عززت دولة الإمارات من قدراتها التنافسية، بتبوأها مراكز الصدارة ضمن العديد من مؤشرات التنافسية العالمية الصادرة عن المؤسسات الدولية الموثوقة والمتخصصة في إصدار تقارير التنافسية منذ بداية العام الحالي.
وأظهر رصد أجرته “الاتحاد” لأبرز ثلاثة تقارير ومؤشرات التنافسية العالمية الصادرة عن المنتدى الاقتصادي العالمي والمعهد الدولي للتنمية الإدارية، تبوأ دولة الإمارات مراتب الصدارة العالمية في 17 مؤشراً، وجاءت ضمن قائمة أفضل 10 اقتصادات عالمية في الأداء التنافسي في 85 مؤشرا حيث بين المرتبة الأولى والعاشرة.
وعكست القفزات المتوالية لترتيب الدولة بين تصنيفات المؤشرات العالمية للعام المكانة التي تتبوأها دولة الإمارات وفقاً لأهم تقارير العالمية والإنجازات التي حققتها خلال الفترة الماضية خصوصاً ما أفصحت عنه وتضمنته أهم التقارير العالمية الصادرة عن المنظمات الدولية.
قفزات نوعية
وبحسب مجلس الإمارات للتنافسية فقد حققت دولة الإمارات قفزات نوعية على سلم التنافسية خلال السنوات الخمس الماضية ، لتتقدم على قائمة طويلة من الاقتصادات المتقدمة كالمملكة المتحدة وأميركا وسنغافورة وفرنسا وسويسرا، بالإضافة إلى الأسواق الناهضة كالعملاقين الصين، والهند، إضافة إلى روسيا والبرازيل، في تقارير الكتاب السنوي للتنافسية الصادر عن المعهد الدولي للتنمية الإدارية و التنافسية العالمية الصادر أمس عن المنتدى الاقتصادي العالمي أمس، وتقرير التنافسية السياحية الصادر عن المنتدى ذاته.
وأظهر رصد “الاتحاد” لتصنيف الدولة في المؤشرات والتقارير العالمية العديد من القفزات التي سجلتها الدولة في مضمار التنافسية خلال السنوات الماضية، بما يرسخ قدرتها على الاندماج في الأسواق الإقليمية والعالمية، ويضعها ضمن قائمة أفضل الاقتصادات العالمية، حيث نجحت الدولة في التقدم 19 مركزا في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي خلال الفترة من 2007 وحتى 2013، كما نجحت الدولة في القفز 20 مرتبة في تقرير التنافسية العالمية، خلال ثلاث سنوات فقط، بعد أن صعدت من المرتبة 28 في عام 2011 إلى المرتبة الثامنة في تقرير هذا العام.
مراكز الصدارة
كما صعدت الدولة إلى المرتبة 28 عالمياً والأولى في منطقة الشرق الأوسط على قائمة الدول الأكثر تطوراً في قطاع السفر والسياحة في تقرير التنافسية للسفر والسياحة لعام 2013 الذي أصدره المنتدى الاقتصادي العالمي، وذلك مقارنة بالمرتبة 35 في تقرير عام 2009.
ويرى مسؤولون وخبراء أن الإنجازات المتواصلة التي تحققها دولة الإمارات العربية في مضمار التنافسية العالمية في شتى المجالات من شأنها أن تعزز ثقة المؤسسات المالية العالمية بالاقتصاد الوطني وتزيد من جاذبية الدولة للاستثمارات الأجنبية ورؤس الأموال، في الوقت الذي تعكس فيه مقدار الثقة العالمية الاقتصاد الوطني، وتدعم جهود الدولة لاستضافة معرض اكسبو 2020. وقفزت الإمارات هذا العام 5 مراتب في تقرير التنافسية العالمية 2012-2013 الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لتحتل المرتبة 19 عالميا.
وأكد عبد الله لوتاه الأمين العام لمجلس الإمارات للتنافسية بأن صعود الإمارات لمراتب متقدمة في تقارير التنافسية العالمية يعد شهادة من المجتمع الدولي على ريادة الدولة ومكانتها العالمية في مصاف الدول الأكثر تطوراً و إبداعاً.
وقال إن هذه التصنيفات التي حققتها الدولة مؤخراً، تعكس رؤية الإمارات 2021 والتي تهدف إلى رفع مستويات المعيشة وتحقيق الرخاء والازدهار لمواطني دولة الإمارات والمقيمين على أرضها الطيبة، كما تؤكد على انتهاج القائمين على القطاعات المختلفة أفضل الاستراتيجيات والسياسات والممارسات العالمية”.
وأكد أن تفوق الدولة عالمياً في مجالات جودة الحياة، والبنية التحتية، والأمن والسلامة وغيرها من المؤشرات الأخرى، يؤكد على أن تطوير وتحسين الأداء هو جزء من أسلوب حياة يومي تتبعه جميع مؤسسات الدولة باختلافها جنباً إلى جنب مع القطاع الخاص.
وضوح رؤية القيادة
بدوره، أشاد عبدالله الشيباني الموقر، أمين عام المجلس التنفيذي - دبي بأداء دولة الإمارات في تقرير التنافسية العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي لهذا العام، مشيراً إلى أنه يعد شهادة عالمية على وضوح رؤية القيادة الرشيدة والمتمثلة في وضع الإنسان في صميم مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تنتهجها الدولة ودوائرها الحكومية و إنتاج الجهد والعمل المستمر والجاد الذي يقوم به أبناء وبنات الإمارات لما فيه من فائدة للدولة ولمؤسساتها ولكل القاطنين على أرضها الطيبة.
من جهته، قال سلطان بن بطي المهيري، أمين عام المجلس التنفيذي – بالشارقة أن دولة الإمارات تُسطر كل عام في المحافل العالمية إنجازا جديداً يعكس ولاء أبنائها وعملهم الدؤوب للارتقاء بمكانة الإمارات العالمية ضمن الدول المتقدمة في كافة المجالات، وارتقاء الدولة بخمس مراتب عن ترتيب العام الماضي هو دليل على نجاح استراتيجية القيادة الرشيدة في تحديث وتطوير الدولة ومؤسساتها.
التنسيق بين الجهات
وأعتبر ناصر سعيد التلاي، أمين عام المجلس التنفيذي - أم القيوين:” “تقدم الإمارات لتصبح في المرتبة 19 عالمياً في تقرير التنافسية العالمي يظهر أهمية الدور الذي يلعبه التنسيق بين الجهات المحلية والاتحادية و كيف ينعكس ذلك على ارتقاء الدولة وتنافسيتها في التصنيفات العالمية، ولهذا لطالما حرصنا على الاستفادة من تجارب الدوائر والمؤسسات من شتى أنحاء الإمارات، ومشاركة نجاحاتنا معهم في المقابل، ففي أخر المطاف، قوتنا في وحدتنا وكلنا نعمل لأجل الارتقاء بمكانة الدولة إقليمياً وعالمياً”
جذب الاستثمار
ويرى أسامة آل رحمة مدير العام لشركة الفردان للصرافة أن مؤشر كفاءة المالية العامة أحد ابرز المؤشرات التي تحظى باهتمام المؤسسات الاستثمارية العالمية واحد أهم الدوافع لجذب الاستثمار الأجنبي المباشر وغير المباشر، وذلك لما تحمله من مستويات عالية بالثقة في اقتصاد أى بلد.
وأشار إلى أهمية المؤشرات والتقارير العالمية التي تلجأ إليها المؤسسات المالية العالمية للاستكشاف مصداقية السياسة المالية العامة للدول بما يعزز من مستويات ثقة المستثمرين بها، لافتا إلى أن تبوأ دولة الإمارات مركز الصدارة في العديد من المؤشرات من شأنه أن يضع الإمارات في قلب خارطة الاستثمار الأجنبي.
التنمية المستدامة
إلى ذلك، قال محمد قاسم العلي، الرئيس التنفيذي لشركة الصكوك الوطنية،: “ليس من الغريب أن المركز الذي حققته دولة الإمارات في تقرير التنافسية العالمية للعام 2013-2014، يعكس الرؤية الحكيمة لقيادة الدولة، واستراتيجيتها التي ترتكز على تحقيق التطور والنمو المستدام وفرص الاستثمار، بالإضافة إلى تحقيق الرفاهية لمواطني الدولة وسكانها. من الطبيعي أن يتحسن مركز الدولة في التنافسية العالمية، خاصةً بعد النمو المتسارع الذي شهدته البلاد في السنوات الخمس الماضية. وقد تبين ذلك من خلال تحسين تصنيفها على سلم المؤشرات العالمية في جميع المجالات”.
وأضاف: “استفادت دبي من ريادتها في كونها مركزاً ومحوراً تجارياً عالمياً، وساعدها هذا بعد توفيق المولي عز وجل إلى النهوض والانتعاش في سرعة فائقة بعد الأزمة المالية العالمية. ويُتوقع أن تستمر القطاعات المختلفة في الانتعاش بالإضافة إلى مزيد من النمو التجاري في الإمارة خلال العام الحالي.
وقال اسكندر نجار الرئيس التنفيذي لشركة الباري الشرق الأوسط ، تعقيباً على نتائج التقرير: “تواصل دولة الإمارات تعزيز مكانتها على مؤشر التنافسية العالمية، في تأكيد آخر على قوة وكفاءة قيادتها الرشيدة، والذي يجعل من الإمارات العربية المتحدة الوجهة الجذابة الأمثل للأعمال التجارية العالمية هو التزام الدولة بالسعي إلى تحقيق التفوق على جميع الجبهات، والجهود التي تبذل في تحقيق تلك الأهداف، مشيرا إلى أن هناك الكثير من الأسباب التي تؤدي إلى الاعتقاد بأن الإمارات العربية المتحدة ستستحوذ قريباً على مركز ضمن قائمة أكثر 10 دول تنافسية في العالم”.
عدد اليوم
