الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

العملية الانتخابية معادلة بين وعي الناخبين ووعود المرشحين

العملية الانتخابية معادلة بين وعي الناخبين ووعود المرشحين
11 سبتمبر 2011 00:45
مطالب كثيرة وعلامات استفهام تطرح بالتوازي مع سير العملية الانتخابية للمجلس الوطني مع اعتراف الجميع بأن وعي الجمهور الإماراتي لأهمية المشاركة فيها يزداد يوماً بعد يوم، أصحاب الفكر والرأي والمواقف السديدة يؤكدون أهمية هذه الخطوة الوطنية التي من شأنها تحقيق الصالح العام للمجتمع ويدعون المرشحين إلى ضرورة أن تكون وعودهم خلال فترة الانتخابات قابلة للتنفيذ عقب نجاحهم. يشدد مهتمون على ضرورة أن تمتاز العملية الانتخابية بالوعي، وأن يختار الناخبون مرشحيهم بناء على عدد من المعايير أبرزها الكفاءة والقدرة على الإنجاز لتحقيق الغاية من إنشاء المجلس الوطني الاتحادي. وينتقدون المرشحين الذين يطرحون برامج انتخابية غير قابلة للتنفيذ، داعين إلى مشاركة إيجابية في الحراك الانتخابي من طرفي المعادلة من المرشحين والناخبين. التوافق مع الضوابط يقول الشيخ فيصل القاسمي، وزير الشباب والرياضة الأسبق، إن حرية الرأي مهمة جداً ولابد أن تتوافر في المرشحين لانتخابات المجلس الوطني شرط أن تترافق مع ضوابط. ويعتبر أن المقبلين على ترشيح أنفسهم يجب أن يكونوا ملمين بقوانين دولة الإمارات قبل الإدلاء بأي تصريح أو تقديم أي وعود لأن بلادنا تتمتع بسلوكيات خاصة تقوم منذ نشأتها على يد المغفور له بإذن الله الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان رحمه الله. ويقول «لا نريد أن نستعمل الحرية بغير مكانها الصحيح فنحن أبناء زايد ونسير على نهج صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة حفظه الله والذي يكرس اتجاهنا إلى دولة فكرية قائمة على الحكمة». ويضيف «لابد أن يكون موقفنا من شتى الأمور موحداً، نحن دولة كبيرة بسمعتها التي يحرص عليها صاحب السمو رئيس الدولة وإخوانه أصحاب السمو حكام الإمارات والشيوخ والمسؤولون وسائر أفراد الشعب. ونرفض أن يأتينا إلى المجلس من يخرب علينا هذه المبادئ الذي قد يكون رأيه متهورا». ويقول «أتمنى ألا يكون اختيار الناخبين للمرشحين من فئة الشباب الذين ينقصهم النضج والخبرة والذين لم يتسن لهم من قبل ممارسة العمل الإداري في الدولة. وأوجه نداء بضرورة أن نمنح أصواتنا إلى المرشحين المخضرمين في مجالهم. إذ إننا نحتاج إلى القانونيين والخبراء الماليين وكذلك إلى المهندسين والإداريين والمتخصصين في مختلف المجالات العلمية. والسبب أن الرجال الموكل إليهم الدفاع عن الدولة لابد أن يكونوا من الخريجين الجامعيين ومن حملة الشهادات العليا، وكذلك من الأشخاص الذين يفاخرون بأرشيف مهني يخدم الوطن ويشرفه». وعي ودراية ويذكر القاسمي أن المجلس الوطني لا يقل أهمية عن مجلس الوزراء، ويجب أن يختار أعضاءه بحذر وأن يختاره المجتمع بكثير من الوعي والتروي والدراية لأن مهمته الأولى والأخيرة هي تمثيل الشعب بشكل فاعل. ويضيف «نحن كل همنا أن نسهم جديا في بناء دولة رشيدة لمجتمعنا الصغير الذي لا يزال في طور النمو». ويقول «هدفنا أن يدخل إلى المجلس من هو جدير بتحمل المسؤولية والحرص على المصالح العامة للدولة. وإذا توفرت هذه الصفات بمرشح شاب، فلا مانع من ذلك بشرط أن يتمتع بالطموح المرتبط بالحكمة». ويؤكد ضرورة أن يتمتع المرشح بالمصداقية منذ اللحظة الأولى لتقديم حملته الانتخابية، مضيفا «نحن لا نريد الشعارات الرنانة. ولا نريد أن يصعد إلى المجلس من يسوق نفسه وإنما من يسوق إلى مبادئ الدولة ومن يتصرف بنضج وعقلانية حرصا على النفع العام». ويقول القاسمي «كنت وزيرا للشباب من عام 1990 حتى عام 1997، ولم أكن أمثل نفسي على الإطلاق، لأنني كنت واعيا للأمانة التي أوكلت إلي. وكان همي الوحيد النجاح بالمهمة خدمة للمجتمع الذي وضع ثقته بين يدي». ويردد أن هذه المشاعر يجب أن ترافق المرشحين، وأن الناخبين مطالبون عند التصويت بالتمييز بين «طموح الشباب الذي يخدم المجتمع، وبين جهل الشباب الذي قد يسيء إلى المجتمع». ويختم «علينا جميعا أن نحترم الدولة وأن ندعها تتخذ القرار السياسي الملائم، إذ لابد من المحافظة على العهدة التي تركها الوالد زايد إلى راعي الأمانة صاحب السمو الشيخ خليفة». حسن الانتقاء عن أهمية المشاركة في الانتخابات، تقول بدرية الملا، رئيسة مجلس إدارة «المجموعة العالمية الإماراتية للأعمال»، ورئيسة «مجلس المستشارين الإماراتي - السويسري» «على قدر المسؤولية التي تنتظرنا جميعا، نحن بحاجة إلى وعي تام يرافق العملية الانتخابية. وهدفنا الأساسي أن يختار الشعب ممثلين فاعلين وقادرين على أن يوصلوا أصواتهم المحقة إلى الحكومة بهدف إحداث التغيير». وتعتبر أن الخطوة الإيجابية ليست بزيادة عدد الناخبين وحسب، وإنما كذلك بالقدرة على اختيار المرشحين الذين يتمتعون بالمواصفات المطلوبة. وتضيف «نحن مطالبون بحسن الانتقاء، إذ يهمنا أن ندرس حالة المرشح قبل الإقدام على انتخابه، وأن نتأكد ما إذا كان قادرا على تفعيل موقفه وعلى تحقيق برنامجه الانتخابي». وتنتقد الملا المرشحين الذي يقدمون حملات انتخابية من غير الممكن تطبيقها، موضحة أن العملية الانتخابية تحتاج إلى وعي اجتماعي وثقافي. بحيث يصوت الناخب إلى من يرى فيه المؤهلات التي تخوله من ملامسة القضايا الحساسة للمجتمع، على غرار البطالة وارتفاع الأسعار والأمور المعيشية الملحة. وتعتبر أن الانتخابات ليست للتسابق على المنصب وإنما لتقديم الجودة في العمل، لافتة إلى ضرورة أن يطلع الناخبون على ما تم تحقيقه من قبل المجلس القديم، مضيفة «هذا جزء من الثقافة الانتخابية، إذ من حقنا أن نتابع الإضافات الفاعلة التي حققها المجلس القديم، والقيمة التي قدمها إلى المجتمع. وأن نسأل أنفسنا ما إذا كان قد قصر في جزئية معينة حتى نطالبه بإعادة النظر فيها». وترى أن هنالك الكثير من الأمور التي كان من المفروض أن يصار إلى تحقيق أشواط فيها كمسألتي البطالة والتوطين. وتنصح الملا الناخبين بعدم التصويت بناء على العلاقات الاجتماعية أو على القبيلة، وإنما على قناعة تامة بما يمكن أن يقدمه هذا المرشح أو ذاك إلى المجتمع. وتشير إلى أنه على الرغم من الوعي الذي تتمتع به شريحة واسعة من الشعب، «غير أننا لا نزال بحاجة إلى المزيد من الإضاءة على أهمية العملية الانتخابية، وكذلك إلى الدعم الشامل من كافة مؤسسات الدولة. وأهم من ذلك كله أن يصار إلى تشكيل نظام مهمته متابعة العملية الانتخابية منذ بدايتها مع إتاحة الفرصة أمام العامة للتعرف على ما أنجز وما لم ينجز ومعرفة الأسباب». نظام مساءلة يذكر الممثل والمخرج المسرحي علاء النعيمي أن «المرشح يجب أن يكون على مستوى الكلمة التي يطرحها في برنامجه الانتخابي، مع ضرورة إيجاد نظام معين لإمكانية مساءلته عن أي تقصير في المستقبل». ويشير إلى أهمية الإفساح بالمجال أمام المواطنين ليتمكنوا من طرح سؤال عام على الأعضاء في المجلس مفاده «هل أنتم قادرون على تطبيق كل الشعارات التي تعدون بها؟» ويؤكد «لا يريد أن أشارك في فقاعات انتخابية لا ينفذ منها الشيء الكثير، بل أرغب في أن أنتقي الشخص المناسب للموقع المناسب، وأن أكون على ثقة بأنه سيحول أقواله إلى أفعال». ويتابع أن من حقه كناخب أن يتعرف من قرب على المرشحين حتى يعمد إلى انتخاب من يقتنع بهم ومن يرى أن برامجهم تلبي طموحاته وأنها أقرب إلى المصداقية من أي شيء آخر. ويطالب النعيمي بفتح باب التواصل بين أفراد المجتمع والمنتخبين، ويوضح «كناخب من حقي أن أطالب من انتخبتهم بتطبيق الوعود التي قطعوها على أنفسهم قبل دخولهم إلى المجلس. ويضيف «تجربة الانتخابات جديدة بالنسبة لنا، لذلك نحن نحتاج إلى المزيد من الوعي في هذا المجال. والشكر لصاحب السمو رئيس الدولة وأصحاب السمو حكام الإمارات الذين يتيحون لنا كشعب الانخراط في هذه الانتخابات». ويرى أن العملية الانتخابية يجب أن ترافقها حملات توعية توضح للجمهور كيف تجري الانتخابات وعلى أي مقاييس تعتمد. ويتابع «أشجع المدارس على التنبه لدورها في هذا المجال، بحيث تنتهج سبيلا جديدا لتثقيف الطلاب بأساسيات روح العملية الانتخابية».
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©