الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قنبلة «ويكيليكس»... رغم تحذيرات واشنطن!

3 ديسمبر 2010 21:48
بعد أيام من الترقب، ورغم التصريحات المحذرة التي أطلقتها إدارة أوباما، تم نشر وبث كم هائل من المعلومات والبيانات المثيرة للجدل التي سربها موقع ويكيليكس. ومثلما نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" (التي بدأت، إلى جانب صحيفة "ذا جارديان" البريطانية ومجلة "دير شبيجل" الألمانية) الكشف عن المعلومات مساء يوم الأحد، فإن الربع مليون برقية دبلوماسية أميركية سرية "تتيح نظرة غير مسبوقة على النقاشات التي تتم في الكواليس بين السفارات عبر العالم، وعلى وجهات نظر صريحة لحد القسوة لزعماء أجانب، وعلى تقييمات واقعية لتهديدات نووية وإرهابية". وقد أفادت صحيفة "ذا جارديان" بأن المعلومات التي جرى تسريبها تتضمن: دعوة بعض الزعماء العرب في المجالس الخاصة إلى توجيه ضربة جوية لإيران، وتلقي مسؤولين أميركيين تعليمات بالتجسس على قيادة الأمم المتحدة، وعلاقات مفترضة بين الحكومة الروسية والجريمة المنظمة، و"انتقاد مدمر" لعمليات الجيش البريطاني في أفغانستان، وادعاءات حول "تصرف غير لائق" من قبل عضو من العائلة الملكية البريطانية. وفي هذا السياق، كتبت "الجارديان" تقول "إن البرقيات تشير إلى أسماء بلدان متورطة في تمويل منظمات إرهابية، وتصف كارثة بيئية كادت تحدث العام الماضي وتتعلق بشحنة خطيرة لليورانيوم المخصب"، مضيفة: "كما أنها تكشف عن تفاصيل تقنية تتعلق بمفاوضات سرية بين الولايات المتحدة وروسيا حول الصواريخ النووية في جنيف، وتتضمن بروفايلا للزعيم الليبي معمر القذافي، الذي ترافقه في كل مكان -حسب الوثائق- ممرضة أوكرانية شقراء مثيرة". ومن جانبها، تفيد صحيفة "نيويورك تايمز" بأن البرقيات تتضمن "توتراً خطيراً مع باكستان حول الوقود النووي... والمراهنة على انهيار كوريا الشمالية في نهاية المطاف... ومفاوضات حول إفراغ سجن خليج جوانتانامو... وشكوكاً حول وجود الفساد في الحكومة الأفغانية... وجهداً عالميا لقرصنة أجهزة الكمبيوتر أداره المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني". كما تفيد صحيفة "نيويورك تايمز" بأن الرسائل الدبلوماسية التي تم تسريبها تشير إلى أن "المتبرعين السعوديين مازالوا هم الممولون الرئيسيون للمجموعات السنية المقاتلة مثل "القاعدة"، وإلى "صدام مع أوروبا حول حقوق الإنسان"، وإلى "تحالف مثير للفضول بين رئيس الوزراء الروسي بوتين ورئيس الوزراء الإيطالي برلسكوني يشمل هدايا فاخرة وباهظة، وعقود طاقة مربحة، ووسيطاً إيطالياً سرياً يتحدث اللغة الروسية". غير أنه بينما كان الإفراج عن هذه المعلومات جارياً، وصف البيت الأبيض نشر برقيات دبلوماسية سرية بأنه "أمر متهور وخطير"، محذراً من أن ذلك يمكن أن "يؤثر كثيراً" على مصالح الولايات المتحدة، ومصالح دول حلفية وصديقة. وفي هذا الإطار، قال المتحدث باسم البيت الأبيض روبرت جيبس يوم الأحد: "مما لا شك فيه أن الكشف عن هذه المعلومات يعرِّض للخطر الدبلوماسيين، والعاملين في الاستخبارات، والأشخاص عبر العالم الذين يقصدون الولايات المتحدة من أجل المساعدة بخصوص الترويج للديمقراطية والحكم المنفتح"، مضيفاً: "إن هذه الوثائق قد تتضمن أيضاً أسماء أفراد يعيشون ويعملون في حالات كثيرة تحت أنظمة قمعية، ويحاولون إنشاء مجتمعات أكثر انفتاحاً وحرية". وقال جيبس أيضاً: "بالإفراج عن وثائق مسروقة وسرية، تكون ويكيليكس قد عرَّضت للخطر ليس قضية حقوق الإنسان فحسب، وإنما أرواح وعمل هؤلاء الأفراد أيضاً". ثم يضيف: "إننا ندين بأقوى العبارات الكشف غير المرخص لوثائق سرية ومعلومات حساسة تتعلق بالأمن القومي". والجدير بالذكر في هذا الإطار أن وزيرة الخارجية الأميركية سعت في وقت متأخر من الأسبوع الماضي إلى التخفيف والتلطيف من التأثير المحرج ربما للتسريبات عبر الاتصال بمسؤولين حكوميين في كل من الصين وألمانيا والسعودية وفرنسا وبريطانيا وفرنسا وأفغانستان. كما تم تحذير كل من كندا والدانمارك والنرويج وبولندا. ومن جانبه، قال المستشار القانوني لوزارة الخارجية الأميركية هارولد كو، في رسالة إلى مؤسس موقع "ويكيليكس" جوليان أسانج، يوم السبت، إن نشر البرقيات الدبلوماسية السرية "من شأنه أن يعرِّض للخطر أرواح ما لا يحصى ولا يعد من الأبرياء"، و"يعرِّض للخطر العمليات العسكرية الحالية"، و"يعرِّض للخطر التعاون الحالي بين البلدان". ويذكر هنا أن المسؤولين الأميركيين كانوا على علم منذ بعض الوقت بأن ويكيليكس لديه البرقيات الدبلوماسية. وحتى الآن، لم توجه إلى أي أحد تهمة تمرير هذه الوثائق للموقع الإلكتروني المذكور، لكن الشكوك تحوم حول الجندي في الجيش الأميركي برادلي مانينج، محلل المعلومات الاستخباراتية الذي اعتُقل في يونيو الماضي ووجه له الادعاء العام الاتهام بخصوص تسريب سابق لنحو 400 ألف وثيقة تتعلق بالحرب في العراق. ويشار إلى أن معظم الدفعة الحالية من البرقيات الدبلوماسية المسربة تعود إلى عام 2007، أي أنها أساساً تتعلق بإدارة بوش السابقة. براد نيكربوكر محلل سياسي أميركي ينشر بترتيب خاص مع خدمة «كريستيان ساينس مونيتور»
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©