الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

«زايد والحلم» حكاية قائد رسم بعصاه على حبيبات الرمل مجد أمة

«زايد والحلم» حكاية قائد رسم بعصاه على حبيبات الرمل مجد أمة
4 ديسمبر 2010 20:50
تعود مسرحية “زايد والحلم” من جولتها على العواصم العالمية لتحط رحالها في دبي، وتحتفي في اليوم الوطني 39 لقيام دولة الإمارات، بذكرى رجل ترك المكان فسكن الزمان. حكيم رسم بعصاه على حبيبات الرمل مجد أمة نهضت من قلب الصحراء فأدهشت الأمم، وشجاع حلم بوطن شامخ وشعب أبي، فكان له ما أراد. أسطورة إنسانية جمعت في شخصه ما لم يجتمع لسواه في عصره. صفات تتصافح فيها الحكمة والشرف مع الحق والشجاعة، والصبر والخير والإيمان. لليوم الثالث والأخير، يتواصل مساء اليوم عرض الملحمة الشعرية “زايد والحلم” على مسرح “البليديوم” بمدينة دبي للإعلام الذي يغص بالحضور بعدما نفدت كل تذاكره. هذا العمل الضخم الذي يستوحي رؤيته الفنية من مسيرة الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله، يحمل توقيع فرقة “كركلا” اللبنانية التي أسسها الكوربوغراف عبد الحليم كركلا عام 1968. وهو يقدم من خلال أدواته الفنية المبهرة والمادة الثرية التي يستند عليها نصا واخراجا، مفهوما جديدا من مسرحة الحقب الزمنية. ويعتمد بشكل مثير على المؤثرات البصرية التي تتداخل فيها المشاهد المتباعدة، والتي تروي كل منها واقعا ملموسا عايشه زايد وتتوارثه الأجيال. تقدير وولاء “زايد والحلم” تقدمها “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث”، بتوجيهات من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة. وتأتي بمثابة تحية تقدير وولاء لرجل قهر الصعاب. التوليفة المسرحية المبتكرة للمخرج ايفان كركلا لم تترك عنصرا ابداعيا إلا وتطرقت اليه في هذا العمل الذي حط رحاله لـ3 عروض في دبي، بعد جولة أبهر فيها جماهير أبوظبي وبيروت وباريس ولندن. والجولة المقبلة تشمل تركيا ومصر واليابان وأميركا. وهي لا تقتصر على اللوحات الفنية المعبرة، وانما تحمل رسالة عالمية عن فكر حكيم العرب الشيخ زايد رحمه الله. وبد العرض في تمام الثامنة والنصف من يوم الجمعة 3 ديسمبر، وأمام حشد جماهيري يتقدمه محمد خلف المزروعي، مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبي، مدير عام هيئة “أبوظبي للثقافة والتراث”، وعدد من السفراء وكبار الشخصيات والمثقفين، وسط تصفيق وحنين لروح زايد. واعتلى خشبة المسرح عبد الحليم كركلا الذي أعرب عن اعتزازه بـ”زايد والحلم” ويعتبره رحلة الى منابع القيم وهوية للسلام ودعوة للحب. “انه الضوء الآتي من رسالة مشرفة والأمانة من زايد السلف الى خليفة الخلف”. نبأ الولادة ترتفع ستارة العرض وتملأ الخيول المسرح برقصة معبرة تلوح فيها الرايات الملونة التي تمثل صفات القائد المقدام. وتظهر من خلال الاخراج المبدع المشاهد التاريخية في حبكة فنية ترتقي الى مستوى العمل القيم. تتراءى جلسات الماضي حيث رجال البدو تشغلهم شؤون الحياة الصعبة، والنساء منهمكات في أعمال الحياكة والطهي. ووسط بيئة قبائلية يأتي خبر ولادة زايد بن سلطان فيتفاءل به القوم خيرا ويتخذون من اسمه معنى وأملا. يكبر الطفل على صفات الرجولة ويشب حاملا على يده الصقر الحر، هذه الرياضة التي لطالما لازمته. ووسط ألبومات غنائية راقصة يقدمها 150 فنانا استعراضيا، بينهم المطرب حمد العامري والمطربة وعد، يتتابع سياق الملحمة الشعرية بأسلوب فريد. هنا رحلات الغوص التي واكبها زايد البساطة والشفافية، وهناك جلسات الشعر التي رافقته طوال حياته وتغنى بها. ويجول الزمن الماضي في المسرح بصورة شيخ مسن هو الفنان غابريال يمين يروي حكايات عن الهوية الوطنية بمفهومها الحضاري مضيئا على الذاكرة الجماعيّة للشعوب في إطار الشعر والأدب والمسرح. “هنا كانت رماح صارت برؤياه أقلاما، وأصبحت رؤياه للأجيال أحلاما. الوقت هو أسرع من العمر. وكما تطوحك الرياح شرقا وغربا يطوحك العمر الذي يغير كل شيء إلا علامة النبوغ والكرم والأصالة”. حقبة الاتحاد انه زايد الحلم وزايد الحقيقة الذي تعلم من الصحراء الصبر فأصبح الفرج معقودا عليه. يدخل الجزء الثاني من المسرحية ليجسد حقبة الاتحاد، وكيف كانت القبائل تتردد على القائد الحكيم لتستلهم منه المشورة، فيبشرها بالخير ويعدها بالسراء بعد الضراء. وبمشاهد استعراضية أبدعت كركللا بتصميم أزيائها المزركشة بخيوط التلي، يرسم المخرج لوحات احتفالية تعبر عن فرحة شعب الإمارات بقيام الاتحاد. ويقدم صورة حقيقية عن القيادة الحكيمة في الدولة التي آمنت بأهمية الثقافة في تنمية المجتمع. وهنا رقصات تعبيرية تحكي عن تشجيع زايد للعلم الذي كان يراه بداية الغيث للمسيرة العمرانية التي لم يشهد لها العالم مثيلا، في غضون فترة زمنية قياسية. وبمشهد ساحر تلعب فيه المؤثرات التقنية دورها، تشمخ على شاشة عملاقة المباني والأبراج الشهيرة التي قدمت للعالم درسا في الإرادة والإصرار. عن العمل المسرحية الرائعة تختتم الجزء الأخير منها بعروض استعراضية تمثل التعدد الثقافي في الدولة والمبني على التآلف بين مختلف الجنسيات. وتقدم 7 لوحات راقصة هي علامة مميزة للتطور الملموس الذي تشهده البلاد على صعيد الفن وينعكس إيجابا على الانفتاح الاجتماعي ويثمر كما من الإبداعات المتتالية. مسرحية “زايد والحلم” شارك في تأليف نصوصها 5 من أهم شعراء العرب في الوطن العربي، منهم سعيد عقل وعلي مطر وجورج جرداق ومن الإمارات كريم معتوق، والشاعر رعد الشلال. أما ألحان المسرحية فهي مستوحاة بالكامل من البيئة المحلية والألحان الشعبية الإماراتية. وهي من تأليف وتوزيع موسيقي لمحمد رضا عليقلي، و”كوريجرافيا” الفنانة أليسار كركللا. إجماع إنساني يتحدث مدير ادارة الثقافة والفنون في “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” عبد الله العامري لـ”اتحاد” عن أهمية هذا العمل الذي تفتخر به دولة الامارات ويقول: “انه عربون محبة ووعد بمتابعة نهج الشيخ زايد رحمه الله الذي حول البلاد الى منارة يحتذى بها”. ويعلن أن العرض المقبل للمسرحية سيكون في القاهرة، على أن تتبعه عروض في عواصم عدة، واعدا بامكانية عرضه مرة أخرى في العاصمة أبوظبي نزولا عند رغبة الجماهير. ويشير الى أن العمل في كل بلد يعرض فيه تطرأ عليه تغييرات بسيطة يحكمها حجم المسرح، “وهذا يؤدي الى تعديلات بسيطة في حركة الفنانين وخطواتهم”. وتعليقا على غياب الفنان عاصي الحلاني عن تقديم فقراته الاستعراضية في المسرحية يوضح العامري أن ظروف سفر الحلاني الى أميركا حالت دون مجيئه الى دبي. ويتطرق باهتمام الى حجم التفاعل الذي شهدته المسرحية في الخارج. “وهذا إن دل على شيء فهو يدل على اجتماع الإنسانية على حب زايد. وإذا كان الفن هو اللغة المشتركة التي يفهمها الجميع وهو الوسيلة المبهرة للتعبير، فإن “زايد والحلم” خير انجاز تقدمه “هيئة أبوظبي للثقافة والتراث” عن حكيم العرب.
المصدر: دبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©