قال الرئيس الأميركي، في مقال نشرته صحيفة “يو.إس.إيه توداي” أمس، إن الولايات المتحدة أكثر أمناً قبل حلول الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر، فيما أعلنت وزارة الدفاع الأميركية أنها رفعت مستوى التأهب في قواعد عسكرية أميركية معظمها داخل الولايات الأميركية.
وأكد الرئيس الأميركي باراك أوباما أمس أن منفذي اعتداءات 11 سبتمبر 2001 لم يتوصلوا إلى ترهيب أميركا وهم الآن ضعفاء، وذلك في مقال صدر قبل 3 أيام من الذكرى العاشرة لتلك الاعتداءات. وأكد أوباما في مقال نشر على موقع صحيفة “يو.إس.إيه توداي” على شبكة الإنترنت، أن “منفذي تلك الاعتداءات كانوا يريدون ترهيبنا، لكنهم لم يصمدوا أمام قوتنا. وتنعم بلادنا اليوم بمزيد من الأمان، أما أعداؤنا فقد صاروا أضعف” من أي وقت مضى.
إلا أن أوباما أشار، بعد 4 أشهر من القضاء على زعيم القاعدة أسامة بن لادن في باكستان، إلى أنه “إذا كانت العدالة قد تحققت فيما يخص أسامة بن لادن، وإذا كانت القاعدة في طريقها إلى الزوال، فإنه يجب ألا نضعف أبداً في مهمة حماية بلادنا”.
ودعا أوباما الأميركيين إلى “تكريم ضحايا وأبطال 11 سبتمبر”. وقال “يجب ألا ننسى الدرس الذي تعلمناه قبل عشر سنوات .. خلافاتنا ليست كبيرة أمام ما يجمعنا، وعندما نختار أن نتقدم سوياً كعائلة واحدة .. فإن الولايات المتحدة ستقاوم، وهي تستطيع أن تخرج من المحنة أقوى من السابق”.
وكان البيت الأبيض قد أعلن في وقت متأخر من مساء الأربعاء أن الرئيس الأميركي اجتمع مع كبار مستشاريه للتأكد من اتخاذ كل التدابير الأمنية اللازمة لمواجهة أي مؤامرة محتملة لتنظيم القاعدة في الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر الأحد. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض جاي كارنري للصحفيين “أعربت القاعدة وغيرها عن اهتمام بموعد هذه الذكرى في السابق ومن ثم سنبقى متيقظين باستمرار”. وأضاف المتحدث أن البيت الأبيض عندما يعلم “بأي تهديدات محددة سيرد عليها”. وقال كارني إن وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو، وكبير مستشاري الرئيس لشؤون مكافحة الإرهاب جون برينان شاركا في الاجتماع الذي عقده أوباما في البيت الأبيض.
ورفعت وزارة الدفاع الأمريكية “البنتاجون” مستوى التأهب في قواعد عسكرية أميركية معظمها داخل البلاد. لكن الوزارة ذكرت أن قرار رفع مستويات حماية القوات في منشآت عسكرية منها مبنى البنتاجون لم يصدر بناء على معلومات محددة قابلة للتصديق عن تهديد إرهابي. وقال المتحدث باسم البنتاجون جورج ليتل “هذا ليس رداً على أي تهديد محدد، لكنه إجراء احترازي ومتعقل”.
وقال البنتاجون إن الإجراء سار من يوم الأربعاء ويستمر حتى يوم الأحد. وكان مبنى البنتاجون أحد أهداف هجمات 11 سبتمبر عام 2001 التي خطف فيها متشددون من تنظيم القاعدة أربع طائرات ركاب وقتلوا زهاء 3000 شخص. وضربت اثنتان من الطائرات مبنى مركز التجارة العالمي في نيويورك وارتطمت طائرة بمبنى البنتاجون، بينما سقطت الرابعة في حقل في شانكسفيل بولاية بنسيلفانيا.
ويتوخى مسؤولو الأمن الأميركيون الحذر بصفة خاصة مع اقتراب موعد الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر.
وأصدرت وزارة الخارجية الأميركية تحذيراً بخصوص السفر في كل أنحاء العالم، قائلة إن الأميركيين المسافرين إلى الخارج أو الذين يعيشون في الخارج ينبغي أن يتنبهوا إلى التهديد المستمر الذي يمثله تنظيم القاعدة وحلفاؤه. لكن وزيرة الأمن الداخلي الأميركية جانيت نابوليتانو قالت الأسبوع الماضي إنه لا توجد معلومات مخابرات قابلة للتصديق بأن تنظيم القاعدة يخطط لهجوم في ذكرى 11 سبتمبر.
وكانت وثائق عثر عليها في المجمع الذي كان يعيش فيه أسامة بن لادن في أبوت آباد في باكستان بعد مقتله خلال هجوم نفذته وحدة من القوات الخاصة الأميركية في مايو أكدت اهتمامه الثابت بشن هجوم على الولايات المتحدة في توقيت قريب من الذكرى العاشرة لهجمات 11 سبتمبر. لكن لم يتضح ما إذا كانت تلك الخطط قد تطورت إلى أكثر من مجرد الطموح. وقال ليتل “رأيتم جميعاً أن الذكرى العاشرة للحادي عشر من سبتمبر ذكرت في وثائق صودرت من مجمع أبوت آباد”. وأضاف “لكن ذلك لا يشير بأي طريقة أو صورة إلى أننا نعلم عن تهديد محدد أو قابل للتصديق لأراضي الولايات المتحدة في نحو موعد الذكرى العاشرة”.
عدد اليوم
