الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

تظاهرات في17 مدينة يمنية تطالب برحيل صالح

تظاهرات في17 مدينة يمنية تطالب برحيل صالح
10 سبتمبر 2011 00:10
تظاهر مئات آلاف اليمنيين، أمس الجمعة، بالعاصمة صنعاء ونحو 16 مدينة أخرى، للمطالبة بإسقاط نظام الرئيس علي عبدالله صالح، الذي احتشد عشرات الآلاف من أنصاره بالقرب من القصر الرئاسي تأييدا لبقائه في منصبه حتى سبتمبر 2013، فيما عبرت روسيا عن قلقها من تفاقم الأوضاع في اليمن، داعية إلى إطلاق حوار وطني “بأسرع وقت ودون شروط مسبقة” لإخراج هذا البلد من أزمته المتفاقمة منذ مطلع العام الجاري. وأدى المحتجون اليمنيون صلاة الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم جمعة “نصر من الله وفتح قريب”، في الساحات العامة، فيما أدى مؤيدو الرئيس صالح، صلاة الجمعة، التي أطلقوا عليها اسم جمعة “حب الوطن من الإيمان” في مسجد الصالح، المطل على ميدان السبعين، القريب من دار الرئاسة اليمنية. واحتشد نحو مائة ألف محتج يمني في شارع الستين الشمالي، شمال غرب العاصمة صنعاء، وسط إجراءات أمنية مشددة فرضتها القوات العسكرية التابعة للواء علي محسن الأحمر، قائد المنطقة العسكرية الشمالية الغربية والفرقة الأولى مدرع، الذي انشق، في مارس الماضي، عن نظام الرئيس صالح، وهتف المتظاهرون:”الشعب يريد محاكمة السفاحين”، وشعارات أخرى مطالبة بـ”الحسم الثوري” وإسقاط النظام اليمني، الذي يحكم البلاد منذ عام 1978. وطالب خطيب صلاة الجمعة الداعية الإسلامي فؤاد الحميري، “الصامتين” من أبناء الشعب اليمني إلى الانحياز للاحتجاجات الشعبية المناهضة لصالح، الذي يتعافى في السعودية من إصابته في هجوم غامض استهدف قصره الرئاسي بصنعاء مطلع يونيو الماضي، وحذر الحميري من وصفهم بـ”بقايا النظام” من نفاد “صبر” المحتجين الشباب، الذي قال إنه سيكون كـ”طوفان نوح وصيحة ثمود وريح عاد”، في إشارة إلى “التصعيد الثوري”، الذي أعلنته اللجنة التنظيمية الشبابية الشعبية”، الأسبوع الماضي، من أجل إسقاط النظام الحاكم. وقد لوحظ تراجع أعداد المشاركين في جمعة “نصر من الله وفتح قريب” في العاصمة صنعاء، وهي الجمعة رقم 31، منذ تدشين المحتجين الشباب في مدينة تعز (وسط)، التظاهرات الأسبوعية، في جمعة “البداية”، التي صادفت 18 فبراير الماضي. وقال القيادي في مخيم الاحتجاج الشبابي بصنعاء، حسن لقمان، لـ«الاتحاد» إن “الكثير” من مناصري الحركة الاحتجاجية الشبابية “أحجموا عن المجيء للصلاة بسبب الأمطار الغزيرة” التي هطلت على أجزاء من العاصمة صنعاء أمس. كما شهد عدد من المدن في محافظات تعز، الحديدة، إب، مأرب، ذمار، البيضاء، شبوة ولحج، تظاهرات احتجاجية مماثلة، طالبت بـ”التصعيد الثوري”، وإسقاط نظام الرئيس اليمني ومحاكمته ونجله الأكبر، العميد الركن أحمد علي صالح، الذي يتولى قيادة قوات الحرس الجمهوري، التي تشكل نحو ثلثي الجيش النظامي. وشيع المتظاهرون في مدينة تعز جثامين ثلاثة من ضحايا الاحتجاجات الشبابية، الذين سقطوا في فترات ماضية، فيما شيع المحتجون بمدينة الحديدة الغربية الساحلية جثمان قتيل رابع. وقد انطلقت، أمس الجمعة، مسيرات راجلة من بعض مديريات محافظة تعز متجهة نحو المخيم الاحتجاجي الشبابي بمدينة تعز، وذلك في سياق “برنامج التصعيد ونشر الثورة”، حسبما ذكرت صحف معارضة، كما أقام أنصار المعارضة اليمنية في مديريات تعز ثلاثة مخيمات احتجاجية ثانوية في بلدات هجدة، المعافر، والراهـدة، جنوب وغرب مدينة تعز، التي تعد أبرز معاقل الحركة الاحتجاجية الشبابية المناهضة للنظام الحاكم. بالمقابل، احتشد ما لا يقل عن 20 ألف متظاهر من أنصار الرئيس صالح في ميدان السبعين، جنوب العاصمة صنعاء، تأييدا لما أسموها بـ”الشرعية الدستورية”، التي تمنح الرئيس صالح الحق في استكمال ولايته الرئاسية الحالية والأخيرة حتى سبتمبر 2013. وهتف المتظاهرون الذين رفعوا الأعلام الوطنية اليمنية والسعودية وصور صالح والعاهل السعودي الملك عبدالله بن عبدالعزيز:”الشعب يريد علي عبدالله صالح”. وذكرت وكالة الأنباء الحكومية “سبأ” أن “ملايين من أبناء الشعب اليمني” شاركت في جمعة “حب الوطن من الإيمان” بالعاصمة صنعاء وبقية المدن اليمنية، وبث التلفزيون الحكومي شريطا مصورا لعشرات السيارات التي تقل أنصار الرئيس صالح، وهم يتوجهون إلى ميدان السبعين، المحاط بإجراءات أمنية مشددة من قبل قوات الحرس الرئاسي، التي يتولى قيادتها العميد طارق محمد صالح، نجل شقيق الرئيس اليمني. وكان الداعية الإسلامي حسين الهدار، خطيب صلاة جمعة “حب الوطن من الإيمان”، التي أقيمت بمسجد الصالح، دعا الأطراف المتصارعة إلى الحوار من أجل إخراج اليمن من أزمته الراهنة، التي قال إنها “قد طحنت الفقراء”، وانتقد الهدار، استهداف “المسلحين” المنشآت الحكومية الاستراتيجية، وقطع الخدمات الأساسية كالكهرباء والغاز. ويعاني اليمن، منذ يناير الماضي، اضطرابات وأعمال عنف متصاعدة على خلفية الاحتجاجات الشعبية المطالبة بإنهاء حكم الرئيس صالح، المستمر منذ أكثر من 33 عاما، وقدمت دول مجلس التعاون الخليجي، أواخر أبريل الماضي، مبادرة لإنهاء الأزمة اليمنية، نصت على استقالة صالح (69 عاما) من منصبه ونقل صلاحياته إلى نائبه، مقابل حصوله على ضمانات برلمانية بعدم الملاحقة قضائيا، إلا أن الرئيس اليمني رفض التوقيع على هذه المبادرة، ثلاث مرات في اللحظات الأخيرة، ويوم الأربعاء الماضي، دعا حزب المؤتمر الشعبي الحاكم الرئيس صالح إلى تفويض نائبه الفريق عبدربه منصور هادي إجراء حوار مع ائتلاف المعارضة، من أجل الاتفاق على آلية مرنة لنقل السلطة، وفق ما تضمنته المبادرة الخليجية. وقد عبرت الخارجية الروسية عن قلق موسكو من تفاقم الأوضاع في اليمن، حسبما أفاد موقع “26 سبتمبر”، التابع لوزارة الدفاع اليمنية. وقال المتحدث الرسمي باسم وزارة الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفيتش، إن اليمن بحاجة ماسة إلى حوار موسع يضم كافة القوى السياسية الفاعلة لتجاوز هذه الأزمة، مشيرا إلى أن موسكو “تدعو إلى إطلاق هذا الحوار وبأسرع وقت ممكن دون أي شروط مسبقة”، وكان نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوغدانوف، شدد على أهمية المبادرة الخليجية في إخراج اليمن من أزمته المستعصية، مؤكدا أن بلاده ستدعم “التوافق” الذي ستصل إليه الأطراف اليمنية “خلال عملية التفاوض”.
المصدر: صنعاء
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©