تباينت الآراء وردود الفعل حول المشادة بين عامر عبدالرحمن لاعب بني ياس، والإسباني لويس جارسيا مدرب الفريق، عقب نهاية مباراة «السماوي» واتحاد كلباء على ملعب الأخير في الجولة الثانية لدوري الخليج العربي لكرة القدم، ووقع نجم بني ياس والمنتخب الوطني الأول، بين «سندان سوء الفهم» و«مطرقة الغضب»، خاصة أن ما حدث لا يليق بحجم لاعب دولي أو اسم النادي الكبير، حسب ما أكد محمد عيضه المنهالي عضو مجلس إدارة شركة بني ياس لكرة القدم والمشرف على فريق الكرة، الذي قال: «نتفق تماماً مع الآراء التي تؤكد أن التصرف خاطئ، وكان لزاماً علينا التصرف بشكل سريع في الواقعة، وهو ما حدث بالفعل».
وأضاف: «إنه اجتمع مع اللاعب والمدرب عقب نهاية المباراة، وتم التطرق للأمر، وتبين أن هناك سوء فهم بين الطرفين، حيث اعتقد اللاعب أن المدرب يصرخ فيه بشكل مستمر، وهو ما لم يحدث، وتمت تصفية الأمر بين عامر عبدالرحمن ولويس جارسيا».
وأضاف: «هذا بالنسبة لما يخص سوء الفهم، أو بمعنى أدق ما يعني المدرب واللاعب، أما الجزء الثاني فيما حدث، يخص المشهد العام الذي لا يليق باسم النادي واللاعب في الوقت نفسه، فقد تم عقد جلسة فورية مع اللاعب، اعترف خلالها بأنه وقع تحت ضغط نتيجة المباراة، وأن الأمر لا يليق به وبالنادي، لكنه كان خارج إرادته، خاصة أنه كان يأمل تحقيق الفوز للفريق للفوز، خصوصاً أن المباراة أمام اتحاد كلباء الذي خسر في الجولة الأولى بخماسية من الوحدة».
ورفض المنهالي ما يتداول عن معاملة اللاعب معاملة خاصة ومتميزة عن بقية لاعبيه، مؤكداً أن عامر عبدالرحمن نجم كبير في النادي والمنتخب، لكنه يعامل معاملة زملائه، ولا توجد أي تفرقة على الإطلاق، ويتم حسابه عندما يخطئ، شأنه شأن أي لاعب، ومن المؤكد أن الوضع الراهن يتطلب بعض الكياسة، في ظل خسارة أربع نقاط في مباراتين وانتظار مباراة قوية بحجم مباراة الوحدة.
على الجانب الآخر، أكد خليفة سليمان المحلل الرياضي المعروف أن التصرف من جانب عامر عبدالرحمن غير مقبول على الإطلاق، مهما كانت الظروف والدوافع، مؤكداً ضرورة اتخاذ عقوبة فورية على اللاعب من إدارة النادي.
وأضاف: لا بد من ردة فعل، خصوصاً أن ما حدث كان على مرأى ومسمع من الجميع، كما أنها ليست المرة الأولى التي يصدر فيها هذا الفعل من عامر عبدالرحمن، حيث سبق أن فعل ذلك مع التونسي لطفي البنزرتي قبل سنوات عدة، فضلاً عن الخلاف الذي نشب بينه وبين الأرجنتيني كالديرون بسبب جلوسه على دكة البدلاء.
وقال: لا يمكن بأي حال من الأحوال اعتماد نادٍ على لاعب واحد، واعتباره النجم الأوحد الذي لا يمكن المساس به مهما أخطأ، حيث سيعود ذلك بالضرر على النادي نفسه.
وعاد إلى الواقعة وتحدث عنها، قائلاً: «لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يحاسب اللاعب مدربه، ولا يحق له الاعتراض على قراراته، وإن كانت هناك وجهة نظر، يجب طرحها في الغرف المغلقة خلف الأسوار، وليس على العلن أمام الجميع».
وطالب خليفة سليمان إدارة بني ياس بإيقاف اللاعب، والخصم المالي من مستحقاته، عملاً بأصول الاحتراف، خصوصاً أنه تجاوز مهمته كلاعب، داخل المستطيل الأخضر، حتى لا يتكرر الأمر، ويتسبب في شق صف الفريق بشكل عام.
وأشاد سليمان بموقف إدارة نادي النصر التي اتخذت موقفاً سريعاً، حيال ما صدر من إبراهيما توريه، عندما اعتدى على محمد جابر لاعب بني ياس، مؤكداً أن الإدارة النصراوية ضربت مثالاً للالتزام التام بقواعد وسلوك العمل الاحترافي.
واتفق محسن مصبح محلل قناة أبوظبي الرياضية، مع رأي خليفة سليمان، حول رفض تصرف عامر عبدالرحمن، مؤكداً أن التصرف مرفوض شكلاً وموضوعاً، وشدد على ضرورة احترام لاعب الكرة مدربه مهما كانت الظروف.
وأضاف: «إن نقاش المدرب خطأ في حد ذاته، داخل الغرف المغلقة، فما بالنا بحدوث ذلك أمام الجميع وعرضه على شاشات التلفزيون».
وطالب محسن مصبح بضرورة إصغاء اللاعب للمدرب وتنفيذ تعليماته، دون مراجعته خصوصاً أنه المسؤول الأول والأخير عن الفريق، كما أنه يحاسب على النتائج في المستقبل.
وأشار إلى أن عامر عبدالرحمن لاعب متميز، ولاعب دولي، ويجب أن يكون قدوة لزملائه في التعامل مع مثل هذه المواقف الصعبة.
في الشأن نفسه، أكد أحمد علي لاعب بني ياس الذي كان شاهداً على الواقعة أن الأمر كله دخل في دائرة سوء الفهم، حيث إن عامر عبدالرحمن اعتقد أن جارسيا كان يصرخ فيه، منذ بداية المباراة، في الوقت الذي لم يحدث ذلك من المدرب، خاصة أنه كان يعطي التعليمات للاعبين بنبرة صوت عالية، والتي اعتادها الجميع من المدربين الإسبان، حيث إن اللغة الإسبانية حادة الصوت من تلقاء نفسها، شأنها شأن البرتغالية والإيطالية.
عدد اليوم
