المعارضة الباكستانية تبدأ مفاوضات تشكيل حكومة ائتلافية

أكد الرئيس الباكستاني برويز مشرف أمس عزمه على البقاء في منصبه والعمل مع الحكومة الجديدة، بالرغم من الهزيمة القاسية التي تلقاها الحزب الذي يدعمه في الانتخابات التشريعية الأخيرة، ودعوات المعارضة له بالاستقالة· في الوقت التي بدأ فيه حزبا ''الشعب'' الذي كانت تتزعمه رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو و''الرابطة الإسلامية - جناح نواز شريف'' الذي يتزعمه رئيس الوزراء السابق نواز شريف اتصالاتهما لتشكيل حكومة ائتلافية، انتظاراً لاجتماع زوج بوتو آصف على زرداري ونواز شريف اليوم في إسلام آباد· وأظهرت النتائج شبه النهائية للانتخابات الباكستانية أن حزبي المعارضة الرئيسيين حصلا على نحو 150 مقعداً من اصل مقاعد الجمعية الوطنية (البرلمان) الـ·272 ولم يحصل حزب مشرف، ''حزب الرابطة الإسلامية- جناح قائد أعظم''، الا على 38 مقعداً· وحل حزب ''الشعب'' في المرتبة الأولى بنحو 87 مقعداً وتلاه ''الرابطة الإسلامية -جناح نواز شريف'' بحصوله على 67 مقعداً· وقال مشرف في مقابلة مع صحيفة ''وول ستريت جورنال'' الأميركية رداً على احتمال استقالته ''كلا، ليس الآن· يجب أن نمضي قدماً لنضمن قيام حكومة ديمقراطية مستقرة في باكستان''· وأضاف أنه سيسعى إلى التعاون مع اية حكومة جديدة· وأكد أنه سيعمل مع أي شخص يُعين رئيساً للوزراء حتى لو كان خصمه نواز شريف· وأوضح مشرف أن ليس له اي دور في تشكيل الحكومة، قائلاً ''انا لا اتزعم حزباً سياسياً، فلتعمد الأحزاب السياسية إلى عقد اجتماعات وتشكيل ائتلاف· وإذا كان هناك من يعتقد انه بوسعي تسهيل هذه المهمة بطريقة ايجابية لباكستان فساقوم بذلك''· وعزا الرئيس الباكستاني هزيمة حلفائه في الانتخابات إلى تضافر العوامل التالية: التعاطف مع بينظير بوتو، والارتفاع الكبير لاسعار الطحين والطاقة الكهربائية والغاز، والمعركة القضائية التي دفعته إلى اقالة أعضاء المحكمة العليا· وشدد مشرف على نزاهة الانتخابات، قائلاً ''لقد اجرينا انتخابات حرة ونزيهة وشفافة وسلمية، هذا كان وعدي وقد وفيت به''· وأوضح مشرف أن باكستان احرزت تقدماً في إرساء الأمن عند الحدود الشمالية الغربية، مؤكداً أن الحكومة الجديدة ستبقى ملتزمة بمكافحة الإرهاب والمتطرفين بغض النظر عمن يتولى رئاسة الحكومة· وقال مراسلون إنه في حال تم تشكيل ائتلاف في البرلمان بأغلبية الثلثين فقد يقدم على توجيه اتهام للرئيس برويز مشرف وعزله من منصبه· وذكر مراسل ''بي·بي·سي'' في إسلام آباد أن ''مشرف لم يكن يوماً في موقف ضعف كما هو اليوم''· وعلى صعيد المفاوضات لتشكيل الحكومة الائتلافية الجديدة، أبرزت وكالات الأنباء العالمية ما تردد بشأن حصول حزب الشعب على دعم حزب شريف في ما يتعلق بتشكيل حكومة ائتلافية، مقابل مساندة ''حزب الشعب'' رئيس الوزراء الأسبق لضمان تشكيل حكومة محلية في إقليم البنجاب، وهو الإقليم الأهم في باكستان· ويبدو احتمال تشكيل حكومة ائتلافية تضم حزبي بوتو وشريف مدمرا بالنسبة لمشرف الذي تقلصت سلطاته بالفعل بعدما اضطر للتخلي عن منصبه كقائد للجيش، مما يجعل صلاحياته كرئيس للبلاد لا تزيد سوى قليلا على صلاحيات شرفية· وكان الرئيس الباكستاني قد أطاح بنواز شريف من منصبه كرئيس للحكومة عبر انقلاب أبيض وقع عام ،1999 ومنذ ذلك الحين أصبح الاثنان خصمين سياسيين لدودين· ولكن مشرف بدأ القيام ببعض المناورات السياسية لضمان بقائه في منصبه، حيث التقى كبار مساعديه مع زرداري أمس لإقناعه بتشكيل ائتلاف حكومي مع حزب ''الرابطة الإسلامية- جناح قائد أعظم'' المؤيد لمشرف بدلا من حزب نواز شريف·