الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

طيور الحبارى ضيف الشرف في «الصيد والفروسية 11»

طيور الحبارى ضيف الشرف في «الصيد والفروسية 11»
5 سبتمبر 2013 20:12
تشهد أبوظبي هذه الأيام تظاهرة تراثية سنوية من خلال معرضها الدولي للصيد والفروسية في نسخته الـ11، الذي انطلقت فعالياته أمس الأول وتنتهي غداً. وتتضمن التظاهرة تقديم جملة من الأنشطة التراثية المرتبطة بهوايات الصيد والفروسية، وعلاقتها المتجذرة بأهل الإمارات والمنطقة العربية. وحفل المعرض بألوان شتى من الوسائل المبتكرة والأفكار المبدعة، التي تكرس قيمة المفردات المستخدمة في عالم الصيد والفروسية من طيور وأسلحة وأساليب الحياة في البر التي يعتمد عليها عشاق الصيد في رحلاتهم إلى أعماق الصحراء إرضاءً لهوايتهم الأثيرة، التي كانت يوماً ما وسيلة لكسب الرزق والتعايش مع البيئة الصحراوية، ولا يزالون يعتزون بكل ما يربطهم بهذه البيئة الثرية التي أسهمت في تشكيل وجدان الإنسان الإماراتي. وفي هذه النسخة ركز المنظمون على طائر الحبارى نظراً لأهميته في عمليات التدريب على الصيد بالصقور، فضلاً عن كونه مهدداً بالانقراض. الدخول إلى ساحة المعرض يكرس مشاهد كثيرة تعكس الاحتفاء بعالم الصيد والفروسية، والعناية بأدق تفاصيله، والحرص على غرسها في الأجيال القادمة لتكون معيناً لهم، في الاعتزاز بملامح هويتهم وتأصيل علاقتهم بالبيئة التي نشأوا فيها، بما تضمه من رياضات تراثية عربية خالصة، لا يمكن ممارستها سوى في هذه البقعة من العالم. واحتل طائر الحبارى، بما له من أهمية قصوى في عمليات تدريب الصقور على القنص، وكونه مهدداً بالانقراض، احتل أهمية خاصة بين أجنحة المعرض من خلال مشاركة الصندوق الدولي للحفاظ على الحبارى، بمجموعة من الأنشطة، التي استقطبت أعداداً كبيرة من زوار المعرض خاصة، الأطفال من خلال فعاليات مثيرة تتناسب مع أعمارهم الصغيرة، مثل التلوين والرسم على الوجوه ومشاهدة أفلام واقعية عن حياة طائر الحبارى في بيئاتهم الأصلية، مع محاكاة هذه البيئة ضمن معروضات الجناح، حتى يتاح للجميع التعرف على الحبارى بشكل مباشر ربما للمرة الأولى في حياة الكثير منهم. إلى ذلك، تقول حمدة العامري، منسق تعليم بيئي في الصندوق الخاص للحفاظ على الحبارى: إن الصندوق يحتفي بضيوف معرض الصيد والفروسية، من خلال مجموعة رسائل توعوية عن الحبارى باعتباره من الطيور المهددة بالانقراض. وتشرح: “نسعى للحفاظ عليه من خلال جهود قسم الإعلام والتوعية البيئية الذي يهدف إلى توعية الطلاب والجمهور بأهمية رياضة الصيد بالصقور، باعتبارها تراثاً خاصاً بالدولة، وضمن هذه الجهود تعريف الزائرين خاصة الأطفال وطلبة المدارس، ببرامج الصندوق، ومنها برنامج الاستقصاء، الذي يتم بالمشاركة مع مجلس أبوظبي للتعليم، ومن خلال المشاركة في البرنامج يطرح الطالب تساؤلات ويبحث عن إجابات خاصة بالحبارى، مثل أسباب انقراضه، وأهميته في حفظ التوازن البيئي، وقيمته كأحد ملامح التراث المحلي، وعبر الإجابة يتعرف على بعض هذه أسباب خطر انقراضه، ومنها الصيد الجائر، والتهريب، والمد العمراني”. وتضيف العامري: إنه عقب المشاركة في البرنامج وعودة الطالب إلى مدرسته، يسعى إلى التعبير عما تعرف عليه، من خلال قيامه ببحث علمي عن الحبارى، أو عمل عرض تقديمي عن الطائر، وهي واجبات يتحصل من ورائها على درجات علمية تفيده في مشواره التعليمي. وتلفت إلى أن جناح الصندوق الدولي للحبارى، يحتوي على فعاليات التلوين وألغاز ومسابقات، وألعاب إلكترونية، منها لعبة الهجرة الخارقة، التي يتعلم من خلالها الأطفال خطوط الهجرة الرئيسة للحبارى الآسيوي ومناطق التوقف، والتهديدات التي تواجهه أثناءها، بالإضافة إلى معلومات قيمة عن سلوك طائر الحبارى، وكيف يعيش وأنواع الأطعمة التي يتناولها، وكيف ينتقل من وسط آسيا إلى منطقة الخليج، كما يحصل المشاركون على كتيبات وهدايا عن الأنشطة التي ينظمها الصندوق. ويضم الجناح منطقة تراثية تعبر عن بيئة الصيد بالصقور وخلالها يتم شرح معلومات عن رياضة الصيد بالصقور كجزء من التراث، بالإضافة إلى القيم التي يكتسبها ممارسو الصيد بالصقور خلال الرحلات التي يقوم بها. بورصة الصقور حول بورصة الصقور، يقول محمد حسين، المسؤول عن أحد أجنحة بيع الصقور: إن أسعار الصقور تتحكم فيها عدة عوامل، منها الشكل والحجم واللون، مشيراً إلى أنه لا يتأثر بالعمر ولا السرعة كون أغلب الطيور الموجودة في المعرض يتراوح أعمارها من ستة إلى سبعة أشهر.ويضيف: إن هناك أنواعاً عديدة من الصقور، منها “جير بريرة” ويصل سعره إلى 45 ألف درهم، و”جير حر 3 كورتر”، وسعره 55 ألف درهم، “جير حر 87”، وسعره حول الـ 65 ألف درهم، “جير شاهين” يبدأ من 25 ألف درهم إلى 90 ألف درهم، “بيور جير” من 60 ألف درهم إلى 150 ألفاً، أما أرخصها هو “جير جرموشة” (قرموشة) وسعره يتراوح بين ثلاثة إلى عشرين ألف درهم. طائرة مبتكرة من الأفكار المبتكرة التي شهدها معرض أبوظبي للصيد والفروسية لهذا العام، طائرة صغيرة الحجم تستعمل في أغراض القنص، أضاف لها ابن الإمارات سرور الهاملي، بعض المزايا الجديدة، التي جعلت منها قبلة للكثيرين من عشاق الصيد من زوار المعرض، حيث تحلقوا حولها لرؤية ما بها من تعديلات رفعت من فوائدها وسهلت عملية استخدامها لأي مقناص سواء المحترف أو الهاوي. إلى ذلك، يقول الهاملي إن الطائرة في الأصل مصنعة في شركة أميركية، وكـانت تعمل بمحرك يصل وزنـه إلى عشرة كيلو جرامات، غير أن الطائرة بمحركها الجديد لا يتعدى وزنها الكيلو ونصف الكيلو جـرام، ويتم التحكم فيها بجهاز التحكم عن بعـد (ريموت كنترول)، وتمت إضافة قاعدة لكاميرا يمكن تزويد الطائرة بها، وتم تبديل مراوح الطائرة بمراوح أخرى حتى تتحمل أوزاناً أكبر. ويوضح الهاملي أن الطائرة يمكن أن تطير نحو كيلو ونصف الكيلو متر على ارتفاع كيلو متر، وبسرعة 70 كيلو متراً في الساعة، وتمت إضافة بطارية لها تطيل فترة بقائها في الجو إلى 25 دقيقة. كما أن الطائرة بها جهاز جي بي أس، يجعلها تعود إلى المكان الذي طارت منه، وتجعل أي شخص يستطيع التحكم فيها حتى لو لم يكن على دراية كافية بعالم الطائرات المستخدمة في الصيد. ويتابع “الطريقة الجديدة التي تدار بها الطائرة، تجعل مستخدمها يستغنى عن البالون الهوائي المليء بغاز الهيليوم الذي كان مستخدماً في مثل هذا النوع من الطائرات، والذي تصل أبعاده إلى مترين في مترين، ما يمثل مشكلـة كبيرة في نقل الطائرة بعكس هذه الطائرة المستحدثـة التي يمكن حملها ونقلها بسهولة من مكان إلى آخر. كما أن الطائرة تتسم بميزة أخرى، هي عدم تأثرها بالعوامل الجوية مثل سائر أنواع الطائرات التي يستخدمها هواة الصيد”. جولة عائلية في جناح الصندوق الدولي للحبارى، كان بيلا فيليز، الموظف بالسفارة المجرية، يتجول بصحبة طفليه وزوجته، ويستمتعون بمطالعة صور التراث الإماراتي وفعاليات التلوين والرسم على الوجوه داخل الجناح. يقول فيليز لـ”الاتحاد”: إنه مقيم في الدولة منذ نحو خمس سنوات، وأولاده أيلونجو (5 سنوات) وراجو (4 سنوات) ولدوا ونشأوا في الدولة، ولذلك فهو يحرص على أن يعرفوا كل ما يتعلق بالمجتمع الذي يعيشون فيه، وأهمية رياضات الصيد بالنسبة لأهله. ويلفت فيليز إلى أنه مهتم بشكل شخصي بعالم الصيد كونه عاش فترة طويلة في المنطقة العربية متنقلاً بين دولتي الكويت والإمارات، حيث درس الأدب والتاريخ العربي في جامعة الكويت، ثم جاء إلى الإمارات ليعمل بها، ويعرف قيمة طائر الحبارى في عمليات الصيد، مشيراً إلى أن هناك نوعاً آخر من الحبارى الأوروبية الذي يعيش في المجر، وهو الآخر مهدد بالانقراض، وهناك خبراء يحاولون الحفاظ عليه، وبعضهم شارك في مؤتمرات دولية لحماية الطيور والحيوانات من الانقراض، عقدت في جزيرة ياس في الإمارات، بداية العام الجاري.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©