الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

هوليوود تثير غضب البريطانيين

هوليوود تثير غضب البريطانيين
4 سبتمبر 2013 21:00
أكثر ما يثير غضب وسخط البريطانيين حاليا، هو إنتاج هوليوود مؤخرا فيلما بعنوان “ديانا” يتناول موضوعه العامين الأخيرين من حياة أميرة ويلز الراحلة الأميرة ديانا، وقصة الحب الشهيرة التي عاشتها مع جراح القلب الباكستاني (حسنات خان)، قبل أن ترتبط بعلاقة مع (دودي الفايد) بأشهر قليلة قبل مقتلهما معا بحادث غامض عام 1997، لكن الأكثر إثارة من هذا كلّه، هو انشغال هوليوود العملاقة بأمر الحياة العاطفية لأميرة القلوب، وإثارة مثل هذا الموضوع في مثل هذا الوقت بالذات. ولعل ذلك ما أثار أيضا جراح القلب الباكستاني الذي وجّه للفيلم ولصناعه انتقادات شديدة بسبب التصور الخاطئ عن الحياة العاطفية للأميرة التي نالت قسطا وافرا من الانتقادات خلال حياتها المرتبكة، الملأى بالمرارة. وقال خان أنّه أصيب بحالة من الحزن الشديد، بعد أن شاهد (تريلر ـ إعلان) الفيلم المقرر عرضه في وقت لاحق من العام الجاري، وتجسد فيه النجمة البريطانية من أصل أسترالي ناعومي واتس دور الأميرة الراحلة. وأكد خان وفقا لصحيفة “ديلي أكسبريس” البريطانية: “أن الفيلم لا يستند إلى أي تفاصيل حقيقية لعلاقته مع ديانا، فهو مبني على الشائعات التي أثيرت هنا وهناك على صفحات بعض الصحف الصفراء، كما يستند موضوعه إلى النميمة، وكلام أصدقاء الأميرة، وبعض أقاربي ممن يجهلون أصل الحكاية، حول علاقة لا يعرفون الكثير عن تفاصيلها الحقيقية، وبالتالي فهو ـ أي الفيلم ـ مبني على افتراضات ونميمة وسيناريو تمت (لملمته)، وعمل فيلم تجاري منه، والغرض كما يبدو الكسب المالي من وراء قصص تنجح عادة في إثارة المشاعر وحب الاستطلاع وبخاصة لدى من يحبون هذه الأميرة الرقيقة”. وأشار خان إلى أن صناع الفيلم لديهم تصور خاطئ عن طبيعة علاقته العاطفية بديانا، حيث لم تكن تلك العلاقة مبنية على أي مراتب اجتماعية، “فهي لم تكن أميرة وأنا لم أكن طبيبا، لقد كنا أصدقاء، والأشخاص الطبيعيون يقفون كأصدقاء مع بعضهم بعضا”. كان لا بد من تلك المقدمة لفيلم ينتظره الجميع، وبخاصة الجمهور البريطاني الذي عشق الأميرة الراحلة، ومنحها لقب (أميرة القلوب)، وقد كتب سيناريو الفيلم كل من ستيفن جيفريز وروبرت بيرنشتاين، بتوقيع المخرج أوليفر هير شبيجل، ويقوم ببطولته إلى جانب ناعومي واتس، كل من نافين أندروز (بدور الجراح حسنات خان) وهو ممثل قدير يعرفه الجمهور العربي من خلال فيلمه “المريض الانجليزي” والمسلسل الدرامي “لوست”، و الممثل الكندي كاس أنفار (بدور دودي الفايد)، ويقوم بدور ابني الأميرة الراحلة، الأمير وليام الممثل لورنس بلشر، والممثل هاري هولندا بدور الأمير هاري، إلى جانب كل من دوغلاس هودج، بول بارين، جيرالدين جيمس، وصمم ملابس الفيلم جوليان داي. فهل ينجح هذا الفيلم المرتقب (يقام العرض العالمي الأول له في لندن اليوم الخميس 5 سبتمبر، فيما يتم عرضه جماهيريا ابتداء من 20 سبتمبر الحالي، فيما يشهد اليوم الأول من نوفمبر المقبل عرضه الأول في الولايات المتحدة الأميركية)، في تجاوز الانتقادات وتحقيق نجاح جماهيري وترحيب نقدي؟ الفيلم يصور جانبا من حياة ديانا، صاحبة الشخصية المفعمة بكاريزما استثنائية، وأناقة خاصة، وشخصية واثقة، ونزعة إنسانية مشهودة، وأسلوب راقٍ، أصبح مثار إعجاب نساء العالم. وعلى الرغم ما تتمتع به الممثلة ناعومي واتس، وهي نجمة كبيرة، من شهرة، وشعبية، إلا أن كثيرين استبقوا عرض الفيلم، وشككوا في إمكانية نجاح واتس في تقمص شخصية ديانا، وإعطاء ذات المشاعر والحساسية في منطق التعبير وسيكولوجية الظهور، والطّلة الحلوة البهية الخاصة التي كانت تتمتع بها الراحلة التي كان يتجاوز حضورها الإنساني مكانتها في الأسرة الملكية، كما كان لها (ستايل) خاص سواء على مستوى طريقة ارتداء الملابس والمجوهرات، وتصفيف وقصة الشعر التي كانت تتميز بها، بل وأصبحت أثناء حياتها موضة الفتيات ونساء المجتمع المخملي، مما كان يمنحها بساطة وخصوصية ورومانسية وأسلوب، كل هذه التوليفة التي اعتاد عليها الجمهور ومحبو الأميرة الراحلة، هل سيتجسد بوضوح مقنع في هذا الفيلم، مضافا إلى ذلك الأحداث وأماكن التصوير، وغير ذلك من حرفيات ومهمات سينمائية قد تجعل من الفيلم شيئا مقبولا لدى المتفرج الذي يسعى على الدوام لمتابعة النماذج الأسطورية الساحرة والمتألقة ليستوحي منها خياله، وبخاصة حينما تصور السينما هذه المرأة (ديانا) التي ما زالت تعيش في قلوب محبيها على أنها المرأة الحنون والأنيقة التي قست عليها الظروف؟ وسط حالة من القلق والترقب، ينتظر النقاد العرض العالمي الأول للفيلم في العاصمة البريطانية لندن، ومع هؤلاء المنتظرين يقف مخرج الفيلم على مفترق طرق، على الرغم من أنه واحد من المخرجين المميزين وأصحاب التجارب السينمائية الكبيرة، وكان قد رشح للأوسكار عن فيلمه “الغرق”. أما الفيلم فيبدأ من رحلة تقوم بها الأميرة ديانا إلى باكستان للتعرف إلى عائلة خان التي ارتبطت به بعلاقة قوية بعد طلاقها من الأمير تشارلز، حيث اعتبره عدد من كتاب سيرتها الذاتية بمثابة (حب حياتها)، وكانت ترغب في الزواج منه، وكان أول تعارف لهما عام 1995، قبل طلاقها بقليل، أثناء توجهها إلى مستشفى رويال برومبتون، لزيارة زوج إحدى صديقاتها، لتنسج هناك خيوط بداية قصة الحب الغامرة. مع بدء العرض العالمي للفيلم في لندن، يكون قد مرّ نحو 16 عاما على رحيل الليدي ديانا فيما يترقب الجمهور مشاهدة صورة جديدة للراحلة في فيلم روائي هو الأول من نوعه، تمت صناعته في هوليوود، بعد سلسلة الأفلام الوثائقية التي عكست سيرتها، التي انتهت بكارثة لم يكن يتوقعها أحد أن تكون على ذلك النحو المأساوي المفجع. ويذكر أيضاً أن فيلم الأميرة ديانا سيكشف تفاصيل غامضة عدة وغير معروفة، لم يتم ذكرها أو كشفها للعلن عن حياتها.. والمعروف أن بطلة الفيلم الممثلة نعومي واتس (سبق لها الترشح مرتين لجائزة الأوسكار، وذلك في عامي 2003 عن فيلم “21 جرام”، و2012 عن فيلم “المستحيل”) هي الوحيدة من بين الممثلات البريطانيات اللائي وافقن على تجسيد الدور وإحياء شخصية ديانا في فيلم روائي، ليس ككل الأفلام السابقة على مستوى مادة موضوعه، وحساسيته وخصوصيته، وعلى مستوى شخصية ديانا ونجوميتها وشهرتها ومكانتها، حيث يتخوف كثيرون في العادة من إعادة السيرة الذاتية لمثل هذه الشخصيات المركبة في عمل فني. الفيلم أيضا سيبدأ عرضه فعلياً في الـ20 من سبتمبر من العام الجاري في مهرجان “تورونتو” السينمائي الدولي. ويعرف عن الأميرة ديانا أنها كانت الزوجة الأولى للأمير تشارلز، أمير ويلز وولي عهد بريطانيا، ووالدة لولدين، ولطالما كان اسمها مرتبطا بالأعمال الخيرية، وخصوصاً فيما يتعلق بمكافحة مرض الإيدز، والحملة العالمية لنزع الألغام ومساعدة ضحاياها. توفيت الأميرة بحادث سيارة مأساوي يوم 31 أغسطس 1997، في العاصمة الفرنسية باريس، حينما كانت بصحبة صديقها دودي (عماد) الفايد ابن الملياردير المصري محمد الفايد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©