الجمعة 19 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

دبلوماسية الإمارات الهادئة اكتسبت احترام العالم

دبلوماسية الإمارات الهادئة اكتسبت احترام العالم
3 سبتمبر 2015 07:41
دينا مصطفى (أبوظبي) أكد د. مأمون فندي الكاتب والباحث السياسي المصري رئيس معهد الدراسات العالمية بلندن، أن الإمارات أصبحت الدولة النموذج الذي يجب تطبيقه خارج الحدود الإماراتية، وقال إن مبدأ المواطنة هو أحد الأسس التي تميز الإمارات وهو المبدأ الذي رسخ المساواة بين جميع المواطنين الإماراتيين في الحقوق والواجبات، ورفض التمييز أو التحيز. وأكد أنه في الوقت الذي تصدر فيه إيران الثورة والطائفية، تصدر الإمارات نموذج المواطنة.ورأي فندي أن أسلوب الدبلوماسية الهادئة الذي تتبعه الإمارات نموذج يستحق كامل الاحترام والتقدير، فهي التي تقود ولا تنفر ولا تتعالى، ووصف الإمارات بأنها أصبحت واحة للحداثة في المنطقة، فهي تمثل الدولة الحديثة التي تربي أبناءها على فكرة التسامح وتقبل الآخر على غرار الدول الحديثة في الغرب مع الاحتفاظ بالعادات والتقاليد الإماراتية.وقال د. مأمون فندي إن الإمارات هي الدولة النموذج التي ترسخ مبدأ المواطنة في الحكم، وترفض التمييز أو التحيز بين المواطنين، خاصةً بعد حزمة القوانين التي صدرت أخيراً لمكافحة التمييز والكراهية وتعد إنجازاً جديداً يرسم ملامح الإمارات الحضارية، ويعطي مؤشراً إيجابياً في المساواة للمواطنين والمقيمين في الدولة ولا يتسامح مع الجماعات المتشددة التي تعتبر نفسها مواطناً أفضل من غيرها. دولة المواطنة وأكد فندي أن جماعات الإسلام السياسي الظلامية لديها تصور بأنهم أفضل من غيرهم، ولذا فهناك صدام بينهم وبين الجميع، فالإمارات ليس لديها تسامح مع من لا يؤمن بفكرة المواطنة، وهو ما لا يراه الإخوان والجماعات المتشددة، الذين يرون أنفسهم أفضل من غيرهم، وبالتالي فهي لا تتسامح مع تلك القوى الظلامية أو الحركات الطائفية. وقال فندي إن النموذج الإماراتي الذي يعتمد في جوهره على فكرة المواطنة في الدولة الحديثة غير قابل للتفكك أو الاختراق من قبل هذه الجماعات. وبالتالي فهذه الجماعات غير مؤهلة أن تكون جزءاً من هذه الدولة، والدفاع عنها وعن مصالحها، وعن حدودها وحكومتها، فالانتماء لأيديولوجية طائفية أو قبلية أو جماعة معينة يجعلهم غير مؤهلين لأن يكونوا مواطنين إماراتيين، وتحديداً دولة الشيخ زايد، تلك الدولة الحديثة والبيت الإماراتي المتوحد الذي بني على هذه الفكرة. وأكد فندي أن تجربة نموذج الاتحاد الإماراتي والتعايش الحادث فيه يمكن تطبيقه خارج الإمارات ليصبح اتحاداً خليجياً أو عربياً أساسه الجوهري «المواطنة» و«قبول الآخر» كمواطن متساوٍ في الحقوق والواجبات، فالنموذج الإماراتي ناجح جداً، ولذا يجب تطبيقه في الخارج لأنه يمثل نموذج الدولة الناجحة والراسخة والمتوحدة. وأشار فندي إلى أن الإسلام الحنيف دين سمح ومتى تحول إلى عنيف، نصبح أمام حالة جماعة طالبي سلطة ليس لهم علاقة بالإسلام يستخدمون الإسلام كمطية للوصول إلى السلطة، وهذا إفساد للدين، وليس إفساداً للسياسة. تصحيح الصورة للغرب وأضاف فندي أنه يجب رسم صورة الجماعات المتشددة والإخوان بشكل صحيح للغرب وحتى خارج الشرق الأوسط فمثلاً المواطن التركي العادي يعتقد أن إخوان مصر مثل حزب العدالة والتنمية في تركيا، وبالرغم من المآخذ العديدة على العدالة والتنمية في تركيا، فهم جزء من العملية السياسية وليسوا كل العملية السياسية، وليسوا مثل الإخوان الذين كانوا يريدون فرض سيطرتهم وبسط نفوذهم وعندما فشلوا أرادوا تفجير مصر كلها. ورأى فندي أن العرب مقصرون في فضح الصورة السلبية الصحيحة للإخوان في الغرب. السياسة الخارجية الهادئة قال فندي إن الإمارات تقود الآن ولكن بهدوء وتواضع، وهذا التواضع يجب أن يتغير لأنهم مؤهلون للقيادة وهذه ميزة أن تقود دون أن تشعر من حولك أنك تقود، فقد لعبت الإمارات دوراً محورياً وجوهرياً في إنقاذ مصر من براثن الإخوان. وقال فندي إن زيارة صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة إلى روسيا على سبيل المثال كان لها أثر سياسي كبير ومهم، ومع ذلك تم ذلك بهدوء، فهو أسلوب جديد للدبلوماسية الهادئة التي تقود ولا تنفر ولا تتعالى، فالإماراتيون مشاركون في عاصفة الحزم بقيادة السعودية، وهم لاعب أساسي على المستويات كافة، سواء السياسية أو في مجال المساعدات الإنسانية. وقال فندي إن سياسة الإمارات الخارجية لا تعتمد فقط على المصالح ولكن تحركها مجموعة قيم العروبة التي رسخها المغفور له الشيخ زايد، طيب الله ثراه، من قيم أصيلة فمساعدة الأشقاء في جميع أنحاء العالم العربي من شيم العروبة. واحة الحداثة وعن بناء دولة الإمارات الحديثة رأى فندي أن العديد من المبادرات الإماراتية مثل مركز صواب وغيرها لمحاربة الإرهاب والتطرف من جذوره تؤكد فكرة بناء الدولة الحديثة، فالإمارات أصبحت واحة للحداثة في المنطقة فهي تمثل الدولة الحديثة التي تربي أبناءها على فكرة التسامح والمواطنة على غرار الدول الحديثة، مع الاحتفاظ بالعادات والتقاليد الإماراتية الأصيلة، فالإنسان الإماراتي يحتفظ بقيمه ولا يفاوض على قيمه المحلية، ولكنه قادر على احتواء الآخر بدرجة عالية من الرقي، وهو نموذج للحضارات الواثقة فالحضارات الخائفة دائماً تتهم الآخر بغزوها ثقافياً ولكن الحضارات الراسخة لا تخشى غيرها، أو تخشى تأثرها بالآخر. فهو إنسان حديث، ولكن لديه قيمه الخاصة التي لا يساوم عليها. وقال فندي إن الإمارات وقفت بجانب مصر وقفة عظيمة في لحظة أزمة تاريخية وكانت سنداً، وما فعله الإماراتيون من مساندة ودعم فاق كل التوقعات. ومصر تدين للإمارات بمساعدات حقيقية ليس فقط في التخلص من حكم الإخوان، ولكن في الأعوام الثلاثة الأخيرة، فعلى سبيل المثال في قناة السويس، لم تكن مصر تستطيع الاتفاق مع كل هذه الشركات في مجال الحفر في قناة السويس الجديدة، حيث قام المسؤولون في الإمارات بالاتفاق مع الشركات العالمية التي قامت بحفر القناة، ووضعوا سمعتهم على المحك مع هذه الشركات من أجل مساعدة مصر، وجعلوا هذه الشركات تترك تعاقداتها لتنجز حفر قناة السويس في موعدها تماماً وبالشكل اللائق. حداثة بمذاق عربي أكد فندي أن الإمارات دولة حديثة بمذاق عربي، وأكثر ما يحبه في الشعب الإماراتي أنهم في قمة الذوق وقمة التواضع والتهذيب، وهذا ما أرساه جيل الآباء فكان الشيخ زايد ذا عين صافية يميز جيداً بين السراب والحقيقة، لم يكن يبهره اللمعان الزائف، وأفرز مجتمعاً متواضعاً، وكان ذا رؤية ثاقبة تم توريثها للقيادات الحالية. وقال فندي إن علاقة قادة الإمارات بشعبهم علاقة فريدة، فأبناء زايد موجودون في كل مكان، ولا يحيدون عما ورثوه من عادات وتقاليد، فهم موجودون في التعازي والأفراح، ففي عزاء الشهداء ترى صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد يعزي ويشد من أزر أهل الشهيد وهو معهم وجميع الشيوخ في حالة ترابط أسري. هذا النموذج يحمل المواطن على احترام نموذج الحكم وما يتميز به من تواضع وتواصل وتقدير، فالعقد الاجتماعي في الإمارات في حالة تراض وتوافق. تصدير النموذج ورأى فندي أن الإيرانيين يصدرون الثورة والإماراتيين يصدرون النموذج، فالمنطقة في حاجة إلى هذا النموذج، ويجب تطبيق هذا النموذج التنمية، والحداثة، وسرعة تنفيذ المشروعات، والأداء المتميز في العمل وقيم العمل والتوازن بين الحداثة والأصالة، وأهمية إرضاء المواطن، فهناك نماذج لوزراء شباب أعرفهم بشكل شخصي في الإمارات يعملون بمنتهى الحماس والإخلاص، منهم سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية الذي يدير فريقه بشكل متطور وناجح جداً، ومعالي الدكتور سلطان الجابر وزير دولة الذي يبذل جهداً كبيراً في ملف مساعدة الإمارات لشقيقتها مصر.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©