الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

«الحوثيون» ينهبون معدات الجيش وينتشرون في صنعاء

«الحوثيون» ينهبون معدات الجيش وينتشرون في صنعاء
23 سبتمبر 2014 01:00
استولى المتمردون الحوثيون الشيعة على أكثر من 100 دبابة ومدرعة وعشرات المدافع والعربات العسكرية وكميات كبيرة من الذخائر المتنوعة الخاصة بالجيش اليمني، حسبما ذكر شهود ومسؤولون عسكريون لـ(الاتحاد). واحتل الحوثيون، أمس الأول، مقر قيادة الجيش ومبنى الحكومة والبرلمان في العاصمة صنعاء بعد أن سيطروا على معسكر «الفرقة الأولى مدرع»، واللواء الرابع مدرع حماية رئاسية بعد ستة أيام من المواجهات مع قوات عسكرية مدعومة بمليشيا قبلية، خلفت أكثر من 100 قتيل وأجبرت آلاف السكان على النزوح. وشوهد عشرات المسلحين الحوثيين، الليلة قبل الماضية، يقودون دبابات ومدرعات وشاحنات يعتقد أنها محملة بمئات الصناديق من الذخائر المتنوعة في الضاحية الشمالية الغربية لصنعاء. واستمرت عملية إخراج معدات وآليات الجيش من هذين المعسكرين حتى وقت مبكر أمس الاثنين. وذكر مسؤول في بلدية صنعاء أن الحوثيين نهبوا أيضا مقر قيادة الجيش بعد أقل من ساعة على اقتحامهم المقر العسكري الأهم في العاصمة دون أي مقاومة تذكر. واستطرد : «استمرت عملية إخراج المعدات والذخائر من مستودعات الأسلحة في مركز القيادة نحو أربع ساعات»، في حين أكد مصدران في الجيش اليمني، أحدهما ضابط برتبة عقيد، أن الحوثيين استولوا فعلا على معدات وأسلحة وذخائر اللواء الرابع مدرع حماية رئاسية وقوات الفرقة الأولى مدرع المكونة من ثلاثة ألوية قتالية كانت تتموضع على هضبة كبيرة شمال غرب صنعاء. وأكد أحد المصدرين مشاهدته مسلحين حوثيين ينقلون دبابات ومدرعات إلى منطقة «بني حشيش»، ومنها إلى محافظة الجوف (شمال شرق) حيث يستمر التوتر منذ أسابيع على خلفية صراع مسلح بين قبائل محلية موالية لحزب الإصلاح الإسلامي السني والمتمردين الذين يتمركزون في محافظة صعدة المجاورة ويحاولون توسيع نفوذهم في هذه المحافظة الواعدة بالنفط. ووأكد شهود أيضا رؤيتهم قافلة عسكرية تضم دبابات ومدرعات في طريقها إلى محافظة عمران الواقعة شمال صنعاء وخاضعة منذ الثامن من يوليو لسيطرة الحوثيين الذين يعارضون الحكومة اليمنية منذ 2004، لكن مسؤولاً كبيراً في الجيش اليمني، اتصلت به (الاتحاد)، نفى حقيقة استيلاء الحوثيين على معدات وأسلحة قوات الفرقة واللواء الرابع مدرع حماية رئاسية، لكنه أشار إلى أن اللواء الرابع «يعد من أكبر أولوية الجيش المدرعة لامتلاكه نحو 93 دبابة ومدرعة». وأخلى معسكر اللواء الرابع، المكلف بحماية مقار حكومية سيادية في العاصمة منها مبنى التلفزيون الحكومي ومقرا الحكومة وقيادة الجيش ووزارة الدفاع، من أي حضور للقوات الحكومية صباح أمس حيث شوهد مسلحون حوثيون يتمركزون عند البوابة الشرقية للمعسكر الواقع في منطقة الحصبة وعلى بعد أمتار عن معسكر «الفرقة الأولى مدرع» الذي بات أيضا تحت سيطرة الجماعة المذهبية بعد أن ظل لعقود مصدر قوة الجنرال علي محسن الأحمر. إلا أن مصدراً عسكرياً في اللواء الرابع مدرع نفى سيطرة الحوثيين على معداته قائلاً إن جنوداً من أفراد اللواء كانوا يرتدون ملابس مدنية هم من أخرج المعدات الثقيلة «إلى جهة آمنة»، رافضا الكشف عنها أو إضافة مزيد من التفاصيل. وذكر الكاتب والمحلل السياسي اليمني، عارف أبو حاتم، لـ(الاتحاد) أن أطرافا كبيرة في الدولة سهلت مهمة الحوثيين في «إسقاط العاصمة صنعاء». وأضاف :«استغل الحوثيون أيضا الرغبة الانتقامية الكبيرة للرئيس السابق علي عبدالله صالح في القضاء على خصومه وحصلوا على أموال وسلاح لإنجاح مخططهم في إسقاط الحكومة الانتقالية»، التي تقودها أحزاب «اللقاء المشترك» بقيادة حزب «الإصلاح» الذي يرتبط بجماعة الإخوان المسلمين في اليمن القوة الجماهيرية الأكبر في انتفاضة 2011 التي أجبرت علي صالح على التنحي أواخر فبراير 2012. وكانت دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع اليمنية أعلنت مساء الأحد عبر موقعها الالكتروني انضمامها إلى صف «ثورة الشعب»، في إشارة إلى التمرد الحوثي الذي توج بسقوط معسكرات ومؤسسات ومصارف حكومية بعضها سيادية بأيدي مقاتلي الجماعة التي تطلق على نفسها اسم «أنصار الله». وشوهد مئات المسلحين الحوثيين أمس يتمركزون بجوار الكثير من المؤسسات الحكومية في صنعاء، بينما امتنع موظفون حكوميون عن الذهاب إلى مقار أعمالهم بسبب الوضع الأمني غير المستقر. كما شوهد مسلحون يرفعون شعارات الجماعة المذهبية ينظمون حركة السير في العديد من الشوارع الرئيسية في صنعاء، بينما استحدث مسلحون آخرون حواجز في شوارع أخرى وفرضوا إجراءات تفتيش على المركبات. وأغلقت مجاميع مسلحة من جماعة الحوثيين الطرق المؤدية إلى منزلي المستشار الرئاسي لشؤون الدفاع والأمن، اللواء علي محسن الأحمر، والملياردير والزعيم القبلي النافذ، حميد الأحمر، الكائنين في حي «حدة» جنوب العاصمة صنعاء. وقال سكان لـ(الاتحاد) إن المسلحين الحوثيين اغلقوا المربع السكني الذي يوجد فيه المنزلان تمهيدا لتفجيرهما، مشيرين إلى أنهم منعوا المارة والمركبات من المرور في المنطقة. وما زال مكان اللواء الأحمر، الذي انشق عن الرئيس السابق علي عبدالله صالح إبان انتفاضة 2011، مجهولا منذ فراره مساء أمس الأول من معسكر الفرقة الأولى مدرع، بينما التاجر حميد الأحمر، وهو قيادي كبير في حزب الإصلاح وبذل أموال بسخاء لإطاحة صالح، متواجد في خارج البلاد منذ أسابيع. ودعت جماعة الحوثيين أنصارها في العاصمة صنعاء إلى إطلاق المفرقات والألعاب النارية، ليل الاثنين، «ابتهاجا بانتصار ثورة الشعب»، حسب تلفزيون المسيرة التابع للجماعة التي خاضت ست جولات من القتال ضد القوات الحكومية في شمال البلاد العقد الماضي. وعلى صعيد متصل، التقى الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أمس في صنعاء سفراء الدول العشر الراعية لاتفاق المبادرة الخليجية التي أمنت خروجا مشرفا للرئيس السابق والتي تنظم عملية انتقال السلطة في اليمن. وذكرت وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، أن هادي أطلع السفراء على «مستجدات الوضع الراهن في العاصمة صنعاء وطبيعة الانتشار للمليشيات الحوثية في بعض المرافق والوزارات الحكومية المهمة». كما أطلعهم على طبيعة اتفاق التسويةالذي تم توقيعه الليلة قبل الماضية بحضور مبعوث الأمم المتحدة لليمن جمال بن عمر. وأشار هادي إلى أن الاتفاق جنب اليمن حرباً أهلية مبديا أمله في أن يتم تطبيق بنود الاتفاق الذي أقر تشكيل حكومة وطنية واسعة في غضون شهر، وتعديل أسعار الوقود. ودعا الرئيس اليمني سفراء الدول العشر إلى «إبلاغ حكوماتهم وزعمائهم بهذه المجريات وهذا الاتفاق». ورحب سفراء الدول العشر بتوقيع اتفاق التسوية وطالبوا في بيان مشترك أصدروه أمس بـ«التنفيذ السريع والكامل لجميع بنود الاتفاق»، مشددين على ضرورة التزام جميع الأطراف اليمنية بمبادرة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ومُخرجات الحوار الوطني الذي اختتم في يناير. وأكد البيان تأييد الدول العشر، وهي دول الخليج العربية (باستثناء قطر)، والدول الكبرى في مجلس الأمن، للرئيس عبد ربه منصور هادي «كرئيس شرعي للدولة»، منددا بـ«استخدام كل أنواع العنف والتهديدات به ضد الخصوم السياسيين أو لتحقيق أهداف سياسية». وطالبت الدول العشر بـ«الوقف الفوري وغير المشروط لإطلاق النار في صنعاء والجوف ومأرب ومناطق الصراع الأخرى وذلك لحماية حياة المدنيين الأبرياء»، محذرة «العناصر الإضافية التي قد ترغب بدخول صنعاء بهدف إشعال الوضع بأن وجودهم لن يكون مُرحباً به إذ لا يمكن لليمن أن يتحمُّل المزيد من الصراعات»، بحسب وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي أشارت أيضا إلى أن هادي ترأس اجتماعاً استثنائياً للحكومة الانتقالية المنتهية ولايتها وناقش طبيعة اتفاق التسوية مع جماعة الحوثيين.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©