تسببت موجة الصقيع التي تضرب أوروبا منذ أسبوع بوفاة 60 شخصا على الأقل فيما استمر اضطراب كبير في حركة وسائل النقل أمس رغم التحسن في بعض المناطق. وفي أوروبا الوسطى، أسفرت موجة البرد عن وفاة 17 شخصا خلال 24 ساعة ما يرفع حصيلة القتلى في أسبوع إلى 45 يضاف إليهم 11 شخصا توفوا في روسيا وواحد في ألمانيا وثلاثة في فرنسا بحسب السلطات المحلية. فيما تشهد بعض مناطق بريطانيا نقصا في المواد الغذائية.
وفي بولندا أعلنت الشرطة أن الضحايا هم بغالبيتهم من الرجال الذين تتراوح أعمارهم بين 35 و60 ومن المشردين الذين يكونون في غالب الأحيان تحت تأثير الكحول. وإزاء صعوبات حركة الملاحة الجوية وحركة النقل والسكك الحديد قامت السلطات بتعبئة ثلاثة آلاف سجين لكي يكونوا مستعدين لإزالة الثلج والجليد. والجمعة بلغت درجات الحرارة في بريمر في اسكتلندا 20 درجة تحت الصفر فيما وصلت إلى 24 تحت الصفر في موسكو. ولا تزال حركة وسائل النقل البريطانية مضطربة بسبب الجليد والثلوج فيما أغلقت أبوابها أكثر من الفي مدرسة في انكلترا أبوابها.
لكن مطار جاتويك جنوب لندن الذي يعتبر ثاني مطار في البلاد فتح مجددا بعد يومين من الإغلاق فيما أمضى مئة موظف الليل وهم يجرفون الثلوج من المدرجات. وتم إلغاء أو تأخير رحلات في لندن هيثرو، أبرز مطار بريطاني، وكذلك في مطاري لوتون وجلاسكو. وألغيت حوالى 44 رحلة في مطار فرانكفورت، أكبر مطار في ألمانيا، من أصل 1365 رحلة أمس، بسبب سوء الأحوال الجوية في مطارات أخرى.
كما تضررت حركة النقل عبر المانش حيث أعلنت شركة قطارات يوروستار عن إلغاء حوالى قطار من كل ثلاثة الجمعة بين باريس ولندن وكذلك بين بروكسل ولندن فيما بلغ التأخير 90 دقيقة تقريبا للقطارات التي كانت تعمل. ومن غير المتوقع ان تتحسن الأحوال الجوية بشكل كبير اليوم”.
وتساقطت الثلوج بمعدل أقل ليلا على بريطانيا مقارنة مع الليالي السابقة، لكن مصلحة الأرصاد الجوية حذرت السائقين من الجليد. وتدنت درجات الحرارة إلى سبعة دون الصفر في برمنجهام (وسط انكلترا) و10 دون الصفر في مانشستر (شمال) و15 دون الصفر في أدنبره و20 دون الصفر في اسكتلندا. وأدى تجلد الطرقات إلى صعوبة إمداد بعض المتاجر بالمؤن وكتبت صحيفة “ديلي اكسبرس” صباح أمس على صفحتها الأولى “والآن نقص في المواد الغذائية”.
وفي بلجيكا توقف عمل خطوط السكك الحديد المحلية. وفي ألمانيا، توفي رجل في الثانية والستين أمس من جراء البرد في شرق البلاد ليكون أول ضحية لسوء الأحوال الجوية هذا الشتاء. فيما سجلت حوادث طرقات كثيرة.
وفي إسبانيا، تم رفع مستوى الإنذار إلى “البرتقالي” في أربع مناطق في شمال البلاد بسبب “مخاطر كبرى” من تساقط ثلوج فيما بقيت حركة السير مضطربة في شمال ووسط البلاد. وفي فرنسا تحسنت الأحوال الجوية في وسط وغرب البلاد لكن 2900 منزل لا يزال بدون كهرباء.
حتى موسكو تشهد موجة برد غير اعتيادية لمثل هذه الفترة من السنة لا تسجل إلا “كل ثلاثين إلى 50 سنة” بحسب مصلحة الأرصاد الجوية. وشهدت عدة مناطق روسية درجات حرارة منخفضة جدا وسجلت أكبر موجة صقيع الثلاثاء في جبال الأورال وسيبيريا بعدما بلغت 47 درجة دون الصفر في ايامالو-نينت و51 درجة دون الصفر في ايفنك.
من جهة أخرى دوت صفارات الإنذار في البندقية في إيطاليا بعد ارتفاع المياه الى 1,40 مترا فوق مستوى البحر، في أعلى مستوى هذه السنة.
وفي البلقان أجلي آلاف الأشخاص من منازلهم بسبب فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة هطلت على مونتينجرو والبوسنة وصربيا. وأعلن رئيس وزراء البانيا صالح بريشا أن “الوضع خطير جدا” في البلاد حيث غمرت المياه آلاف الهكتارات ما استدعى إجلاء سبعة آلاف شخص. كما انقطعت كل الطرق التي تصل العاصمة تيرانا بشمال البلاد حيث أصيبت آلاف المنازل بأضرار. وأعلن رفع التأهب إلى مستوى “الكارثة الطبيعية” منذ أمس الأول الأربعاء.
عدد اليوم
