السبت 27 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
التعليم والمعرفة

التحديث

التحديث
21 فبراير 2008 01:23
في الأزمنة العربية، تواجدت حركة الإصلاح والتحديث في الكثير من الشؤون الإنسانية؛ وقد واجهت هذه الحركة الكثير من الرفض، والقليل من القبول، الأمر الذي نلحظه في التشوه الكبير في حضارتنا العربية الراهنة، حيث مازلنا نعاني الكثير من المتناقضات وعدم السلاسة في التعاطي مع شؤون الحياة، خاصة المعتقد منها، وذلك بسبب التشدد والتشبث في الموروث الثقافي القديم وعدم القدرة على القفز لمشاهدة المنطقة الأرحب من الحياة، لاكتشاف الجديد وتنفس هوائه النقي· في ثقافتنا العربية جير كل شيء لخدمة مصلحة أيدولوجيا جماعات بعينها، وحُورِبَ المثقفون المتنورون الذين أرادوا أن يكون المشهد مختلفاً ومتطوراً، أن يكون الإنسان في حالة صحية منسجمة في داخله على صعيد الروح والفكر، وفي خارجها على صعيد السلوك؛ ودائماً من كان في موقع الضد، الرافض للتغيير هي أيدلوجيا السلطة الرجعية، سواء أكانت سياسية أو''روحية'' أو اجتماعية، وذلك في اعتقاد راسخ منها، بأن أي تطوير يمكنه أن يمس في هيكل المعتقد، غير مدركين أن العالم من حولهم ينهض ويتطور ويسبقهم نحو الاكتشافات الكبيرة والعظيمة في الحياة البشرية، ويبرز هذا واضحاً في المسافة الشاسعة من التطور الذي حققه الغرب على صعيد السلوك الحياتي والاكتشافات العلمية، وتطور البحث والحرية السياسية، وكذلك ما أحدثه أشقاؤنا على الطرف الآخر من القارة (وبالتحديد الشرق الآسيوي) من تطور· وتجارب تلك الشعوب تؤكد أن البحث في القديم الذي ما زال يحرك واقع الزمن الجديد، ضرورة لا بد من خوضها، وإعادة تشكيل القديم وإصلاحه، كي يتناسب وواقع اتساع المعرفة البشرية؛ وليس من الحقيقة في شيء، أن الإصلاح داخل ثقافة مؤسسات السياسة والدين والمجتمع يؤدي إلى انهيار تلك المؤسسات وتشويهها، حيث العكس تماماً ما يحدث، وهو أن عمليات الإصلاح تعزز تلك المؤسسات وتعطيها بعداً جديداً يمكنه أن يتواصل ويتماس مع تطور الفكر والسلوك البشري في العالم، وأن ينشئ أجيالاً سليمة معافاة من التشوهات والتناقضات السلوكية والفكرية والروحية؛ إنساناً واسع الأفق حرٌ في التفكير والاختيار والحب، لا تحركه أهواء الآخرين، بل ما يحركه هو مخزونه الفكري والثقافي والديني المتسامح في الداخل: الفكري والروحي· والخارج: السلوكي· لكن في شيء من الإنصاف شهدت بعض الأقطار العربية حركات تحديث متقطعة، وهي داخل أوساط المثقفين والمبدعين أنفسهم، وقد أضاءت تلك الحركات بعض مناطق الحياة العربية · لذلك نحن بحاجه إلى الاستمرار في تلك الجهود وأن نعمر قلوبنا بالتفاؤل والأمل الدائمين بأن القادم هو الأجمل·
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©