السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

أم الشهيـد

أم الشهيـد
3 سبتمبر 2015 01:26
بُنَـيّ.. أفتقِدُك في زوايـا البيت، أفتقدُ قلبك الحنونَ عليَّ، أفتقِدُ حِمّل المسؤولية التي كُنت تُسعدني بأنك تتحملها دائماً... رحلتَ باكراً.. باكِراً جِداً.. ولازلتُ مُمدَدَةً أنـا يا بُنـيّ هـا هُنـا مُلقاةً على سِجادتـي.. أُريـدُ تقبيل وجنتيك، احتضانَ يديك... قَد ضاقَ بي ذرعاً هذا الجِدار.. وذاك.. قـد مَل مَدّ بصري سقفُ الغُرفه..... أفتقدُگ بُنـيّ.. أفتقـدُگ.... وفقدُگ مُـرّ.. مُذ كُنتَ بين أحضاني رضيعاً احتويكَ أرضعتُكَ حُباً وولاء لـِوطنِك، أرضعتُكَ أن لا تترُكَني أبداً.. أن تتمسَك بي جيّداً كي لا أفقِدَك.! ثُمّ فقدتُكَ.! بُنيّ.. أحتاجُ إليك.. فـ هلا أتيت.؟! بُنيّ: إني أعلمُ أنكَ مُتوج في الأرض وفي السماء مُتوج على فدائكَ وحُبك لأرضٍ وهبت إليك من خيراتها. أرضُك تحتفلُ بكَ يا حبيبـي.. أرضُك قد ضجت باسمك بأنك (شهيد) ونِعمَ الفداء ونِعمَ الوطن. فـؤادِ أم الشهيد يتأججُ بينَ الفينة والأُخرى حنيناً عظيماً لكنهُم قدموا للوطن فداء عظيماً، قدموا أبناءهُم شُهداء لأوطانهم، لهُم كُل الثناء على تربيتهم العظيمة التي جعلت أبناءهم دون تردُد يُقدمون على خدمة وطنهم وبكُل حُبٍ وإخلاص. وللـوطن كُل التضحيات.. ولقادة الوطـن رسالة حُب وولاء وطاعة، كما لهُم كُل الامتنان على ما يُقدمونهُ من رعاية عظيمة لأُسر الشُهداء. أحمـدُ الله على نِعمةِ السجود، نِعمةِ الدُعاء المُمتدة للسماء.. نِعمَة الرحمـة.. أعلـمُ جيداً يا بُني أنّ للمِحنَـةِ مِنَحاً عظيمَـة، أنّ للـفقدِ وجهاً لا نراه عميقاً بالرحمة اللهُ يلطفُ بي يا بُنـيّ اللهُ يعلمُ ما بقلبي من حنين اللهُ يرحمنـي ويمُدني بالصبـر الطويل. الحمدُللهِ على ما أخذ والحمدُلله على ما أعطى. عظّمَ اللهُ أجركِ يا أمَ الشهيد، وأسعدَ الله قلبكِ بلُقياهُ كما قدّمتِهِ للوَطَنِ فِـداء.. بمِثل هؤلاء الأُمهات يحتذي المُربون الأجِلاء، فـ حُبُ الوَطـنِ (فِعلٌ ) بعيدٌ عن العبارات الرنانة.. حُبُ الوطـنِ (أمـان)، يعني أن تقدم ابنكَ للوطن وفؤادُكَ مُطمئن بأنّ من يُقتل في سبيل خدمة وطنه إنما هوَ (شهيد).. وما ألّذها من كَلمَة. إنّ الأمومـةَ التي تحمِلُ في طيّ تربيتِها إخلاصاً تبني أجيالاً يعتزُ بها الوطن، وتفخرُ بأمجادهمُ الأُمم.. يعلو صيتَهُم بين الملأ يُرفرفُ علمُ أوطانهِم مُتباهياً بهِم.. أمُ الشهيـد رِسالة تربية عظيمة لكُل أُم، أمُ الشهيــــد مدرسةٌ لجيـلٍ جديد من الأمومـة يُعلمهُم أساسيات التربية وأصول الصبر ومقوِمات التضحية. ما أعظمُها من رسالة، وما أعذبُها من قصة.. وما أسعدها من أُم (أُمُ الشهيـد). نوف سالم - العين
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©