شركات النفط الصينية تتطلع إلى صفقات اندماج واستحواذات

حققت شركات النفط الحكومية الصينية أرباحاً جيدة خلال النصف الأول من العام الجاري، ما مهد لها السبيل إلى مزيد من التوسع خارج الصين التي تتزايد احتياجاتها من الطاقة. وقالت ساينوبك ثاني أكبر شركة مصافي نفط في العالم مؤخراً، إنها تعتزم جمع ما يصل إلى 50 مليار يوان “7,8 مليار دولار” من خلال بيعها سندات لتمويل مشروعات وزيادة رأسمال التشغيل وتسديد ديون. وقررت الشركة إما أن تصدر تلك السندات لمستثمرين جدد، أو للمساهمين القائمين. تتزامن خطة جمع التمويل مع إعلان ساينوبك عن زيادة صافي أرباحها بنسبة 12% إلى 41 مليار يوان خلال النصف الأول من هذا العام على نحو فاق توقعات المحللين. كما شهدت الشركة الوطنية الصينية لإنتاج النفط البحري “كنوك” نتائج جيدة، حيث سجلت صافي ربح نصف العام الأول بلغ 39 يوان بزيادة نسبتها 51,4% رغم تعطل الإنتاج الجزئي الناجم عن حادث تسرب نفط وقع مؤخراً. كذلك سجلت بتروتشاينا الشركة المسجلة التابعة للهيئة الوطنية الصينية للبترول أكبر منتج للنفط والغاز في الصين صافي أرباح بلغ 66 مليار يوان خلال النصف النصف الأول من العام بزيادة نسبتها 1% على الفترة نفسها من العام الماضي ما يعد أقل نمو أرباح بالمقارنة مع نظرائها. وتأثرت أرباح كل من بتروتشاينا وساينوبك بالقيود التي فرضتها بكين على أسعار البنزين والديزل خلال فصل الربيع رغم ارتفاع خام برنت ارتفاعاً حاداً تجاوز 120 دولاراً للبرميل. وقال محللون، إنه من المرجح أن تواصل شركات النفط الصينية عمليات الاستحواذ خارج الصين سعياً إلى تنمية قاعدة إنتاجها. وقال جراهام كننجهام المحلل في سيتي بنك: “تتطلع شركات النفط الصينية الثلاث إلى عمليات الاندماج والاستحواذ خصوصاً إذا انخفضت أسعار النفط”. يذكر أن الصين تعتبر أكبر مستخدم طاقة في العالم وثاني أكبر مستهلك للنفط بعد الولايات المتحدة، وبرزت شركات النفط الحكومية الصينية قوة كبرى في أسواق الاندماج والاستحواذ العالمية خلال السنوات الخمس الماضية، حيث تؤدي مهمتها في الارتقاء بأمن الطاقة في الصين من خلال توفير إمدادات جديدة من النفط. تشمل صفقات النفط الصينية الكبرى هذا العام استثمار شركة كنوك 1,3 مليار يوان في مشاريع النفط الصخري بالاشتراك مع شركة تشيزابيك إينرجي المتمركزة في أوكلاهوما وشراء كنوك لشركة أويتي كندا المتخصصة في إنتاج النفط الرملي مقابل 2,1 مليار دولار منذ بضعة أشهر. غير أن هناك صفقات مهمة أخرى أخفقت تشمل المشروع المقترح لاستحواذ بتروتشاينا مقابل 5,4 مليار دولار على إنكانا شركة الطاقة الكندية الأمر الذي يؤكد صعوبة إبرام صفقات الاندماج والاستحواذ في أوقات تقلب أسعار النفط. كما أشار بعض التنفيذيين في قطاع النفط الصيني إلى أن تغيير القيادات الذي جرى مؤخراً في شركات النفط الحكومية الصينية ربما يقلل من نشاط صفقات الاندماج والاستحواذ هذا العام. ففي عملية تعديل مناصب خاضعة لتوجيهات الحكومة جرت خلال الربيع الماضي، تم تعيين فوتشينجيو رئيس مجلس إدارة شركة كنوك السابق رئيساً لشركة ساينوبك فيما تمت ترقية سو شولين رئيس ساينوبنك السابق وتعيينه في منصب سياسي رفيع في إقليم فوجيان. نقلاً عن: «فاينانشيال تايمز»