السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

رأي تحديات عصر الوفرة

26 نوفمبر 2006 22:51
رغم كل ما يقال فإننا نعيش في عصر الوفرة· ولم تنجح تداعيات هجمات 11 سبتمبر او الارتفاعات القياسية في أسعار النفط، في منع الاقتصاد العالمي من النمو خلال السنوات الخمس الماضية بسرعة لم يشهدها طوال التاريخ· وفي ضوء هذا الاداء وما تشهده أسواق الأسهم، فأعتقد أن علينا أن نصف ما يحدث حاليا بأنها فترة عظيمة لنظام السوق والتكامل العالمي· ومع ذلك فأن هناك الكثير من أوجه القصور، بداية من الفشل في اكمال جولة الدوحة وصولا الى ارتفاع الحواجز الحمائية في الغرب وتصاعد موجات التأميم في اميركا اللاتينية، وهو ما أثار جدلا حول مستقبل نظام السوق، وهو الأكبر من نوعه منذ انهيار حائط برلين بل وربما أبعد من ذلك بكثير· والاصوات المعادية للعولمة ربما مصدرها معارضة السياسات الخارجية لادارة الرئيس الاميركي جورج بوش ومغامراتها الفاشلة· لكن هناك مصدرا آخر أكثر ازعاجا وهو الادراك المتزايد بأن العالم لا يستفيد بشكل عادل من النمو الاقتصادي العالمي الحالي، وان هناك فئة قليلة تستأثر بالجانب الأكبر من المزايا فيما تبدو أن حصة الأغلبية في طريقها للتراجع أكثر وأكثر· وهناك فئتان هما على رأس المستفيدين من العولمة والطفرة التكنولوجية·· الفئة الاولى هي التي كانت تملك بالفعل أصولا جيدة، حيث حققت مكاسب طائلة من وراء تعظيم الاستفادة من هذه المصادر بشكل عالمي· والفئة الثانية تتمثل في الدول منخفضة الدخل خاصة في آسيا وبشكل محدد الصين والذين استطاعوا ربط أنفسهم بالنظام العالمي· ففي هذه الطائفة اندمجت الايدي العاملة الرخيصة مع القدرة على دخول الاسواق العالمية لتشعل نموا اقتصاديا قويا· ومن المهم الاشارة الى ان المؤرخين أطلقوا على الفترة من أواخر القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع عشر اسم ''الثورة الصناعية'' لاسباب في مقدمتها تحسن مستويات المعيشة للاجيال · واذا نظرت الى معدل النمو في الصين خلال الثلاثين عاما الأخيرة فستجد ان مستويات المعيشة تحسنت بمعدل كبير· وبخلاف هاتين الطائفتين فان احدا لم يستفد الكثير من العولمة· فقد حققت الشركات العالمية التي استفادت من التقدم التقني وتوفر الأيدي العاملة الرخيصة، مكاسب كبيرة بينما صارعت الدول الفقيرة ذات العمالة السيئة لكي تجد لنفسها مكانا على الساحة· واذا كنا نتحدث عن فوائد العولمة في طرح منتجات رخيصة فعلى الجانب الآخر هناك من يخشى خسارة وظيفته، واذا كنا نحتاج لخبرات متعلمة فماذا نفعل مع عمال الدول النامية ممن تجاوزوا سن 40 عاما· ولذا فان نجاح العولمة يتطلب التحرك السريع لاعداد تلك الفئات العريضة المحرومة للاستفادة من العولمة· لاري سامرز وزير الخزانة الاميركي السابق فاينانشال تايمز
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©