الخميس 28 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

ضرب الأبناء "مرآة" لإفلاس الآباء

ضرب الأبناء "مرآة" لإفلاس الآباء
10 سبتمبر 2011 11:49
يلجأ الأهل في بعض الاحيان إلى ضرب الأبناء لتقويم سلوكهم واخضاعهم، هذه الخطوة يراها المتخصون لاتخرج عن كونها إفلاس تربوي، وعنف أسري له نتائجه السلبية على سلوك الأطفال وعلاقتهم بالوسط المحيط بهم. ترفض أسماء عبيد، موظفة وأم لأربعة من الأطفال، فكرة العنف البدني تجاه الأطفال وتعتبر أن الضرب ما هو إلا قصور في شخصية الأم والأب، يحاولان تعويضه من خلال الضرب لكنه لايؤدي لنتيجة جيدة. وتقول إن الأطفال يلجأون إلى العند في كثير من الأحيان أو إلى فعل الخطأ في الخفاء حتى لاينالوا العقاب. وتشير أسماء إلى انها تلجأ إلى حرمان اطفالها الأربعة من الأشياء التي يحبونها في حال تكرار الخطأ، مثل حرمانهم من أماكن الترفيه والسفر أو بعض المأكولات التي يحبونها حتى يشعر الطفل بخطأه ويتعهد بعدم تكراره. وتدعو أسماء الأمهات إلى التفريق بين الأخطاء المقصودة وغير المقصودة من الأطفال والتي لاينبغي عقابهم على الأخيرة، حيث أنهم لازالوا صغاراً وينبغي ان تكون هناك مساحة من الصفح في قلوب الأباء والأمهات. وتشير روفيدة، ربة منزل وأم لطفل عمره 4 أعوام، إلى أنها لاتلجأ للضرب بمعناه المفهوم لعقاب طفلها خاصة، وانه طفل عنيد وشديد العصبية، لكنها تنهره وتضرب على يديه فقط حتى يستجيب لها. وتعترف أنه يتفهم كلامها ووالده خوفاً من هذا العقاب البسيط. وتقول: "للضرب الخفيف أحياناً كثيرة فوائد حتى يستقيم سلوك الطفل مبكراً قبل أن يصعب تقويمه عندما يصير مراهقاً مثلاً". وتتفق معها مريم، أم لتوأم عمرهما 5 سنوات، حيث تلجأ إلى الضرب غير المبرح على حد قولها عقاباً على بعض سلوكياتهم، لكنها تؤكد أنها ليست الوسيلة الوحيدة للتربية وقد تدفع الطفل في بعض الأحيان، إذا زاد الأمر عن حده، لأن يكون طفل عدواني لذا فإن الضرب يكون خيارها الأخير وليس الأول في معاملة طفليها. بينما تؤكد منى ضيف، مدرسة، إلى أن ضرب الابناء جائز شرعاً في مواقف معينة لتقويم سلوك الابناء وقد تلجأ إلى ذلك خاصة وأن ابنائها الثلاثة أعمارهم ما بين 12 عاماً و8 أعوام و6 أعوام. وقد اصبحوا كباراً ويحتاجون إلى حزم، لكنها تشير في الوقت نفسه إلى أن الضرب المبرح قد يؤدي إلى توتر العلاقة بين الاباء وأبنائهم، مما يجعل الأمر يتطلب حزم ولطف في نفس الوقت حتى لاتفسد العلاقة بينهم. "ألا يكون الضرب مهيناً"، هكذا يؤكد أسامة خليل، أب لثلاثة أبناء، مثل الصفع على الوجه أو شتمه بألفاظ نابية أمام اخوته، ويشير خليل إلى أن التعليم في الصغر كالنقش على الحجر ومن ثم فإن بعض الشدة في سن مبكرة قد تغني عن العنف في الكبر. وتؤكد د. عزة مطر، أستاذ مساعد أصول التربية في جامعة الأزهر، أن معظم الأباء والأمهات الذين يلجأون إلى معاقبة ابنائهم بدنياً قد تعرضوا للعقاب البدني وهم اطفال من قبل أبائهم أيضاً مما يجعلهم يدورون في حلقة مفرغة من العنف الأسري التي لاتنتهي. وتشير إلى أن ضعف شخصية الاباء أحياناً يجعلهم يلجأون إلى ضرب أبنائهم في محاولة لاخفاء هذه النواقص في شخصياتهم، الأمر الذي ينعكس على شخصية الابناء أيضاً، وهو ما أكدته بعض الدراسات العالمية من أن الطفل الذي يتعرض للإيذاء البدني أو الضرب كوسيلة للتوجيه والتقويم يتعرض للكثير من الأمراض النفسية والاجتماعية مثل أن يصير مع الوقت طفلاً عدوانياً تجاه أقرانه في المدرسة أو حتى بين أشقائه في المنزل، كما يصيب الطفل بالعزلة والإنطواء في بعض الأحيان. وتطرح مطر بعض الوسائل التربوية بديلاً عن العقاب البدني، مثل حرمان الطفل لوقت قصير من هوايته المحببة مثل الجلوس أمام الكمبيوتر أو مشاهدة أفلام الكارتون أو اللعب ببعض الألعاب المفضلة لديه، كما يجب في الوقت نفسه عندما يعدل من سلوكه السيء ويستجيب لتعليمات والديه مثل المديح أو شراء لعبة له مكأفاة له. وطالب مطر الأباء ألا يمارسوا نفس الأفعال التى يعاقبوا أطفالهم عليها مثل نهي الطفل عن الكذب وهم في الوقت نفسه يمارسونه أمامه حتى لايقع الطفل فى إزدواجية تؤثر على حالته النفسية فيما بعد.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©