أمر الرئيس الأميركي باراك أوباما بمضاعفة جهود مكافحة الإرهاب بعد ورود معلومات عن تهديد إرهابي محتمل قبل الذكرى السنوية العاشرة لهجمات 11 من سبتمبر عام 2001. وأوضح مسؤولون أميركيون أن التهديد يتعلق بمدينتي واشنطن ونيويورك. فيما أعلنت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون أمس أن “القاعدة” تقف وراء الهجوم المحتمل. وقالت إن الولايات المتحدة ستشكل مجلسا عالميا لمكافحة الإرهاب خلال الشهر الجاري.
وأعلن البيت الأبيض أمس الأول أنه تم إبلاغ أوباما بمعلومات محددة عن تهديد إرهابي محتمل صباح الخميس، وأنه تلقى عنها تقارير طيلة اليوم. وقال مسؤول بالبيت الأبيض طلب عدم نشر اسمه إن “الرئيس أمر وكالات مكافحة الإرهاب بمضاعفة جهودها ردا على هذه المعلومات الموثوق بها.. ولكنها غير مؤكدة”. وجاء ذلك عقب إعلان وزيرة الأمن الداخلي جانيت نابوليتانو في مؤتمر صحفي أن هناك “ثمة الكثير من “الثرثرة” التي تم التقاطها عبر جهودنا الاستخباراتية حول العالم عن احتمال شن هجوم إرهابي على الولايات المتحدة. وأضافت “ونحن نأخذها جميعا على محمل الجد”.
ورفضت الوزيرة تقديم المزيد من التفاصيل. وأعلن لاحقاً بيان لوزارة الأمن الداخلي أن الولايات المتحدة تواجه تهديداً محدداً بشن عملية إرهابية” في الذكرى العاشرة لاعتداءات 11 سبتمبر. وأضاف البيان أن المعلومات جاءت من مصادر موثوقة ولكنها غير مؤكدة.
وذكر مسؤول في مجال مكافحة الإرهاب رفض الإعلان عن هويته أن معلومات استخباراتية أشارت إلى احتمال شن هجمات بسيارات ملغومة. وأوضح المسؤول أن المعلومات بوجود التهديد جاءت من المناطق القبلية الباكستانية. ويجرى البحث عن شخصين أو ثلاثة يشتبه في أنه تربطهم صلات بتنظيم القاعدة. ونقلت محطة “إيه بي سي” عن مسؤولين في جهاز الاستخبارات الأميركية أن المشتبه بهم دخلوا جوا إلى الأراضي الأميركية في شهر أغسطس بنية تنفيذ اعتداء بسيارة مفخخة في واشنطن أو نيويورك.
وأوضحت المحطة نقلاً عن المسؤول أن المشتبه بهم جاؤوا من أفغانستان وتوقفوا في دولة واحدة على الأقل، وربما كانت إيران إحدى محطاتهم قبل دخول الولايات المتحدة. وقال مسؤول آخر في الأمن القومي للمحطة إن البحث جار عن شاحنتين. وأضاف أن الخبراء يعتقدون أنه من المحتمل ألا تتجسد في نهاية المطاف تلك المعلومات عن هجوم إرهابي. وشدد المسؤول على أن التهديد غير مؤكد، لكن كل المعلومات تؤخذ بجدية.
وقال عمدة نيويورك مايكل بلومبرج في مؤتمر صحفي إنه تم تعزيز الأجهزة الأمنية بالكامل في نيويورك وواشنطن. وأضاف أن إدارة شرطة نيويورك ومكتب التحقيقات الاتحادي “إف بي آي” والمجتمع الاستخباراتي بأكمله في “حالة استنفار قصوى لأننا نعلم أن الإرهابيين ينظرون إلى ذكرى 11 سبتمبر كفرصة ليضربوا مجددا”.
وقال بلومبرج موجها حديثه لسكان نيويورك “قد تلاحظون بعض الإجراءات الأمنية وقد لا تلاحظون البعض الآخر”. وأكد أنه “لا يوجد سبب يجعل أيا منا يغير نظام حياته اليومية”. وأضاف “التهديدات حتى هذه اللحظة لم تتأكد، أريد التشديد على ذلك .. إنها موثوق بها لكنها غير مؤكدة، لكننا نأخذ تلك التهديدات على محمل الجد”.
ولكن بلومبرج طلب من مواطني نيويورك الإبلاغ عن أي نشاط مريب قائلاً “يجب أن نبقي عيوننا مفتوحة خلال الأيام الثلاثة المقبلة”. ومن جانبه قال مفوض الشرطة في نيويورك رايموند كيلي إنه تم تعزيز الإجراءات الأمنية على الجسور والأنفاق والطرق السريعة والمستشفيات والمكاتب الحكومية.
وقالت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في كلمة لها أمس بمناسبة الذكرى العاشرة لاعتداءات سبتمبر “نحن مجتمعون هنا في نيويورك .. مع ورود أنباء الليلة الماضية عن تقرير ذي صدقية، لكنه غير مؤكد عن سعي القاعدة مرة أخرى لإلحاق الضرر بالأميركيين، وبشكل محدد لاستهداف نيويورك وواشنطن”.
وأضافت في كلمتها أنه من المستحيل إحباط كل المؤامرات وأن القاعدة لا تزال قادرة على شن هجمات على المستويين الإقليمي والدولي. لكنها قالت إن واشنطن ستشن حملة “لا هوادة فيها” ضد القاعدة، وستشكل في وقت لاحق من هذا الشهر منتدى عالمياً لمكافحة الإرهاب للتعرف إلى التهديدات وإيجاد الحلول وتبادل الخبرات.
وقالت وزارة الخارجية الأميركية إن المنتدى الذي ستشترك في رئاسته الولايات المتحدة وتركيا، سيضم أيضاً الجزائر وأستراليا وكندا والصين وكولومبيا والدنمارك ومصر والاتحاد الأوروبي وفرنسا وألمانيا والهند وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن والمغرب وهولندا ونيوزيلندا ونيجيريا وباكستان وقطر وروسيا والمملكة العربية السعودية وجنوب أفريقيا وإسبانيا وسويسرا والمملكة المتحدة.
عدد اليوم
