الجمعة 29 مارس 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

حوار الأبناء

4 ديسمبر 2010 20:57
الحوار، كما ذكرناه سابقاً في موضوع مستقل، من الفنون المهمة في موضوع الاتصال والتواصل، لما له من دور كبير في إيصال المعلومة والفكرة والخبر وغيرها. هذا الموضوع درسه كثير منا إما في الكليات والجامعات أو في دورات تدريبية، ومنا من حصل على شهادات تخصصية عالمية في فن ومهارات الحوار والمفاوضات. وكمتخصص معتمد في إدارة النزاعات والخلافات والتحكيم من جامعة “كونراد جريبل” في كندا تعلمت كيفية إدارة الحوار والنقاش بما يحقق الصالح العام دون إلحاق الضرر بالأطراف بناءً على ما تثبته الحقائق والدلائل وغيرها، ودون أن نقحم مشاعرنا في الموضوع، لأنه حوار العقول والمنطق. ولكن كيف هو الأمر في الحوارات الأخرى البعيدة عن مجال العمل والتجارة، والمتعلقة بالعلاقات الإنسانية البحتة؟ طبعاً هناك فرق لما فيها من التعامل بالمشاعر بالإضافة للحقوق. والسؤال المهم هنا: كيف هو الحوار بين الآباء والأبناء؟ إنه جانب مختلف في فنون ومهارات الحوار، أنه جانب يتطلب امتلاك أدوات (مهارات) للاستعداد للحوار الذي يحمل طابع ما يمكن أن نسميه “نفسي-عقلاني”. فالمحاور أنت والمتحاور معه جزء منك. وأهم هذه الأدوات هي: امتلاك الوقت الكافي، الصبر، الحب والحنان ، اللين، الصوت الحنون، القدرة على الإحساس به (ضع نفسك مكانه) .. إلخ. ويمكننا القول إن القدرة على الحوار مع الأبناء تمنحنا إمكانية محاورة الكبار، وذلك لما في أسلوب حوار الأبناء مع آبائهم من طرق ذكية كالمراوغة وتعليلات وتبريرات وتأثيرات نفسية لاستثارة العواطف بالإضافة لكثرة الأسئلة والإلحاح في الطلب والترجي والمقارنة بأقرانهم والتذكير بما وعدت به من قبل وغيرها من الأساليب والطرق الذكية. هناك الكثير من الأبناء ظلموا من قبل آبائهم وأمهاتهم في تعاملاتهم، ولم يمنحوا فرصة للحوار ولا للنقاش ولا لإبداء أفكارهم وآرائهم، بل أن بعضهم يمنع من أن يقول: “أنا لا يعجبني هذا” ويمنع من قول: “أريد هذه الملابس” “لا أحب هذا الطعام”.. والشيء المضحك أن بعض هذه العينة من الآباء والأمهات يتعجبون من ضعف شخصيات أبنائهم ويتساءلون عن السبب! عزيزي القارئ امنح أبناءك وقتاً للجلوس معهم والحديث إليهم والاستماع لهم، امنحهم وقتاً كبيراً قدر الإمكان قبل أن تأتي اللحظة التي تبكي فيها دماً على ضياع وقتك بعيداً عن أصوات أبنائك ووجوهم وابتساماتهم ومشاعرهم الجميلة، فمن لم يجرب الجلوس مع أبنائه والحديث إليهم فقد حرم نعمة لا تقدر بثمن، فهم أجمل زينة بعد المال في الحياة الدنيا فلا تضيعها من بين يديك، قال تعالى: (الْمَالُ وَالْبَنُونَ زِينَةُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَالْبَاقِيَاتُ الصَّالِحَاتُ خَيْرٌ عِندَ رَبِّكَ ثَوَابًا وَخَيْرٌ أَمَلا)(الكهف:46). dralazazi@yahoo.com
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©