الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

الألوان لتأهيل التوحديين

الألوان لتأهيل التوحديين
3 سبتمبر 2015 20:40
خورشيد حرفوش (القاهرة) عرف الطب الشرقي القديم الذي يرتبط بالحضارات الصينية والمصرية والهندية واليونانية العلاج بالألوان، استناداً إلى أن الكائنات الحية تتأثر بها، وحديثاً أكدت دراسات علمية أن السلوك البشري يتأثر بالألوان بشكل ملموس ومباشر، ما فتح باب استخدام هذا النوع من العلاج في مجال اضطراب التوحد. تأثير مباشر في سنة 1878 اكتشف العالم غاديلي، كيفية وأسباب تأثير الأشعة الملونة في العلاج على الكائن الحي، وتذهب نظريته إلى أن لكل كائن حي ولكل نظام من أنظمة الجسم لونه الخاص الذي يثيره وينبهه، ولون آخر يكبح عمل ذلك العضو أو النظام، ومن خلال معرفة الألوان المختلفة وتأثيرها على أعضاء الجسم وأنظمته يستطيع أن يطبق اللون الصحيح الذي سيؤدي إلى تحقيق توازن عمل العضو أو النظام الذي يؤدي وظيفته بشكل سليم. وفي مجال علاج وتأهيل اضطراب التوحد، أكدت دراسات حديثة أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يحفز التركيز والنشاط والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بين 77% - 55% عند المصابين بالتوحد. وعن إمكانية استخدام هذا النوع من العلاج في تأهيل التوحديين، تقول الدكتورة إيمان البشبيشي، خبيرة التأهيل والعلاج بالطاقة والناشطة في مجال جمعيات أصدقاء التوحد بالقاهرة، إن العلاج بالألوان مرتبط بطاقة المكان، وهو فن صيني قديم، اعتمد في استنباط أساسياته على فلسفة التاو الصينية التي تهتم بملاحظة الأشكال والألوان، ومعالجة المكان بها من أجل تعديل مستويات الطاقة فيه. وتقول: «علم الفونج شوي يقسم الألوان إلى خمسة ألوان تنبثق منها ألوان أخرى تبعاً لاختلاف درجات الألوان الأساسية التي هي الأحمر، ثم الأصفر، ثم الرمادي، ثم الأزرق والأخضر، وهذه الألوان تعبر عن خمس عناصر طبيعية، وترتبط أيضاً بخمس أعضاء مهمة في جسم الإنسان، وترتبط كذلك بفصول السنة، وبالوقت في اليوم الواحد». وتضيف: «اللون الأحمر يرمز إلى عنصر النار، واللون الأصفر يرمز إلى عنصر التراب، واللون الرمادي يرمز إلى المعدن، واللون الأزرق يرمز إلى الماء، واللون الأخضر يرمز إلى الشجر أو الخشب». طيف وذبذبة تقول البشبيشي «تتمثل نظرية العلاج بالألوان في أن لكل لون في الطيف ترددا تذبذبيا مختلفا، ويعتقد علماء أن جميع الخلايا في الجسم تملك تردداً ينبعث بقوة وإيجابية عندما يكون الإنسان موفور الصحة، ولكن عندما يصاب بالمرض، فإن هذا التردد يصبح غير متوازن، فكل الألوان لها طاقة علاجية تؤثر على أجسامنا من خلال التأثير على المزاج الشخصي. فمثلاً استخدم اللون الأزرق في السجون للتخفيف من نشاط المسجونين، وثبت أن اللون الأخضر يساعد على التخلص من الاضطرابات النفسية غير المرضية. فيما ينشط اللون الأصفر الذاكرة ويبعث في النفس السرور. كما يعرف أن اللون الوردي يفتح الشهية». وتوضح: «من الأهمية توظيف الألوان في البيئة التعليمية لأطفال التوحد، ويفضل استعمال اللون الأصفر في مقاعد الدراسة لأنه ينشط الذاكرة ويثبت المعلومة في ذهن الطفل، وكثير من المراكز العلاجية لأطفال التوحد تلجأ إلى استعمال القبعات الخضراء والصفراء والزرقاء لتحقيق الهدف نفسه، وينصح بتجنب اللون الأحمر مع الأطفال الذين يعانون من النشاط الزائد. كذلك اللون البرتقالي يحفز الطفل على الاختلاط، ويحسن من عزلته الاجتماعية، كما أنه يجب تجنب اللون الأسود لأنه يحتوي على طاقة سلبية كبيرة». وتتابع «أثبتت التجربة أن اللون الأزرق يساعد التوحديين على النوم بهدوء فيما آخرون يفضلون الأخضر»، لافتة إلى أن تحقيق النتائج يتم ببطء ويحتاج وقتا طويلا. تطوير المهارات عن كيفية توظيف الألوان لتعليم الطفل التوحدي، تقول إنه أحد البرامج التعليمية المهمة في مراكز التوحد، وتبدأ المعلمة بعرض صور لأشياء مألوفة، وتتميز بألوانها المعروفة، وتنطقها مرات عدة أمام الطفل مع التركيز بالإشارة والنظر والنطق السليم حتى يألفها الطفل، ومن ثم تنطق اللون، مثلاً تعرض صورة الموز، وتقول «أصفر مرات عدة وتحرص على أن ينطقها الطفل». كما يمكن تعلم الألوان عن طريق اللعب، كأن تضع أقلاماً ملونة، وتسأل عن القلم الأحمر، أو تلعب معه لعبة الملابس، كأن تجلس مع الأطفال في دائرة وتعطي لكل طفل شيئا يلبسه وتسأل الأطفال من يرتدي القميص الأحمر؟ ويمكن استخدام الطين الصلصال الملون، والألعاب البلاستيكية الملونة، كذلك يمكن التدريب بوساطة المجسمات كالحيوانات والمكعبات، كما يمكن توظيف أدوات الرسم البسيطة في تنمية قدرات ومهارات الأطفال، وإكسابهم المعلومات». الأصفر يسهم في تنشيط الذاكرة توحديون ينامون بشكل هادئ على اللون الأزرق وآخرون يفضلون الأخضر الاستخدام الصحيح تقول إيمان البشبيشي، خبيرة التأهيل والعلاج بالطاقة والناشطة في مجال جمعيات أصدقاء التوحد بالقاهرة، إن طريقة العلاج بالألوان تعتمد على اختيار اللون المناسب لكل حالة، وهناك تجارب حديثة أظهرت أن الاستخدام الصحيح للألوان يمكن أن يزيد التركيز والنشاط والقدرة على التعلم والفهم والتذكر بين 55% إلى 78% عند المصابين بالتوحد وإحاطة الجسم به مكانياً وارتداء ملابس وتغيير حتى إضاءة الغرفة، وهو يختلف من حالة إلى أخرى، وكثيراً ما لوحظ خلال علاج بعض التوحديين أن هناك حالات تنام بشكل هادئ على اللون الأزرق، وأخرى على الأخضر عبر تسليط الإضاءة عليهم طوال الليل.. فللألوان تأثير سيكولوجي مباشر وآخر غير مباشر، مشيرة إلى أن جسم الإنسان يعرف بفطرته أهمية الألوان، لذلك عندما تصيبه الكآبة نراه يرتاح عندما ينظر إلى السماء أو البحر أو الخضرة والأشجار.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©