سان بطرسبرج (أ ف ب) - تستعد سان بطرسبرج لاستضافة رؤساء دول مجموعة العشرين اليوم، وبدت وكأنها في حالة حرب، حيث فرضت إجراءات أمنية استثنائية قبل بدء القمة التي تنظم في قصر يمكن الوصول إليه عبر البحر فقط. وروسيا التي ترأس مجموعة العشرين هذه السنة تستضيف رؤساء أبرز الدول المتطورة والناشئة لمدة يومين في قصر قسطنطين في ستريلنا على بعد 15 كلم جنوب غرب عاصمة الأباطرة الروس سابقاً.
وهذا القصر الذي يعود إلى القرن الثامن عشر سبق أن استضاف في 2006 قمة لمجموعة الثماني لكن هذه المرة ستبلغ الإجراءات الأمنية مستويات مشددة جداً. وسيغلق أحد مدرجي مطار بولكوفو في سان بطرسبرج أمام حركة الملاحة لساعتين على أن يخصص فقط لوصول الوفود الرسمية. وللأسباب نفسها سيغلق أحد أشهر المعالم السياحية في المدينة، قصر بيترهوف الواقع قرب ستريلنا أمام عامة الناس اليوم. والمنطقة الواقعة حول قصر قسطنطين حولت إلى جزيرة مغلقة بإحكام ومنذ 22 أغسطس أصبح المقيمون بالقرب منها بحاجة إلى تصريح مرور للتوجه إلى منازلهم أو اجتياز الحاجز الذي يراقب كل من يدخل إلى المنطقة. وعلقت تاتيانا فيودوروفا وهي من سكان ستريلنا بالقول “وكأننا نشهد إجراءات حرب”. ومن جهتها تقول مارينا فيليبوفا “ننتظر بفارغ الصبر انتهاء هذا الكابوس. القمة هي للرؤساء العظماء وليس للناس العاديين”.
وستتمكن الوفود الرسمية والصحفيون المعتمدون في القمة من الوصول إلى القصر على متن سفن فقط. وسيقيم رؤساء الدول في حوالي عشرين جناحاً فخماً حول القصر الذي أطلق عليه هذا الاسم تيمناً بقسطنطين بافلوفيتش نجل القيصر بولس الأول، الذي امتلك هذا المكان في 1797. وقال حاكم المنطقة جورجي بولتافتشنكو في الآونة الأخيرة إن “المدينة جاهزة بنسبة مئة بالمئة للقمة”، فيما عملت السلطات المحلية على إصلاح الطرقات وطلاء المباني. وسان بطرسبرج التي جعلتها هندستها اللافتة أول مدينة سياحية في روسيا، سبق أن استضافت عدة قمم لا سيما منذ وصول فلاديمير بوتين إلى السلطة في عام 2000 وهو يتحدر من المدينة. وتستضيف كل سنة في يونيو منتدى اقتصادياً يحضره رؤساء شركات ومسؤولون سياسيون من العالم أجمع. وقال رئيس الإدارة الرئاسية سيرجي إيفانوف “لو نظمنا القمة في مكان آخر، لكننا أنفقنا المزيد من الأموال”. وأوضح أن التحضيرات لقمة العشرين كلفت روسيا ملياري روبل (60 مليون دولار). وذاع صيت سان بطرسبرج أيضاً في العام 2012 حين أصبحت إحدى أوائل المدن في روسيا التي صوتت على قانون، اعتمد لاحقاً على المستوى الوطني، يحظر “الدعاية لمثليي الجنس” أمام قاصرين. وهذا القانون أثار انتقادات شديدة في أوروبا والولايات المتحدة، وأدى إلى دعوات لمقاطعة الألعاب الأولمبية الشتوية المرتقب تنظيمها في سوتشي على البحر الأسود في فبراير المقبل.
عدد اليوم
