بعيداً عن كأس الخليج!

لا أجد فرصة اليوم للحديث عن كأس الخليج، حتى وإن كانت هذه المساحة مخصصة في الأساس من أجلها...! ولا أخفي عليكم أنني حاولت التطرق كثيراً لمباريات الدورة التي وصلت إلى محطتها الأخيرة بعد صعود الكويت والسعودية للمباراة النهائية، إلا أن الإنجاز العربي الذي تحقق على يد الأشقاء القطريين فرض نفسه بقوة، بحيث لم يعد ممكنا تجاهله مهما كانت المستجدات الحاصلة في اليمن. فنحن في الخليج تعودنا دائماً أن نفرح لأفراح أشقائنا، بل إن دورة كأس الخليج ذاتها، تأسست قبل أربعين عاماً لكي تكون ملتقى لأبناء المنطقة، لذلك فإن حديثنا اليوم سيكون عن الإنجاز القطري... الخليجي... العربي الذي تمثل بفوز قطر باستضافة كأس العالم 2022. وعليه، دعوني أدعي بكل فخر وسعادة أن الانتصار القطري كان فوزاً للمبادئ الإنسانية، فالقوى العظمى التي تتقدمها أميركا سقطت أمام “الأهداف السامية”، فهذا الانتصار لا يمكن حصره في زاوية رياضية ضيقة، لأنه في الواقع انتصار سياسي وعربي بامتياز، ذلك أن تنظيم بطولة كأس العالم في منطقة الشرق الأوسط التي يراها الغرب “بؤرة للتوتر”، سيكون فرصة لنبعث من خلالها رسالة سلام مفادها أننا في هذه المنطقة قادرون على نسج خيوط المحبة مع الجميع مهما اختلفوا معنا. وفضلاً عن كل ذلك، لا يجب إغفال أن قطر ستكون أول دولة مسلمة تستضيف المونديال، وهو ما يعني أيضًا أننا بصدد تسجيل انتصار للدين الإسلامي، الذي حاولوا كثيرًا تشويه سمعته وأهدافه النبيلة، وأنتم تعرفون جيدًا حجم الادعاءات التي تم تلفيقها بالمسلمين! وقبل الختام علينا أيضا أن نشد على أيدي أشقائنا في الإمارات العربية المتحدة، فهم سباقون في استضافة كأس العالم للأندية، فهذه البطولة أيضا لها من المكان والأهمية الشيء الكثير، وهو ما يعتبر إضافة نوعية إلى منطقة الخليج التي نتمنى دائماً أن تكون مسرحاً للمحافل الدولية والعالمية وفرصة للتجمعات الرياضية الكبرى. إلى ذلك، لا يسعني في هذه الأيام البهيجة، إلا أن أهنئ جميع أشقائي في قطر، والخليج، والعرب، والمسلمين، وكل من ينتمي إلى الشرق الأوسط على هذا الانتصار... وشكرًا من عميق قلبي وصميمه لكل من ساهم في تحقيق هذا الإنجاز الكبير، كما أنني أبعث برسالة مشابهة إلى أشقائي الإماراتيين، على فوزهم باستضافة “مونديال الأندية” للسنة الثانية على التوالي، ليكون ذلك تأكيداً على أن الإمارات نجحت بالفعل في استضافتها الأولى وهي قادرة أيضا على النجاح في استضافتها الثانية. أحمد كريم (البحرين) | a7med.karim@gmail.com