الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

الولايات المتحدة تخشى تحول فرنسا إلى «دولة ضعيفة» بسبب التمييز ضد المسلمين

3 ديسمبر 2010 23:41
باريس (أ ف ب) - ذكرت برقيات دبلوماسية أميركية مسربة عبر موقع “ويكيليكس” أمس أن الدبلوماسيين الأميركيين يراقبون الضواحي الفرنسية ذات الكثافة السكانية العالية من المهاجرين ويبدون مخاوف من أن يثير التمييز ضد المسلمين فيها أزمات متكررة ويجعل فرنسا “دولة ضعيفة” و”حليفة أقل فاعلية” لبلادهم. وتضم فرنسا أكبر عدد من المسلمين في أوروبا يتراوح مابين 5 و6 ملايين شخص معظمهم من دول المغرب العربي وأفريقيا. وقالت السفارة الأميركية في برقية تحت عنوان “هل يتبدد نموذج الاندماج الفرنسي؟” صيغت يوم 9 نوفمبر عام 2005 “إن المشكلة الحقيقية هي فشل فرنسا البيضاء والمسيحية في اعتبار الأشخاص أصحاب البشرات الأكثر اسمراراً والمسلمين كمواطنين فعليين”. الى “الحقيقة المرعبة لفشل فرنسا المتواصل في دمج سكانها من المهاجرين” فيما كانت ضواحي كبريات المدن الفرنسية تشهد أعمال شغب عنيفة استمرت 3 أسابيع . وبعد ذلك بسنتين، بدأت الولايات المتحدة متابعة ما يجري في الضواحي عن كثب، لدرجة تخصيص السفارة الأميركية خلية متخصصة لذلك. وأضافت برقيتان أخريان في مطلع العام نفسه أن واشنطن تعلن عن نيتها انتهاج “استراتيجية التزام تجاه الأقليات” وتم تعيين ضابطين مكلفين بمتابعة مسائل الأقليات بغية “توعية الشعب الفرنسي على المستويات كافة لزيادة جهود فرنسا في تنفيذ مثلها الخاصة في المساواة بين البشر ونتيجة ذلك جعل المصالح القومية الأميركية تتقدم”. وأكدت إحداهما “افتقار المؤسسات الفرنسية إلى المرونة في التأقلم مع تركيبة سكانية اخذة في التنوع”. وحذرت حذرت من أن عدم تحسين أوضاع الأقليات ومنحهم تمثيلاً سياسياً يمكن أن يجعل فرنسا “بلدا اكثر ضعفاً وانقساماً وعرضة للأزمات وانغلاقاً على نفسه، وبالتالي حليفا أقل فاعلية”. وقالت برقية أخرى يوم 25 يناير عام 2007 “إن السكان المحرومين يبقون هدفاً بديهيا للجهات التي تجند المتشددين” متحدثة عن مساعدات مالية أميركية محتملة لمكافحة “تبعات التمييز والاقصاء ضد الأقليات في فرنسا”. وذكرت أن وزارة الخارجية الأميركية تمول بالفعل رحلات ودورات تدريبية في الولايات المتحدة لشبان من الفئات المحرومة اجتماعياً ويجد ذلك استحسان سكان الأحياء الفقيرة، لكن “المطلوب تنظيمها بتكتم ظاهر وكياسة وبراعة”. ورأى الدبلوماسيون الأميركيون في تلك البرقيات أن فرنسا لم تستغل بالكامل “الطاقة والاندفاع والأفكار لدى أقلياتها”. وأقروا ة بأن الأقليات المسلمة الفرنسية أفضل اندماجا من الأقليات المسلمة في دول أوروبية أخرى، لكنهم يعانون من “مشكلة تمييز كبيرة”. وخلصوا إلى القول “هذا سيشكل تحديا لتغيير المواقف المتجذرة حول المهاجرين من غير أصحاب البشرة البيضاء، لكن الفشل قد يدفع بطبقات شعبية شديدة البعد عن التسييس الى الاقتراب من التطرف السياسي الإسلامي”. وأوضحوا أن “ازدياد التشدد لدى المنظمات الإسلامية او عدمه منوط بفعالية البرامج الاجتماعية للحكومة، وبشكل أشمل بإرادة المجتمع الفرنسي معالجة مشاكله المستمرة”.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©