الثلاثاء 23 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

جزيرة مروّح.. ثراء بيئي وتاريخ عمره 7 آلاف سنة

26 نوفمبر 2006 01:17
أحمد المنصوري: تحظى محمية مروَّح البحرية في إمارة أبوظبي بخصائص قد لا تتوفر في أي منطقة على مستوى الدول الخليجية، فبالإضافة لكونها منطقة ذات تنوع بيئي وثروة سمكية، فهي أيضا من أهم المناطق الأثرية في إمارة أبوظبي بعد اكشاف آثار تعود لسبعة آلاف عام· وقد تم الإعلان عن منطقة مروح كمحمية بحرية بالمرسوم الأميري رقم 18 لسنة 2001 الصادر عن صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة ''حفظه الله'' في فترة ولايته للعهد، على أن تتولى إدارتها هيئة البيئة في أبوظبي، على اعتبار أنها الجهة الإدارية والسلطة المختصة المسؤولة عن إدارة المنطقة وتطبيق قوانين وتعليمات حماية البيئة داخل المحمية· وتبلغ المساحة الكلية للمحمية 2455 كيلو مترا مربعا وتقع في المنطقة الغربية لإمارة أبوظبي وعلى بعد 120 كلم من العاصمة لتشكل بذلك أكبر محمية بحرية في المنطقة· وتضم نطاق محمية مروح أكثر من 20 جزيرة أشهرها وأكبرها حجما جزيرة مروح والفِيَي وجنانة وصلاحة وبوطينة والبزم الغربي وحالة مبرز، بالإضافة إلى الشريط الساحلي البري المقابل لها· والمحمية غنية بتنوعها البيولوجي الذي تدعمه بيئات بحرية وساحلية حساسة من التدخلات البشرية· زيارة للإعلاميين هيئة البيئة نظمت زيارة للإعلاميين لجزيرة مروّح وذلك للتعرف على التنوع البيئي والبيولوجي في الجزيرة، وطريقة إدارة المحمية والخطط الرامية للمحافظة على التوازن البيئي والطبيعي فيها، وأيضا للتعرف على ما تحويه الجزيرة من آثار قديمة والمناطق السكنية للسكان الأصليين الذين استوطنوا الجزيرة منذ القدم· وقال أشرف السيحي رئيس المحميات البحرية بهيئة البيئة: ''كانت هناك دراسات في السابق عن أبقار البحر والسلاحف في المنطقة، واهتمام من الحكومة لتحويل المنطقة إلى محمية بحرية''· وأضاف السيحي: ''توجت تلك الدراسات المدعومة حكوميا بإصدار قانون يفيد بتحويل المنطقة إلى محمية بحرية في عام ،2001 حيث تم وضع خطة عمل بيئية لإدارة المحمية، واستكمال الدراسات الاقتصادية والاجتماعية، خاصة وأن هناك جهة رئيسية مشاركة وهم السكان المحليون، الذين استوطنوا الجزيرة منذ القدم وعاشوا على الصيد والغوص''· وأوضح أشرف السيحي أن المحمية تدعم السكان المحليين بما يقارب 20 مليون درهم سنويا من نتاج الثروة السمكية، حيث وضع قانون المحمية الاعتبار لهذا الحق التاريخي للسكان المحليين· أهمية المحمية تعتبر المنطقة من أهم المناطق في العالم لوجود أبقار البحر أو الأطوم المهددة بالانقراض، حيث أن مياه إمارة أبوظبي تضم ثاني أكبر مجموعة من هذه الثدييات البحرية في منطقة المحيط الهندي والمحيط الهادئ· كما توجد في المحمية أنواع من السلاحف البحرية أهمها السلاحف الخضراء وسلاحف منقار الصقر، وتعتبر شواطئ منطقة المحمية بيئة مثالية لأعشاش سلاحف منقار الصقر· كما تزخر المحمية بأنواع من الدلافين وأنواع عديدة من الأسماك والشعاب المرجانية والأعشاب البحرية والطحالب وأنواع من الشعاب البنية التي تتغذى عليها العديد من الأسماك، وتعد بيئة مثالية لاحتضان بيضها· كذلك توجد أشجار القرم ''المانجروف'' في المنطقة الساحلية لجزر مروح والبزم والفيي وبوطينة، حيث تعمل هذه الأشجار على تثبيت الشواطئ وتشكيل بيئة هامة لتعشيش الطيور التي تستوطن المنطقة أو الطيور المهاجرة ذات الأهمية العالمية مثل أنواع الخرشنات وصقر الغروب والغاق السوقطري، وكذلك لحماية وتغذية الأسماك· إدارة المحمية يتمثل هدف الخطة البحرية لجزر مروح في المحافظة على التنوع الطبيعي وجودة البيئة الساحلية والبحرية مع تحقيق المصالح الاقتصادية والاجتماعية والثقافية· كما تم تحديد الخطوات التنفيذية للخطة وتطبيق الأنشطة المحددة فيها والتي تغطي عددا من المهام الإدارية مثل وضع حدود المناطق، وإصدار التراخيص والتقييم البيئي ومراقبة الالتزام بالمعايير البيئية والمشاورات مع أصحاب المصالح· وقال رئيس المحميات البحرية بهيئة البيئة إن خطة إدارة المحمية تهدف إلى حماية التنوع البيئي والنظام الطبيعي فيها، وزيادة مستوى التعليم والوعي البيئي، وحماية المصائد والبيئات السمكية، والمساهمة في حماية موارد التراث الثقافي، مع إقامة شراكة لإدارة وحماية خطة المحمية بما يشمل أنشطة المراقبة· وقد حققت هيئة البيئة منذ بدء تنفيذ خطة الحماية البيئية إنجازات في تحديد المناطق المحمية وتقسيماتها الفرعية، وتصميم وتركيب علامات أرضية لتوضيح حدود المنطقة، ومراقبة منطقة مروح البحرية بصورة دورية وفق خطة دوريات محددة، وتنظيم مجموعة من ورش العمل للمجموعات المستهدفة لزيادة الوعي بمتطلبات حماية منطقة مروح، مع بناء قدرات وطنية في هذا المشروع· مخاطر بيئية هناك جملة من المخاطر والممارسات التي تهدد المناطق البحرية والتي عملت هيئة البيئة بعد إصدار قانون المحمية جاهدة على تلافيها والحد منها، وتتمثل هذه التهديدات في: - فقدان وتفكك المواطن بسبب عمليات تنمية وتطوير السواحل والردم والدفن والحفر· - التسبب في نفوق أبقار البحر والسلاحف البحرية وتدمير مواطن الطيور بسبب التلوث الناتج عن إلقاء المخلفات وتلوث الزيت· - الصيد الجائر وتدمير المواطن الهامة بسبب ممارسات الصيد غير المستدام· - إزعاج الطيور والسلاحف البحرية أثناء تعششها بسبب أنشطة الترفيه والتخييم التي يقوم بها المخيمون والزوار· - تدمير وإتلاف بعض المواقع الأثرية بسبب العبث ومرور السيارات والدراجات عليها
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©