الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

متطرفون في معالجة معضلاتنا الرياضية؟

4 سبتمبر 2013 22:52
ولا ذرة شك واحدة، فمن يأتي مسؤولاً عن شأننا الرياضي العربي بتقاسيمه المتشعبة والمعقدة لا يرى في المرآة غير وجهه ولا يرى أنسب للوقت والآن غير طريقته هو في تدبر ما ننعته بالأزمة، فقد ترمى في البحر وفي مزابل التاريخ برامج وأفكار واستراتيجيات ومخططات أجزم بأن ليست كلها فاقدة الصلاحية وبأن بعضها قد يكون ملهماً لنا في هذه الأزمنة السوداء. عندما تعوزنا الحيلة لعلاج الكدمات الرياضية العربية نرتمي في حضن الماضي، ننزوي ونتغور بحثا عما كان من نجاحات، ونقول مع أنفسنا لماذا نجحنا وقتها ولا ننجح اليوم؟ الجواب بسيط جداً، فنحن شعب لا يراكم، نحن شعب عشق من فرط نرجسية ذوي الشأن القطائع حتى صارت لنا وجعا لا نعرف كيف نتخلص منه، فقد كانت لنا ذات وقت سياسات رياضية لا يهم إن كانت مستوردة بالكامل أم مبتدعة، أعطتنا لحظات فرح ووضعتنا في مقدمة الأمم بنجاحات عوض أن نستثمر فيها لنضمن تواصلها مع مرور الحقب جعلنا لها إطارات بلورية وعلقناها في جدران التباهي والتفاخر فلم تعد لنا اليوم سوى أطلال نقف عندها لنبكي ما تداعى في الدار. ليس خطاب تيئيس ولا هو من لازمات العصر أن نقف مجددا على المشهد الرياضي العربي متحسرين ومفجوعين ولكنها رسالة تنبيه إلى أن السياق الزمني الحالي يكره من يقوم على الشأن الرياضي العربي أن يتخلى عن العدمية في مقاربة المستقبل وفي لعن الحاضر ويفرض التحلي بالروح القومية التي تؤمن أن للعرب رأسمالا بشريا لا بد وأن يستثمر فيه باعتماد سياسات رياضية تقويمية لا تتطرف ولا تنتصر للأنانية الضيقة، سياسات رياضية تستشرف الأفق البعيد وتتواضع بالنزول قليلا إلى القاعدة لتجعلها أساسا قويا لهرم رياضي متماسك. عودوا إلى ما شئتم من البطولات العالمية لأي صنف رياضي وإلى الدورات الأولمبية الحديثة وطالعوا تراتيبها وستجدون أن دولا لم يكن لها وجود باتت اليوم في ترتيب يفوق بكثير كل دولنا العربية، وإن بحثتم عن السبب وجدتموه في أن تلك الدول التي لم يكن لها ذات وقت وجود في الخارطة الرياضية العالمية آمنت بالعمل القاعدي والتزمت الصبر وكان لها اليقين في ما تفعله فحققت النجاح الذي أصبح عندنا عملة مفقودة لأننا ضيعنا روح العمل وجوهر التميز، ضيعنا الهوية الرياضية وضيعنا قاعدة النجاح وأصبحنا نلهث وراء الإنجازات الصغيرة، ننفق عليه الملايين ولا نجني منها غير أفراح وقتية تزول مع أفول شمس ذلك اليوم. أرجو أن نأخذ ولو لحظة لنعيد قراءة واقعنا الرياضي، القراءة النقدية العميقة والموضوعية لعلنا نتقي شر الطوفان الذي تسببت فيه أنانيتنا. drissi44@yahoo.fr
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©