الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الدولار على حافة الهاوية

الدولار على حافة الهاوية
27 نوفمبر 2006 22:04
إعداد ـ أيمن جمعة: حذرت الصحف البريطانية من أن الأسواق العالمية تستعد لأسبوع عاصف من التداولات، وسط مخاوف بأن تداعي سعر الدولار أمام عملات الصرف الرئيسية سيؤدي إلى تعرض أسواق الأسهم والسندات لضربة قاصمة، وهو ما قد يحدث خلال أيام معدودات· ونشرت صحيفة ''تليجراف'' البريطانية تقريرا بعنوان ''نهاية عاصفة لشهر نوفمبر قد تسبب كارثة للدولار''، جاء فيه أن من المحتمل أن تواصل العملة الاميركية تراجعها أكثر وأكثر ''بل إن البعض يتوقعون أن يتجاوز سعر صرف الجنيه الاسترليني مستوى دولارين خلال الأيام القليلة المقبلة''· ويقول المتعاملون إن الدولار تراجع إلى أدنى مستوياته خلال 20 شهرا أمام اليورو وأدنى مستوياته خلال ثلاثة أشهر أمام اليورو الاوروبي، وذلك مع تراجع ثقة المستثمرين في قوة الأصول الاميركية· وعزا مراقبون هذا التراجع إلى الأجواء السلبية التي سادت السوق بسبب توقعات بأن مجلس الاحتياطي الاتحادي (البنك المركزي الاميركي) قد يبدأ قريبا في خفض أسعار الفائدة اضافة الى تلميحات البنك المركزي الصيني بانه قد ينوع احتياطاته من العملات الصعبة بعيدا عن الدولار· ويتوقع كثير من مراقبي السوق تراجع الدولار منذ شهور، لدرجة ان بول فولكر الرئيس السابق للبنك المركزي الاميركي قال مؤخرا ''لا أصدق أن الناس لا تزال تحتفظ بالدولار في محافظها الاستثمارية''· وقالت صحيفة ''تليجراف البريطانية: ''على الرغم من أن أداء مؤشر داو جونز للأسهم الصناعية الاميركية الممتازة لا يزال قويا، وسجل مؤخرا مستويات مرتفعة بفضل آمال بأن التراجع في أسعار العقارات لن يستمر طويلا، فإن البيانات الأخيرة توحي بأن تراجع أسعار المنازل الجديدة قد تكون له تداعيات خطيرة على الاقتصاد بوجه عام· وهذا كله لا يسير بمعزل عن مستقبل الدولار''· وقال مايكل ميتز كبير استراتيجيات الاستثمار في شركة ''اوبنهايمر'' ''قد ندخل فترة من الاضطرابات في أسواق الأسهم·· والتراجع الحاد في سعر الدولار قد يزيد الأمور سوءا ويدفع المستثمرين للرحيل عن البورصات الاميركية''· ولا يقتصر تراجع الدولار على انخفاض قيمة الأصول الاميركية، وتراجع جاذبيتها في عيون المستثمرين الأجانب، بل يمتد ليشمل تراجع القوة الشرائية للدولار وبالتالي تراجع الواردات الاميركية من أوروبا والصين بشكل خاص، وهو ما يؤدي بدوره إلى تراجع عجلة الإنتاج في الاقتصاديات الناشئة والمتقدمة على حد سواء· ويزداد الإحساس بالخطر عندما نعرف أن استمرار الطلب الاستهلاكي في أميركا هو المحرك الرئيسي لنمو اقتصاديات العديد من الدول التي تعتمد على الصادرات، وحقيقة أن هذا الطلب لا يزال قويا لأسباب تتعلق أساسا بأن الاميركيين مستعدون بشكل متزايد للاقتراض· وتقول ''تليجراف'': ''بعد عطلة طويلة في الاسواق الاميركية استيقظت بلاد العم سام على مخاوف بأن أوروبا وآسيا قد لا تستطيعان لعب دور قاطرة الاقتصاد العالمي إذا تراجعت وتيرة النمو في اميركا العام المقبل''· والمعضلة هنا انه إذا قرر المستثمرون الأجانب سحب محافظهم الاستثمارية من السوق الاميركية، وهو أمر بات متوقعاً مع استمرار تراجع الدولار في سوق الصرف، فإن مجلس الاحتياطي الاتحادي سيجد نفسه مضطراً لرفع أسعار الفائدة وهو ما سيزيد متاعب الاميركيين الذين يعتمدون بشدة على الاقتراض ليقل إنفاقهم الاستهلاكي أكثر· وقبل يومين نشرت صحيفة ''فاينانشال تايمز'' افتتاحية بعنوان ''هل يمكن أن يتقوض الاقتصاد العالمي'' خلصت فيه إلى أن خروج الاقتصاد العالمي عن مسيرته الحالية يتطلب صدمة عنيفة مثل تراجع سعر صرف الدولار بقوة لتزداد فاتورة الواردات الاميركية وتقل القوة الشرائية للمواطن الاميركي وتصبح الاصول الاميركية اقل اغراء للمستثمرين الاجانب، وهو ما بات متوقعاَ الآن أكثر من أي وقت مضى·
المصدر: 0
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©