الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

فيتنام تحول «وادي الموت» إلى منتجع سياحي

10 سبتمبر 2011 00:20
دبابات ومروحة طائرة وبقايا مدافع تنتشر هناك وهناك في الوادي الذي شهد معركة ديان بيان فو التي مني خلالها الجيش الفرنسي بهزيمة نكراء في وجه المقاومة الفيتنامية سنة 1954. لكن هذا الوادي الأسطوري الذي تحلم السلطات الفيتنامية بتحويله إلى موقع سياحي، لا يستقطب ما يكفي من السياح الأجانب. ويقول تران تو نجا (47 عاما)، صاحب فندق “ماي هونج” الصغير في ديان بيان، “استنكر معظم زبائننا ولا سيما الأجانب منهم، النوعية السيئة للبنى التحتية والخدمات”. ويضيف” لا نملك الميزات اللوجستية والجغرافية التي يملكها زملاؤنا” على السواحل. لكن السياح الذين يتكبدون عناء زيارة ديان بيان فو يتفاجأون عند رؤية هذه الهضبة الضخمة الغنية بحقول الأرز والمحاطة بسلسلة من الجبال الشاهقة التي حاصر فيها رجال الجنرال فو نغوين غياب الجيش الفرنسي لمدة 56 يوماً وأجبروه على الاستسلام في 7 مايو 1954 تمهيدا لاستقلال البلاد. ويقول دايفيد سميث، وهو سائح أسترالي غادر قرية سابا متجهاً إلى لاوس، “إنه أحد المواقع التي تتجلى فيها حروب الهند الصينية بوضوح لقد كانت معركة مصيرية”. لكن السياح الأجانب الذين كانوا برفقته فضلوا البقاء في الحافلة وتابعوا رحلتهم على طرقات المنطقة المتعرجة. ويضيف سميث إن حاجز اللغة جعل إقامته صعبة.. “كان من الصعب طلب العشاء مساء البارحة”. ولا يخفى هذا الواقع على الإدارة الوطنية للسياحة في فيتنام، التي استقبلت خمسة ملايين زائر العام الماضي وهي متأخرة عن تايلاند واندونيسيا، نظراً إلى أن التقدم في هذا المجال يبقى بطيئاً. وأجريت أعمال ترميم بسيطة في حصينة الجنرال الفرنسي دي كاستري الرطبة والمظلمة. وأعيد بناء سلسلة من الخنادق على تلة إيليان التي شهدت أعنف المعارك. وفي الجوار، شيدت مسلة بيضاء على مربع صغير من الأسمنت تحية لروح شهداء جيش الاستعمار (المقدر عددهم بين ثلاثة وأربعة آلاف)، بناء على مبادرة خاصة من عسكري فرنسي. وعلى بعد أمتار قليلة، تشهد الأروقة المتراصفة للمقبرة العسكرية على الخسائر الفيتنامية (المقدرة بين ثمانية وعشرة آلاف).. هؤلاء ضحوا بأنفسهم على مذبح طموحات التحرير. أما المنطقة المحيطة فتعج بقرى تضم أقليات أثنية وبساحات يغامر فيها محبو السرعة في سياراتهم أو على دراجاتهم النارية. وقد قطع هذه المسافة 70 ألف سائح سنة 2000 و300 ألف سائح السنة الماضية، مستقلين الطائرة من هانوي أو السيارة، ومن بينهم 50 ألف أجنبي خصوصاً من الفرنسيين، أي واحد في المئة من مجموع السياح الأجانب في البلاد. ولكن المؤسف هو أنهم لا يطيلون البقاء ولا ينفقون الكثير، على ما يقول دوان فان شي وهو مسؤول عن السياحة المحلية يعتبر أن “الهدف هو جعل السياحة القطاع الرئيسي للتنمية الاقتصادية” في المنطقة. وبعض الأعمال مثيرة للجدل، مثل النصب التذكاري البرونزي الذي شيدته السلطات قبل سبع سنوات على قمة تلة بمناسبة الذكرى الخمسين للمعركة. منذ اك الوقت، تتشقق الأساسات وقد حكم على ستة مسؤولين بالسجن بتهمة الفساد.
المصدر: ديان بيان (فيتنام)
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©