الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

قيادة «المراهقين» السيارة بتهور خطر يهدد حياتهم ومستقبلهم

قيادة «المراهقين» السيارة بتهور خطر يهدد حياتهم ومستقبلهم
6 سبتمبر 2013 00:51
عندما يقرر أحد المراهقين أخذ مفاتيح سيارة والده، لتلبية الرغبة الجامحة لديه في الجلوس خلف عجلة القيادة، وتشغيل المركبة والانطلاق بها، دون أن يكون حاصلاً على رخصة قيادة، لا يعلم أنه قد ينهي حياته أو يتسبب لنفسة بعاهة وإعاقة مستديمة تمنعه من ممارسة حياته بشكل طبيعي، أو قد تأتي رغبة هذا المراهق في قيادة السيارة بالطرق غير القانونية، بضرر على والده عندما يكون تسبب بقيادته المتهورة في إيذاء الآخرين، أو إتلاف سياراتهم. الحصول على رخصة قيادة، حلم من المؤكد أنه راود ويراود أغلب المراهقين بمختلف أعمارهم وفئاتهم، ذكوراً وإناثاً، لكن الفرق، هو أن هناك بعضاً قادراً على السيطرة على حلمه وأمنيته ورغبته في قيادة السيارة، ويكون شعاره الصبر والانتظار لحين بلوغه السن القانونية للتقديم للرخصة، التي طالما حلم بها، وبالتالي يجب على الأهل عدم البخل عليه بالنصائح والمشورة اللازمتين خلال قيادته السيارة. أما البعض الآخر من المراهقين، فلا يتمكن من السيطرة على حلمه الجميل هذا الذي يعيشه في نومه وعند يقظته، وتشكل قيادة السيارة بالنسبة له مفترق طرق في حياته، يعطيها اهتماماً يتجاوز في بعض الأحيان اهتمامه بدراسته ومستقبله، الأمر الذي قد لا يتمكن من إخفائه مهما حاول، فتراه يدور حول مفاتيح سيارة العائلة، كما تدور الفراشة حول النار، دون أن تدري أنها كلما اقتربت أكثر، كلما اقتربت ساعتها وحان أجلها حرقاً بهذه النيران. قيادة المراهق في حين ينقسم المراهقون بخصوص قيادة السيارة إلى نوعين، هنا يجب على الأب أو الأم التأكد من النوع الذي ينتمي إليه هذا المراهق، وبعد التأكد من ذلك يجب التركيز على كيفية التعامل مع هذا الابن أو الابنة العاشقين، لقيادة السيارة والراغبين في ممارستها في أسرع وقت ممكن، عندها سيكون الأب أو الأم أو حتى أحد أفراد العائلة من لهم خبرة في القيادة، هم من يقدم النصيحة والمشورة لفلذة كبدهم المراهق الحاصل على رخصة جديدة، أو سيخففون بشكل كبير محاولات النوع الثاني من المراهقين، في قيادة السيارة بتهور وجنون وعدم تركيز وتشتت، بالإضافة إلى عدم المبالاة والمسؤولية. القيادة غير قانونية هناك عشرات الأسباب التي توجب على الأهل منع أبنائهم المراهقين غير الحاصلين على رخصة من قيادة سياراتهم الخاصة، ولعل من أهمها: ? عامل الخبرة: هو من أهم النقاط والأسباب التي تجبر الأهل على عدم السماح لأبنائهم المراهقين، وصغار السن بقياد السيارة، ففي الوقت الذي تلعب فيه الخبرة دوراً مهماً وحاسماً يصل إلى حد إنقاذ حياة السائق ومن معه من ركاب، يفتقر هذا المراهق لمثل هذه الخبرة، ولا يمتلك أغلب المرهقين المعرفة الكاملة بقواعد المرور وأولويات الطرق، ومهما كانت قدرته ومهاراته عالية في قيادة المركبة، فإنها لن تكون بقدر الخبرة التي تعطي السائق القدرة التامة على اتخاذ القرار السليم في المواقف الفجائية وبشكل سريع، وبالتالي تكون نتيجة سائق المركبة المراهق عديم الخبرة، سلبية وخطيرة تصل إلى حد الوفاة، ليس على حياته فحسب، بل على حياة من حوله من سائقي المركبات ومرتادي الطرق. ? عنصر الخوف: بما أن المراهق أخذ مفاتيح سيارة العائلة دون علمهم، فإن عنصر الخوف سيلازمه منذ فتحه باب السيارة وقيادتها لحين عودته إلى المنزل وإرجاع مفاتيح السيارة إلى مكانها، وهو ما يجعل قيادته السيارة وهو بهذه الحالة، تشوبها حالة من التهيج والرغبة في السير بأقصى سرعة ممكنه، للوصول إلى هدفه بالضغط على دواسة البنزين إلى أقصى درجة، أو التمايل بالمركبة يميناً ويساراً، دون الاكتراث لغيره من سائقي المركبات، ودون أي ملاحظة للمشاة أو عابري الطريق، ليعمل عنصر الخوف هذا بشكل عكسي فيزيد من «الأدرينالين» في جسد المراهق، لتزداد حماسته ورغبته في القيادة بطيش وتهور. ? المسؤولية القانونية: يجب على الأهل توعية أبنائهم المراهقين من هذه الفئة، بأن قيادة سياراتهم بصورة غير قانونية، تشكل خطراً على حياتهم وحياة من حولهم، رغم أن الكثير من الأبناء يشعر بالملل من هذه المعلومات، وأقفلوا آذانهم عند بدء الأهل الحديث عنها، وعن النتائج المترتبة على القيادة دون رخصة ودون خبرة. ? الهروب من الشرطة: قلة الخبرة والخوف من الأهل والمسؤولية القانونية، تشكل ثلاثيا لا يمكن احتماله من قبل المراهق العاشق للقيادة، ويتجلى خوفه من الشرطة على رأس القائمة عند أخذه سيارة العائلة دون علمها، وعند إطلاقه العنان لأحصنتها للصهيل بأعلى صوتها والجري بأقصى سرعتها في شوارع مزدحمة أو طرقات مكتظة لا تتحمل طاقة هذا المراهق ولا تستوعب تصرفاته، ولهذا تتكون لدى المراهق الخائف من الشرطة وغير ذلك من أمور، فكرة أنه البطل الذي يجدر به الهروب وعدم القبض عليه. ? تدليل العائلة: قد تكمن المشكلة وتتجلى في الكثير من الأحيان في بعض الآباء وتدليل بعض الأمهات لأبنائهن المراهقين، فسماح الأم لابنها المراهق غير الحاصل على الرخصة، بقيادة السيارة وإعطائه الحرية الكاملة في ذلك، هو من أخطر الأمور على حياة الأبناء، كما أن تغاضي الأب وعدم مبالاته أو اكتراثه إذا ما كان ابنه المراهق يأخذ سيارته ويقودها سراً، هو من الأمور الخطيرة جداً. القيادة القانونية النوع الثاني من المراهقين الراغبين بقيادة السيارة، هم أكثر وعياً من النوع الآخر، حيث إن صبرهم على وصولهم إلى السن القانونية للحصول على رخصة القيادة،يجعلهم أكثر وعياً ونضوجاً، بالإضافة إلى أنه يمنحهم ثقة أكبر ومسؤولية أعلى خلال قيادتهم السيارة. مثل هذا النوع من المراهقين بحاجة إلى الكثير من النصائح والتوجيهات والإرشادات، ففي حين لا يمكن للأهل منعهم من قيادة المركبة بحجة رخصة القيادة التي حصلوا عليها، أو غير ذلك من الأسباب، يكون عنصر التوجيه وتقديم الكثير من ما يملكه الأب أو الأم من خبرات في القيادة وفنها لابنهم المراهق، هي خير وسيلة لتمكينهم من القيادة بطريقة صحيحة. إحصاءات وأرقام كثيرة هي الإحصائيات والأرقام التي تناولت حوادث السيارات بشكل عام، إلا أن أحد معاهد السلامة المرورية الأميركية، قام بإعداد بعض هذه الإحصائيات فيما يتعلق بالفئة العمرية التي تصنف على أنها مراهقة، وجاءت النتائج بأن ثلث حالات الوفاة في الفئة العمرية بين 13 و19 بسبب حوادث السيارات، وأن أكثر الحوادث يرتكبها أو تتضرر منها الفئة العمرية من 16 إلى 19 عاماً، دون غيرها من الفئات العمرية، كما تعتبر حوادث المرور السبب الرئيسي للإصابة بالشلل والعجز عن الحركة وكسور العمود الفقري لدى الشباب، بالإضافة إلى أنه كلما كان السائق صغيراً زادت الخطورة. إرشادات للمراهق ولعل من أهم الأمور التي يجب على العائلة إرشاد ابنها المراهق الحاصل على الرخصة، خلال قيادته المركبة، هي منعه خلال الأشهر الأولى من حصوله على الرخصة من القيادة ليلاً وخلال المساء وفي الأجواء وظروف الطقس السيئة، خصوصاً إذا كان بمفرده أو بصحبة زملائه، فالقيادة بالنهار وفي الأجواء المضيئة تعطيه مجالاً أوسع وأبعد لرؤية ما هو أمامه وما حوله. كما أن تدريبه على وضع حزام الأمان، وترك مسافة كافية بينه وبين السيارة التي أمامه، بالإضافة إلى الركوب معه خلال قيادته، وتأكيد قدرته ومهارته في القيادة، تعطيه الثقة الكبيرة واللازمة ليتمكن من التصرف بطريقة صحيحة خلال القيادة، وليحول هذه الأخيرة من رغبة جامحة تفتقر إلى التركيز والإدراك والمسؤولية إلى فن وذوق مملوء بالحرص والانتباه والحذر.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©