الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
علوم الدار

تشابه التقاليد يدعم عمل الصحفي

تشابه التقاليد يدعم عمل الصحفي
2 سبتمبر 2015 23:20
ثائر زريقات* كنت دائما أشعر بالرهبة من هذا البلد العظيم. فالتنوع في نسيجه الاجتماعي لا يزال واحداً من أكثر الجوانب الأخاذة بالنسبة لي. وفي هذه الدولة تعيش أكثر من مئتي جنسية في وئام واحترام لبعضها البعض، وكل منها يساهم بطريقته الخاصة لبناء الإمارات العربية المتحدة. ومنذ عام 2002 وأنا أداوم على زيارة الإمارات كسائح يأتي سنويا لرؤية المعالم الجديدة في البلاد، والأفق المدهش ومراكز التسوق الضخمة والشواطئ العريقة. وقد أمضيت أسبوعا أو اثنين مع الأصدقاء ثم عدت إلى الأردن. وكان التفاعل الوحيد بيني وبين الإمارات مقتصرا على مراقبة الحدود وإلقاء السلام بين الحين والآخر على أي مواطن إماراتي يمر بي. ولكن الآن، بعد ما يقرب من عام من العيش والعمل في هذا البلد كمراسل صحفي لجريدة «ذا ناشونال»، زاد حبي لهذه الدولة وشعبها بصورة كبيرة. وقد ترك تواضع هذا الشعب واستضافته لي وتلبيته لجميع مطالبي أثرا كبيرا على نفسي. فكرم هذا الشعب وعطفه منحني شعورا بأنني ما زلت أعيش في وطني الأم. ولكوني فرداً في أسرة تنتمي لقبيلة أردنية كبيرة، فقد تواصلت من فوري مع زملائي في العمل من الإماراتيين الذين ألتقي بهم يوميا، حيث إن تقاليدهم وثقافتهم تتشابه إلى حد كبير مع تقاليدي وثقافتي، مما منحني مسارا سريعا لبناء علاقات مع المسؤولين والارتباط مع السكان. وينطوي عملي كصحفي على النظر إلى الجانب الآخر من الإمارات، بعيدا عن مراكز التسوق والشواطئ، والتعرف على الأحياء ومعيشة المواطنين والمقيمين. كما يتطلب عملي أن أطرق أبواب المسؤولين للحصول على إجابات على المشاكل التي يعاني منها الناس، الأمر الذي كان صعبا إلى حد ما نظرا لكوني صحفياً جديداً في الصحيفة. ولكن مع كل يوم يمر، يصبح المسؤولون أكثر تقبلا لي وتعاونا معي، ويمكنني اعتبار بعض منهم أصدقاء لي، الأمر الذي يشعرني بالسعادة. وكلما قرأت المزيد من التعليقات أو استقبلت رسائل بريد إلكتروني من القراء حول القصص التي أقوم بتغطيتها في الشارقة، كلما شعرت بالحاجة إلى العمل بجد لإبراز مشاكل المواطنين والمقيمين أمام المسئولين لإصلاحها ومعالجتها. وكانت أكثر اللحظات المدعاة للفخر بالنسبة لي كمراسل هي عندما تمكنت من مساعدة أسرة لعامل باكستاني توفي في حريق بمصنع بإمارة رأس الخيمة، على التواصل مع مسؤولين بالإمارة للاضطلاع على تطورات تحقيقات الشرطة والإفراج عن رفاته حتى يتسنى لهم العودة ودفنه في وطنه. بيد أن القصة الأكثر إثارة للمشاعر هي عندما تم تكليفي لتغطية جنازة «سيف اليوسف الفلاسي»، ثالث جندي إماراتي يقتل في اليمن في إطار عملية استعادة الأمل. أما الناس الذين جاؤوا إلى المسجد من كل أنحاء الإمارات لتشييع جنازة الجندي، والأشخاص الذين تحدثت معهم في تلك الليلة فقد تركوا في نفسي شعورا بالتضامن والوحدة بين أبناء الإمارات. ما زالت ترن في أذني كلمات رجل مسن من الشارقة جاء لتأدية صلاة الجنازة على الجندي، حيث ذكر لي إنه لم يكن يعرف «الفلاسي»، لكنه ذهب للصلاة على ابنه وشقيقه الذي لقي حتفه في اليمن. *Tzriqat@thenational.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©