الجمعة 26 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

عبدالله الحبشي: الادخار الخطوة الأولى نحو الاستقلال المادي

عبدالله الحبشي: الادخار الخطوة الأولى نحو الاستقلال المادي
4 ديسمبر 2010 20:56
قام عبدالله الحبشي بأكثر من سبعة مشاريع مختلفة، وفي كل مرة تفشل هذه المشاريع، فراح يبحث في كل الاتجاهات عن سبب هذا الفشل، حتى كون حصيلة مهمة من الأفكار عن المشاريع وإقامتها ونسبة نجاحها. ومن خلال الكتب والبحوث وكثير من المراجع التي اعتمدها وبحث فيها عن أسباب نجاح وفشل المشاريع، فكانت الحصيلة أن بدأ بدورات تدريبية لفائدة أصدقائه والمقربين منه. اكتشف عبدالله الحبشي موهبته في الإلقاء وقوة الطرح، وساعده على ذلك تقبل زملائه في العمل لدوراته، وتمت الإشادة بما يقدمه لهم، فتبلورت فكرة إنجاز كتاب لديه يشكل حصيلة ما تعلمه طوال سنوات بحثه فوضعه في كتاب “سر الادخار وتجميع الثروة” ليكون دليلاً للاستقلال المالي. جهل اقتصادي عن هذا الإنجاز، يقول الحبشي لـ”الاتحاد”: “لم تكن تراودني فكرة إنجاز كتاب، بداية حاولت القيام بعدة مشاريع، وصلت إلى سبعة مشاريع في مدة 10 سنوات وفي كل حين كانت تفشل، ولم أعرف السبب رغم معالجتي للمشاكل السابقة التي تتخلف عن كل مشروع، فبحثت في كل الاتجاهات، منها الكتب المترجمة التي تهم نفس المجال في الاقتصاد، وكونت بذلك حصيلة مهمة من المعلومات، رغم أنني متخصص في البيئة”. ويضيف “ساقني اضطلاعي لمعرفة أسباب فشل بعض المشاريع ومقومات المشاريع القوية الناجحة، ولكون عملي به فسحة زمنية للتحاور والحديث مع زملاء العمل، حيث أعمل قائد فريق الصحة والسلامة والبيئة (جبل الظنة) بإحدى الشركات البترولية، لذلك كان بإمكاني تجاذب أطراف الحديث معهم، خصوصا أيام الأزمة المالية التي عصفت بالعالم، فتبين لي أن كثيرا من الشباب مدينون رغم كوننا نتقاضى رواتب عالية، وهنا جاءت الفكرة لإعطاء محاضرات، وصار الجميع يبحث عن هذه الدورات وطلب مني تقديمها في أكثر من جهة، حينها اتجهت لتعميق بحثي أكثر وكان حصيلة ذلك أن فكرت في إنجاز هذا الكتاب ليستفيد منه الجميع وهو حصيلة خبرتي وبحثي”. ويتحدث الحبشي عن سبب مديونية الشباب في الإمارات على وجه الخصوص، ويقول “رغم كوننا نعمل في قطاع النفط ونتقاضى رواتب جيدة نسبيا إلا أنني لاحظت من خلال المناقشات أن معظم الشباب لا توجد لديهم فكرة عن كيفية التوفير أو الاحتفاظ بما تم توفيره، ناهيك عن كيفية الاستثمار والغالبية تتخبط في الديون، من هذا الباب فكرت في استغلال أوقات المساء لإعطائهم بعض النصائح كي لا يقعوا في نفس الأخطاء التي وقعت فيها شخصيا أنا وأبناء جيلي الذين لم يجدوا من يقدم لهم النصيحة خصوصا فيما يتعلق بالأمور المالية وأساليب جمع الثروة أو حتى كيفية الوصول إلى الاستقلال المالي والعيش خارج دائرة أو كابوس الديون”. ويتابع “الكثير لا يريد الخوض في الحديث عن أمواله وكيفية إدارتها، بحيث يعتبرها من الخصوصيات، كما أن موضوع كيفية إدارة الأموال لا يتم تدريسه في المدارس أو حتى في الجامعات، ويؤكد الحبشي أن الكتاب ما هو إلا دليل ونصائح الغرض منه وضع القارئ على بداية الطريق في رحلة نحو الاستقلال المالي”. نجاح بعد فشل يقول الحبشي “حين فشلت مشاريعي السبع التي استغرقت قرابة 10 سنوات، دخلت تجربة سوق الأسهم أو الأوراق المالية وبدأت بتحقيق بعض الأرباح التي سرعان ما ذهبت إدراج الرياح ووصلت خسارتي قرابة 35% من قيمة استثماراتي”، ويضيف “عندها فقط أدركت أن هناك خطأ ما يمنعني من تحقيق النجاح المالي فقررت التوقف ومراجعة الذات والبدء في قراءة المزيد عن المال مما أدى بي على معرفة الكثير من الأفكار والنصائح وبدأت أشعر بأنني أمشي في الطريق الصحيح نحو الاستقلال المادي وراء ورغم أنني لم أصل إلى تحقيق الثراء. ولكنني بدأت أسير في الاتجاه الصحيح”. وجاء كتاب “دليلك للاستقلال المالي سر الادخار وتجميع الثروة” في مقدمة واثني عشر فصلاً، وتمحورت كل الفصول حول المال وطرق جمعه وادخاره وكيفية التخلص من الديون وبطاقات الائتمان، وقدم المؤلف مفاتيح الادخار والقواعد الصحيحة للاستثمار وتنمية الأموال والخطوات العشر لتحقيق الملايين وكيفية استخدام العقل الباطن في تحقيق الثروة وبنائها، كل ذلك جاء بناء على قواعد ومبادئ يجب اتباعها، مؤكدا أن الرغبة الأكيدة في الادخار هي الفعل واتباع القواعد ووضع منهجيات لذلك. ويقول الحبشي “المستهلك الخليجي ينفق بلا حاب، وبحسب بعض الإحصائيات فإن غالبية الإماراتيين تسوقهم عشوائي وينفقون بدون الاعتماد على لوائح مقننة في الصرف”. ويضيف “من خلال مجالستي لبعض الشباب الذين يتقاضون رواتب جيدة فإن أغلبهم مدينون، فنصف معاش بعضهم يذهب لسداد ديون البطاقات الائتمانية، وبعضهم مولع بالسيارات وبعضهم الآخر بالهواتف، وكل ذلك يفيض عن حاجاتهم الضرورية، فهم يصرفون في اتجاه كماليات، بل زائدات عن الحاجة”، ويوضح الحبشي “ذلك راجع إلى عدم الوعي وعدم الخبرة بالحياة، كما أن أغلب الشباب يئنون تحت وطأة البطاقات الائتمانية”، ويضيف: ومن خلال الدروس التي استفدتها في الحياة وأردت إشراك الناس فيها، لإعطاء بعض الحلول باتباع قواعد معينة للوصول على الأقل إلى الاكتفاء الذاتي، بتحقيق الاستقلال المالي”. البرمجة الخاطئة يقول الحبشي إن البرمجة الخاطئة عن فكرة تجميع المال أو تكوين ثروة هي أفكار البرمجة، فالإنسان ربما تؤثر عليه التجارب السابقة في حياته، وما تلقاه من أفكار عن المال، هذه الأفكار التي تظل مخزنة في العقل الباطن، لأن كثيراً من الناس مبرمجون برمجة خطأ، أو لهم فكرة سيئة عن المال، فمثلا أن يتلقى أحد أموالا في صغره دون أن يتعب فيها أو يتعلم كيف يحافظ عليها، وما يأتي سهلا يذهب سهلا، ومن يعطي أولاده مصروف الجيب دون أن يعلمه طريقة صرفه وطرق ادخار جزء منه قد يتأثر ابنه مستقبلا، بحيث يصبح يتصرف في أمواله بناء على هذه العادات السابقة، وربما يكون مصروف جيبه أكبر من راتبه، وهذا سوف لن يشعره بإنجازاته في المستقبل، بحيث ستظل حياته على وثيرة واحدة. ويتابع أن الأفكار هي ما تتبلور إلى سلوك، بحيث يجب على كل شخص أن يغير سلوكه، والسلوك يؤدي إلى نتائج، ومن يريد أن ينتقل من مرحلة إلى أخرى يجب أن يغير من سلوكه، ويؤكد المؤلف على ضرورة تحمل المسؤولية في كل شيء في الحياة، بحيث يقول “لا تلق باللوم على غيرك في أي مجال من المجالات، وعلى الأخص في مجال تجميع الثروة فإرادتك وإدارتك هي من تصنع مالك وثروتك، ويجب على بعض الناس تغيير أفكارهم عن المال وتكوين الثروات فهناك مثلا من ينعت الأثرياء بتكوين ثرواتهم بطرق غير مشروعة”. ويوضح أن “أصحاب الرسول عليه الصلاة والسلام كان بعضهم أغنياء ومنهم سيدنا عثمان بن عفان الذي جهز جيشا كاملا على حسابه الخاص، وكان من المبشرين بالجنة. فيجب تغيير بعض المفاهيم المسيطرة عن الثروة، كل ذلك يوجد في هذا المؤلف وخطوات أخرى ومبادئ وقواعد إن تم اتباعها بالفعل سيكون هناك فرق في حياة الشخص المالية”. ومن مظاهر التبذير الشائعة، يقول الحبشي إن كثيرا من الناس يلجؤون إلى التسوق العشوائي، أو التسوق العاطفي بحيث يتعاطف مع منتج ما أعجبه التغليف أو كان ضحية دعاية هذا المنتج، وغالبا ما لا يحتاج إلى هذه الدعاية، وتؤكد الإحصائيات أن 74 % من الإماراتيين تسوقهم عشوائي، بحيث لا يعتمد على لائحة الاحتياجات، فكل ما تخلص الفرد من هذه العادات السيئة كل ما استطاع الادخار، بحيث يجب أن يدخر ولو 10% من راتبه أو دخله الشهري ليتمكن أن تحقق ثروة في حياته توفر له الاستقلال المالي على الأقل”. مصيدة الديون الدين مصيدة لغالبية الناس، في هذا السياق يقول عبدالله الحبشي “الدين يدفع الناس إلى بذل المزيد من الوقت في العمل، وما يدفع هؤلاء الغالبية على الاستدانة هي تلك العادة السيئة كالتسبب في تراكم أرصدة بطاقات الائتمان وتسويقها ببطء، فهذه العادة يمكن أن تؤذيك وتعوق مسيرتك وهناك عدة خطوات لاستعادتك السيطرة على البطاقات الائتمانية والتخلص من عبودية القرن العشرين كما أسمتها سوزي أورمان في كتابها قوانين المال”. خطوات للتخلص من ديون بطاقات الائتمان ينصح عبدالله الحبشي باتباع القواعد أو الخطوات التالية للتخلص من ديون بطاقات الائتمان ومنها: 1: عدم اصطحاب بطاقة الائتمان معك وعاهد نفسك على عدم استعمال تلك البطاقة. 2: ادمج بطاقات الائتمان في واحدة إذا كنت تمتلك أكثر من واحدة. 3: قرر دفع 50% من النسبة التي تنوي توفيرها لسداد ديون بطاقات الائتمان. 4: إذا لم تكن لك الرغبة في ضم كل البطاقات إلى بطاقة واحدة فسدد بطاقة ببطاقة وابدأ بتسديد البطاقة الأقل فالأكثر. 5: قم بتحويل أوتوماتيكي أي أن تعطي أمر تحويل للبنك الذي تتعامل معه كي يقوم بالعملية نيابة عنك كل شهر بشكل تلقائي أو قم بذلك عن طريق الهاتف أو عن طريق الإنترنت لتجمع في آخر السنة حصيلة تغنيك عن التدين. التصدق والزكاة يقول عبدالله الحبشي “بالإضافة لما نصت عليه السنة النبوية والدين الإسلامي حيث يقول النبي عليه الصلاة والسلام “ما نقص مال من صدقة”، وأكد على هذه الحقيقة غير المسلمين كذلك، حيث نجد أن أشهر الكتاب في أميركا أكدوا هذه الحقيقة فذكر جاك كانفيلد في كتابه مبادئ النجاح أن أهم مبادئ جمع المال المجربة التصدق بـ بنسبة 10% من الدخل لمصلحة الفقراء والمحتاجين أو الجمعيات الخيرية. ويضيف “كما أفرد الكاتب الشهير ديفد باخ فصلا كاملا لهذا الموضوع في كتابة المليونير الأتوماتيكي”، حيث يقول “اصنع فرقا بدفع الزكاة” إن البذل سواء كان زكاة أو صدقة يمنحك شعوراً بالسعادة”.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©