الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الهواتف الذكية و «تابليت بي سي» تقلصان هيمنة «مايكروسوفت»

الهواتف الذكية و «تابليت بي سي» تقلصان هيمنة «مايكروسوفت»
10 سبتمبر 2011 00:14
تواجه شركة مايكروسوفت حالياً أكبر تحدياتها فيما يتعلق بنظام تشغيل ويندوز، ويتمثل هذا التحدي في أن الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية “تابليت بي سي”، تعالج حالياً كثيراً من عمليات الحوسبة، وهو ما لم يكن يتم سابقاً إلا في أجهزة الكمبيوتر الشخصية. ورغم أن نظم تشغيل ويندوز بلغت من العمر 25 عاماً فإنها لا تزال تشكل لمايكروسوفت أهمية كبيرة. حققت ويندوز إيرادات بلغت 19 مليار دولار العام المالي الماضي وبلغت أرباحها 12,3 مليار دولار ما يساوي نصف دخل مايكروسوفت التشغيلي. غير أن إيرادات ويندوز تراجعت في كل من فترتي ربع السنة الماضيتين. في الوقت نفسه زادت مبيعات الهواتف الذكية التي تعمل على برنامج أندرويد (من جوجل) وآي فون (من آبل) هذا العام، الأمر الذي عزز نفوذ كلا الشركتين وسط مطوري البرامج المستقلين. وقد تسبب الإقبال على كمبيوتر أبل اللوحي آي باد في تقليص مبيعات أجهزة الكمبيوتر المحمولة لابتوب التي يعمل معظمها على برامج ويندوز. ولذلك سجلت حصة ويندوز في سوق أجهزة الكمبيوتر الشخصية في ربع السنة الماضي أدنى مستوياتها خلال عقدين. وعزت مايكروسوفت ضعف المبيعات جزئياً، إلى تحول الطلب على أجهزة الكمبيوتر الشخصية إلى الأسواق الناشئة مثل الصين التي لا تجني منها مايكروسوفت سوى القليل من الإيرادات لكل جهاز، بسبب ارتفاع معدل قرصنة البرامج فيها. ومن المرجح أن يزداد دفاع مايكروسوفت عن مجالها صعوبة بالنظر إلى انتشار أجهزة كمبيوتر لوحية (تابليت) أخرى تعمل على برنامج أندرويد في السوق، بالإضافة إلى انتشار أجهزة الكمبيوتر التي تعمل بلمس الشاشة، ليس فقط بين المستهلكين من الأفراد بل أيضاً في الشركات. ويندوز 8 تعول مايكروسوفت على نسخة ويندوز المقبلة التي تسمى ويندوز 8 لاستعادة نمو مبيعاتها. غير أن نظام التشغيل الذي أعادت مايكروسوفت تصميمه ليعمل في أجهزة الكمبيوتر ذات شاشات اللمس لا يتوقع إطلاقه إلا في خريف عام 2012 في أحسن تقدير. وتعتزم مايكروسوفت قريباً إقامة مؤتمر تعرض فيه برنامج ويندوز 8 أمام مطوري البرامج الذين من المرجح أن يحصلوا من مايكروسوفت على أول نسخ من هذا البرنامج. ويعد هذا المؤتمر جزءاً مهماً من جهود مايكروسوفت لتحفيز إصدار تطبيقات لبرنامج ويندوز 8 وتعزيز علاقاتها مع المبرمجين الذين يعتبرون بمثابة أساس لبنجاح الشركة. غير أن انتشار الهواتف الذكية وأجهزة الكمبيوتر اللوحية تابليت يقوض من هيمنة ويندوز كمنصة برمجة ويحول جهود المطورين الابتكارية التي كانت منصبة فيما مضى على أجهزة الكمبيوتر الشخصية بصفة رئيسية. وقال روجر كامنامي المستثمر في شركة اليفيشن بارتنرز المساهمة الخاصة في سليكون فالي: “إن عصر أمجـاد ويندوز قد ولى “بالنظر إلى تحول أعمال الحوسبة الرئيسية إلى أجهزة أخرى مثل آي باد والهواتف الذكية. ويضيف ماكنامي الذي لا يزال يؤمن بأن لمايكروسوفت مستقبلاً واعداً في نشاط رسائل اكستشنج Exchange المتوقف على الاستحواذ على شركة سكايب: “تجاوزنا المرحلة التي تستطيع ويندوز العودة إلى مجدها السابق فالسوق تغيرت”. كما ساهمت الأجهزة المحمولة في التأثير سلباً على توزيع البرمجيات وأسعارها. متجر التطبيقات ذلك أن نموذج متجر التطبيقات الذي بادرت آبل به وقلدته جوجل وغيرها من الشركات، يكفل لمستخدمي الهواتف الذكية والتابليت الحصول سريعاً على برامج أما مجانية أو يقل سعرها عن 5 دولارات الأمر، الذي أضر بنموذج المتاجر التي تبيع برامج كمبيوتر شخصي في اسطوانات يتراوح سعرها عادة ما بين 40 دولاراً وأكثر من 100 دولار. وهناك على سبيل المثال شركة ايفرنوت التي تقدم تطبيق تدوين المذكرات مجاناً، وقالت هذه الشركة المتمركزة في ماونتن فيو بولاية كاليفورنيا، إنها تحصل يومياً على عدد من المستخدمين الجدد لآي باد يتجاوز ضعف عدد مستخدمي ويندوز 7 الجدد. وقالت أيضاً إنها تحصل على عدد متزايد من المستخدمين الجدد يومياً لنسخة من ماكنتوش (التي لها أيضاً متجر تطبيقات) رغم أن عدد أجهزة ماكنتوش المستخدمة أقل كثيراً من أجهزة الكمبيوتر الشخصية التي تعمل ببرنامج ويندوز. وقال فيل ليبين رئيس تنفيذي ايفرنوت إن عدد مرات تحميل تطبيق نسخة ماك يساوي تقريباً أربعة أمثال عددها قبل اطلاق المتجر في مطلع هذا العام. وأضاف: “بكل صراحة أعتقد أن أكثر ما يضر ويندوز الآن هو افتقاره إلى متجر تطبيقات”. من المتوقع أن تعالج مايكروسوفت هذا العيب في ويندوز 8 حيث تعتزم استحداث متجر تطبيق معه. وقال ليبين أن ما شاهده من مميزات البرنامج حتى الآن أبهره. وكان ستيف بالمر الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت قد ناقش في شهر يناير الماضي خطط نسخة ويندوز المقبلة، موضحا أن نظام التشغيل سيعمل للمرة الأولى على رقائق من انتاج شركة آرم هولدينجز بصفتها أكثر الرقائق استخداماً في أجهزة تابليت وأيضاً على رقائق من شركة انتل وشركة ادفانسد مايكرو ديفايسز. يذكر أن مايكروسوفت قدمت أول عرض عام عن نظام تشغيل ويندوز 8 في مطلع شهر يونيو الماضي. ورفض فرانك شاو المتحدث باسم مايكروسوفت الحديث عن تفاصيل أخرى لنظـام تشـغيل وينـدوز 8 قبـل مؤتمر المطورين المسمى بيلد الذي سيقام في منتصف هذا الشهر سبتمبر في أنا هايم بولاية كاليفورنيا. وأقر بأنه ينبغي على الشركة أن تفعل شيئاً في سوق التابليت، ولكنه قال إنه من المتوقع للشركة أن تقوم بدور مهم ورئيسي في هذا المجال. سيطرة الكمبيوتر اللوحي من المسائل المثيرة لجدل محموم هي الدرجة التي تقوض بها أجهـزة الكمبـيوتر اللوحية تابليت مبيعات أجهزة الكمبيوتر الشخصية. فطالما احتجت مايكروسوفت وانتل بأن التابليت يعتبر امتداداً لسوق الحوسبة، مع تركيزه على أنشطة مثل مشاهدة الأفلام وقراءة المجلات على شبكة الإنترنت أكثر من المهام المتعلقة بالعمل التي تعالج أجهزة الكمبيوتر الشخصية. وتعتقد الشركتان أن أجهزة آي باد أضرت أجهزة نتبوك ونوتبوك غير باهظة الثمن. وهناك جهات أقل تفاؤلاً مثل بنك جولدمان ساكس الذي ذكر في تقرير بحث أصدره في شهر أبريل الماضي، أن أجهزة الكمبيوتر اللوحية مثل آي باد ستظل تقلص من أعداد أجهزة الكمبيوتر الشخصية التقليدية تقليصاً شديداً وتستولي على 35% و33% من مبيعات عام 2011 وعام 2012 على الترتيب. ووصل الأمر ببعض الشركات إلى أنها تعتبر أجهزة تابليت ضمن سوق الكمبيوتر الشخصي عند تحديد حصص السوق وهو ما يغير ترتيب آبل بشكل كبير. إذ تعتبر مؤسسة كاناليس أن آبل تعد الآن ثاني أكبر مورد أجهزة كمبيوتر شخصية في العالم بعد هيوليت باكارد. ومع إضافة أجهزة آي باد وماك التي لا تشكل سوى 5% فقط من التوريدات العالمية تعتقد مؤسسة كاناليس، أن آبل شكلت 13,6 في المئة من توريدات أجهزة الكمبيوتر الشخصية في العالم بزيادة من 8,2% منذ سنة مضت في ترتيب يلي مباشرة هيوليت باكارد البالغة حصتهـا 15,7%. وعمـوماً تضع مؤسسـة كناليـس حصة وينتل (المنصـة التي تسـتخدمها رقائق وينـدوز وانتل) عند نسبة 82% وهي أقل نسـبة لهـا في أكـثر من 20 عامـاً. نقلاً عن: «وول ستريت جورنال» ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©