حذر الصليب الأحمر من أن تشاد تواجه أحد أسوأ أوبئة الكوليرا في تاريخها مشيرا إلى مخاطر انتشار المرض إلى مخيمات اللجوء على الحدود مع السودان. وحتى الوقت الحالي من العام الجاري، أصيب 12700 شخص بهذا المرض بينما توفي بسببه 364 آخرون. وقالت صوفي شافانيل خبيرة الكوارث بالاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر إن الموسم المطير في ذروته حالياً ما يوفر الظروف المثالية للبكتيريا القاتلة كي تنتشر بسرعة وبشكل واسع. وأضافت “عدد الأشخاص المصابين يرتفع فعلياً.. هناك تخوف كبير من أن عدد المصابين سيزداد مع هطول الأمطار خاصة في المناطق المعرضة للفيضانات”. وهناك مخاوف من أن الوباء قد يؤثر على الدول المجاورة ومعسكرات اللاجئين التي يعيش بها اللاجئون الفارون من الصراع في السودان. وقالت شافانيل إن “العدد الأكبر من الحالات على طول الحدود الجنوبية الغربية مع الكاميرون ونيجيريا وهناك حالات يتردد أنها تتجه صوب الشرق. هذه قد تصبح قضية إقليمية”.
ووصلت شافانيل إلى تشاد يوم 25 أغسطس ضمن فريق متخصص. وكبداية لجهود مواجهة المرض يقوم الصليب الأحمر بتوزيع الصابون ومادة الكلور من أجل تحسين مستوى النظافة والصحة العامة والحيلولة دون انتشار المرض. كما يتم تجهيز المزيد من الإمدادات إرسالها إلى تشاد حيث من المتوقع أن يسوء الموقف. وقالت شافانيل: “الأمر المحزن جداً بشأن الكوليرا هو أنه من السهل علاجه لكن من الضروري توفير العلاج بشكل فوري للأشخاص الذين يحتاجونه. لكن العديد من المستشفيات في هذا البلد الفقير المغلق والذي يأوي 5ر11 مليون نسمة في حالة يرثى لها. وتقول شافانيل إن “الممرضات يعملن على مدار الساعة من أجل إنقاذ أرواح الناس.. إنهن يعملن في مراكز لعلاج الكوليرا غير مزودة بأسرة -الناس ينامون على الأرض.. وعندما تتساقط الأمطار، تغمر المياه الأرض.. كما أن الأدوية شبه منعدمة”.
ويعاني الكثير من سكان تشاد من عدم إمكانية الحصول على ما يكفي من خدمات الصرف الصحي والمياه الصالحة للشرب. ويبلغ متوسط العمر المتوقع للرجال في الأوقات الطبيعية 49 عاما وللنساء 51 عاما وفقا للأمم المتحدة. وقالت شافانيل: “الناس بالكاد تتوافر لديهم المراحيض والكثيرون يغوطون في الخارج. ومع الأمطار والفيضانات يمكن أن تتخيل كيف من الممكن أن تنتشر الكوليرا بشكل بشع”. كما تستضيف تشاد مئات الآلاف من اللاجئين من جمهورية أفريقيا الوسطى ومن منطقة دارفور.. أيضا أدت الصراعات إلى نزوح عشرات الآلاف من سكان تشاد داخل حدود البلاد”.
وغالباً ما يعيش اللاجئون في ظروف غير صحية بشكل أكبر مما يعيشه المواطن متوسط الحال من سكان البلاد كما يعتمد الكثيرون على منظمات الإغاثة في الحصول على الخدمات الصحية. وتقدر منظمة الصحة العالمية عدد حالات الإصابة بالكوليرا سنوياً بنحو ثلاثة إلى خمسة ملايين حالة وعدد الوفيات بما يتراوح بين المئة إلى 120 ألف حالة على مستوى العام.
عدد اليوم
