نجح مقاتلون أكراد في عرقلة الهجوم الذي شنه عناصر «داعش» للسيطرة على بلدة عين العرب (كوباني بالكردية) ثالث تجمع للأكراد في سوريا حيث تدور معارك طاحنة، حسب ما أورد المرصد السوري لحقوق الإنسان، في الوقت الذي واصلت مقاتلات النظام دك المناطق الآهلة بالمدنيين مودية بالعشرات منهم .
وذكر مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس أن «حدة الهجوم على الجبهة الشرقية تباطأت بعدما كثف المقاتلون ألأكراد هجماتهم ضد مركبات التنظيم منذ حركة نزوح المدنيين» قائلاً:
«لقد عرقلوا تقدم داعش وتم استيعاب الهجوم».
وأشار إلى أن الأكراد «يقاتلون بشراسة» ضد التنظيم المتطرف الذي ينتشر على بعد عشرة كيلومترات من بلدة كوباني من الجهة الشرقية والغربية وعلى بعد نحو عشرين كيلومترا من الجهة الجنوبية، في حين أعلن مصطفى عبدي الناشط والصحافي السوري الكردي من كوباني، لوكالة فرانس برس عبر الهاتف «إن الإرهابيين تقدموا في الجهة الشرقية ثم تراجعوا».
وانضم سوريون غير أكراد إلى القتال مع الأكراد ضد التنظيم في المناطق المحيطة بكوباني.
وأوضح عبد الرحمن أن هؤلاء المقاتلين «هم من مقاتلي المعارضة الذين طردهم التنظيم من محافظة الرقة» معقله في شمال البلاد.
وتحدث المرصد عن مقتل 21 إرهابيا على الأقل خلال المعارك الدائرة ما يرفع حصيلة القتلى الى 60 منذ اندلاع المعارك الثلاثاء الماضي .
ويحاول مئات الشباب الأكراد من كوباني اجتياز الحدود مع تركيا التي كانوا قد لجأوا إليها للعودة والمشاركة في القتال، حسب عبدي.
قائلاً «إن الإرهاب موجود في كوباني والعالم يبقى مكتوف الأيدي.
.
ماذا يفعل التحالف ضد الإرهاب؟».
وقال متحدث باسم وحدات الحماية الشعبية الكردية ريدور خليل إن الاشتباكات لاتزال مستمرة لكنه تم وقف تقدم مقاتلي «داعش» إلى الشرق من كوباني منذ الليلة قبل الماضية.
وأضاف أن الجبهة الشرقية شهدت أعنف المعارك منذ بدء الهجوم على مدينة كوباني.
.
الصمود الكردي جاء بعدما حث حزب العمال الكردستاني أكراد تركيا امس على محاربة «داعش» في سوريا داعياً في بيان إلى «التعبئة» معلنا أن «يوم النصر والشرف آت.
لم يعد هناك أي حدود للمقاومة».
.
وأضاف البيان «ندعو كل أفراد شعبنا واصدقائنا إلى تعزيز مقاومتهم في كردستان وكوباني.
.
أن على الشباب الكردي خصوصا والنساء عليهم صد هذه الهجمات»، متهما تركيا بـ»التواطؤ» مع التنظيم وبأن لديها مطامع في أراضي سوريا والعراق.
الى ذلك، قتل 42 شخصا بينهم 16 طفلا في غارات جوية شنها طيران النظام السوري في ريف محافظة إدلب على ما اعلن المرصد السوري، موضحا
أن الغارات أوقعت 19 قتيلا بينهم ستة أطفال قرب مدينة سراقب، و23 قتيلا بينهم عشرة أطفال في بلدة احسم بجبل الزاوية واستهدفت منازل المدنيين في بلدة احسم وأطراف بلدة سراقب، المناطق التي يتواجد فيها مواطنون من البلدة نزحوا منها بعد عدة عمليات قصف لقوات النظام بالطائرات الحربية والبراميل المتفجرة .
وأظهر شريط مصور بثه ناشطون على موقع يوتيوب لقطات أعقبت الهجوم على احسم تظهر أشخاصا يحاولون انتشال رجل مدفون حتى رقبته تحت أنقاض مبنى منهار.
واظهر شريط آخر جثة عارية يغطيها الغبار الرمادي لطفل ممدد على كومة من الأنقاض.
وقام شبان بتغطية الجسد وحملوه بعيدا هاتفين «الله اكبر».
الى ذلك، اعلن نائب رئيس الوزراء التركي نعمان قورتولموش امس أن اكثر من 130 ألف كردي عبروا الحدود السورية الى تركيا في الأيام الأخيرة هربا من تقدم تنظيم «داعش» في شمال شرق سوريا.
وقال قورتولموش إن «عدد السوريين تخطى 130 الفا» متوقعا ارتفاع هذا العدد اذا ما استمر الهجوم في هذه المنطقة السورية مؤكداًأننا «اتخذنا كل التدابير الضرورية في حال استمر تدفق النازحين.
ليس هذا ما نتمناه طبعا، لكننا اخذنا حيطتنا» آملا في أن يتمكن اللاجئون من العودة إلى منازلهم بعد عودة السلام.
وكانت المفوضية العليا للاجئين التابعة للأمم المتحدة أعلنت أمس في جنيف أن حوالى مئة ألف من أكراد سوريا عبروا الحدود في الأيام الأخيرة إلى تركيا.
(عواصم - وكالات)
عدد اليوم
