سوبر «اللاجاهزية»

لم أود أن تكون عودتي إلى هذه الزاوية، والتي توقفت لمدة ثلاثة أسابيع، على تبخر آمال وأحلام الشارع الرياضي بالمنتخب الوطني، والذي استطاع في أربعة أيام فقط أن يعلن “منطقياً وليس حسابياً” عن الخروج من هذه التصفيات مبكراً، لنتصدر جدول الترتيب ولكن من الأسفل. كما لم أود أن أتطرق إلى الأسباب التي أدت إلى هذه النكبة التي تعرضت لها كرة الإمارات، فالإعلام بمختلف وسائله المرئي والمسموع والمقروء لم يقصر في ذلك، فلا أود أن “أعيد وأزيد”. وبما أن اليوم سوف يشهد انطلاقة الموسم الكروي 2011-2012 بالمباراة التي يستضيفها ملعب النار بالشامخة بين الجزيرة والوحدة في نهائي كأس السوبر، على اعتبار أن الجزيرة بطل الثنائية والوحدة وصيف الكأس، فمن الأفضل أن نغير مسارنا إلى ما عساه أن يخفف عنا ثقل وطأة الإخفاق الكبير لمنتخبنا الوطني. ومن وجهة نظري “الشخصية والمتواضعة” أن أفضل عنوان بإمكاننا أن نطلقه على هذه المباراة، والتي تجمع أقوى ناديين في الدولة في المواسم الأخيرة هو “سوبر اللا جاهزية”، على الرغم من أن طرفي هذا اللقاء السوبر هما الجزيرة والوحدة، حاملا لقب آخر بطولتي دوري. نعم فاللقاء سوبر ولكن على الورق فقط، ولو فتشنا في أوراق الفريقين، واستعداداتهما لهذه المباراة، لأدركنا أن مباراة اليوم سوف تكون في غاية الصعوبة على الفريقين، فكل منهما عليه أن يتفوق على نفسه وظروفه أولاً، قبل أن يتفوق على خصمه إن أراد أن يظفر بأول ألقاب الموسم. في الجزيرة، رفض البرازيلي آبيل براجا مدربه السابق أن يواصل المشوار، ثم “هرب” الأرجنتيني أليخاندرو سابيلا، والذي تم الاتفاق معه مبكراً مع نهاية الموسم الماضي، إلا أنه اعتذر وخرج من الباب الخلفي في وقت كان الفريق الجزراوي في أمس الحاجة إليه. ناهيك عن الإصابات التي ألمت ببعض العناصر الأساسية في الفريق، وأهمها علي خصيف أفضل حارس مرمى في الموسم الماضي، وياسر مطر، والذي قدم أداءً رائعاً وساهم بقوة في الثنائية. أما الوحدة فقد فضل الاستقرار فنياً، ولكنه ودع لاعبين كانوا من أهم أعمدته الأساسيين، وأهمهم عبد الرحيم جمعة والذي سوف يكون اليوم بشعار الجزيرة، وفهد مسعود، إلى جانب حسن أمين الذي انتقل إلى النصر، وفي المقابل لم يتعاقد الوحدة مع أي لاعب مواطن، وفضل الاستقرار على لاعبيه الأجانب، فكأن النية تتجه داخل النادي للاعتماد على الشباب، كما أن الإصابات لم ترحم العنابي، حيث يغيب بشير سعيد، إسماعيل مطر، وحيدر آلو علي، إلى جانب البرازيلي فيرناندو بيانو، والذي قد يشارك في مباراة اليوم. أما العامل المشترك فهو غياب لاعبي الأولمبي، إلى جانب أن لاعبي المنتخب الأول انضموا قبل مباراة اليوم بـ 48 ساعة فقط، فأي جاهزية من جانب الفريقين لهذه المباراة ؟! ومضة الأسبوع: قد تكون لجنة المحترفين هي الطرف الأكثر جاهزية لهذه المباراة، فكل التوفيق لهم، خاصةً أن المباراة في بداية موسم من المنتظر أن يكون صعباً وشاقاً. Mohamed.alsabaa@gmail.com