزون من بين المشاركين في هذه الفئة أسبوعاً مع الشعراء أعضاء لجنة التحكيم ضمن ما يعرف بـ “كورس إقامة آفرون”. إلى ذلك، فإن مئة من المشاركين في دورة هذا العام على سبيل المثال سوف يلقون قصائدهم التي كتبوها مؤخراً في اليوم العالمي للشعر العام المقبل، أي اليوم الذي سوف تُعلن فيه نتائج الدورة المقبلة. وذلك فضلاً عن صدور كل تلك القصائد المشاركة المسابقة. وبحسب الموقع الإلكتروني للجائزة فهي فرصة لأي شاعر ناشئ إذ تسرّع في تشكيل سيرة كتابية له، ومنذ نشأتها قبل ستة عشر عاماً استهلت الجائزة السيرة الذاتية للبعض من الشعراء الذين ينتمون للأصوات الإنجليزية وغير الإنجليزية مثل الشاعرة هيلين مورت التي هي الآن على وشك إصدار مجموعتها الشعرية الثانية. لدورة هذا العام، التي يعلن عن نتائجها في الرابع من أكتوبر المقبل، اليوم العالمي للشعر بحسب التقويم الإنجليزي، شارك سبعة آلاف وثلاثمئة شاعراً ناشئاً من بريطانيا وجميع أنحاء العالم. وتعتبر جائزة فويل للشعراء الشبّان المسابقة الشعرية الأضخم في حقلها، والأكثر أهمية أيضاً بحسب ما هو مشهود لها على نطاق واسعة. وحقيقة الأمر فإن ما يثير الغيرة بحق، ليس وجود هذه الجائزة بحد ذاته، بل هي النتائج التي تتمخّض عنها، إذ يجد المرء نفسه أمام سيل من الشعر الطفولي المفاجئ إلى درجة الإدهاش، والبريء إلى حدّ السذاجة أحياناً، لكن الخالي من الصنعة إلا ما ندر، إلى حدّ أن الكتابة عن هذه الجائزة هنا في “الاتحاد الثقافي” ليست سوى دعوة للتورّط في مسابقة عربية شبيهة تأخذ بعين الاعتبار التطور الذي طرأ على القصيدة والشعر العربيين. وفيما يتفق مع الموعد، نشرت “الجارديان” البريطانية مؤخراً عدداً من القصائد التي تنطوي عليها أنطولوجيا خاصة بالمسابقة تتضمن ما ستتمخض عنه نتائج المسابقة دون الإفصاح عن هوية الفائزين الخمسة عشر ودون التنويه بأي عنوان لقصيدة أو اسم لشاعر فازت قصيدته علما أنها تدري، بحسب ما يحسب المرء.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©