الخرطوم- وكالات الأنباء: قال الرئيس السوداني عمر البشير إن المساعي السودانية ودول الجوار ستضع حدا لاحتواء ما تبقى من نزاع بولايات دارفور·
وأكد البشير في كلمة له أمس في الجلسة الافتتاحية لمؤتمر السلام فى أفريقيا الذي تنظمه جامعة أفريقيا بالتعاون مع الجمعية العالمية الإسلامية الليبية أن بلاده فى ظل اتفاقية السلام الكامل ومرجعية سلام دارفور والشرق تبرهن جديتها على حل النزاعات المحلية فى أفريقيا، مشيراً إلى تمسك بلاده بأن تظل قوات حفظ السلام بولايات دارفور ذات أساس أفريقي· ميدانيا أكد الجيش السوداني أمس أنه صد هجومين للمتمردين في دارفور ضد منشآت نفطية ونفى أن يكونوا استولوا على حقل نفطي في مدينة أبو جابرة في جنوب الإقليم·
وقال الجيش في بيان إن القوات المسلحة صدت هجومين على حقلي نفط شارف وأبو جابرة في ولاية جنوب دارفور·وكان فصيل من متمردي حركة تحرير السودان أعلن أمس الأول استيلاءه على حقل نفطي في مدينة أبو جابرة، على بعد حوالي 70 كلم من مدينة نيالا عاصمة جنوب دارفور·
وصرح عصام الدين الحاج الناطق باسم هذا الفصيل المنشق عن الجناح الأكبر من الحركة الذي يقوده ميني مناوي أن المتمردين دمروا كذلك معسكر القوات الحكومية في المنطقة وأسقطوا مروحية للجيش الحكومي شاركت في المعارك· وأكد بيان الجيش السوداني أن هجمات المتمردين استهدفت ''تخريب حقلي النفط''·وأضاف البيان أن الجيش ''يسيطر تماما على الموقف'' بعد انسحاب المتمردين ونفى أن يكون تم إسقاط مروحية تابعة له· وتابع البيان أن المتمردين تكبدوا خسائر فادحة دون أن يعطي أرقاما محددة·
وكان حسن محجوب معتمد محلية عديلة بولاية جنوب دارفور قد أعلن أمس أن جبهة الخلاص الوطنى إحدى فصائل الحركات المتمردة بولايات دارفور شنت هجوما أمس الأول على حقل شارف للبترول الذي يبعد عن المدينة حوالى 30 كيلومترا·
وقال إن الهجوم تم بواسطة ثماني سيارات دفع رباعي و6 أخرى صغيرة، مؤكداً تصدي القوات المسلحة السودانية للهجوم· وأضاف أن جبهة الخلاص هاجمت أيضا منطقة أبوجابرة للبترول التي تبعد 50 كيلومترا جنوب مدينة عديلة· مشيرا إلى وقوع خسائر لم يتم حصرها حتى الآن وأن القوات الحكومية دحرت الهجوم·
من ناحيته أعرب مبعوث الأمم المتحدة إلى السودان يان برونك الذي كان طرد من قبل سلطات الخرطوم، عن أسفه لسلبية المجتمع الدولي إزاء النزاع في دارفور· وقال الدبلوماسي الهولندي لصحيفة ''ميونيخ سوديتشي زيتونغ'' إن المجتمع الدولي ''لم يتحرك البتة حتى الآن لمواجهة انتهاك السودان معاهدة السلام في دارفور· يجب أن يتم تسجيل ذلك· إن أي رد فعل كان سيكون أفضل من عدم وجود أي رد''· وأضاف برونك ''ان الوضع في غاية البساطة·إن الحكومة السودانية انتهكت معاهدة السلام في دارفور التي كانت وقعتها· وستواصل انتهاك هذه المعاهدة·
إنها تقصف القرى وتحشد المزيد من الجنود بدلا من نزع أسلحة الميليشيات· لا تزال تسعى إلى حل عسكري''·
وحول قوة حفظ السلام التي سينشرها الاتحاد الأفريقي في دارفور، دعا برونك القوى الكبرى إلى تمويل هذه القوة بقيمة ''مليار إلى مليار ونصف المليار دولار سنويا''، وهو المبلغ الذي كان سيصرف في حال نشر قوات تابعة للأمم المتحدة في دارفور، الأمر الذي رفضته الحكومة السودانية·
وأضاف برونك أن هذه القوة ''تتطلب 17 ألف رجل'' ينبغي جمعهم جزئيا من دول إسلامية وأفريقية بهدف تفادي اعتبارهم قوات احتلال من قبل ناشطين إسلاميين·
وأخذت السلطات السودانية على برونك (66 عاما) تأكيده على مدونته الخاصة على الإنترنت أن الجيش السوداني تكبد هزيمة في دارفور·
وكان تقرير للأمم المتحدة قد أشار أمس إلى أن الوضع الإنساني في دارفور ما زال مثيرا للقلق بسبب انعدام الأمن وصعوبة الوصول إلى السكان المحتاجين للمساعدة·وأعد هذا التقرير الذي رصد الأوضاع في الإقليم خلال الفترة من مطلع يوليو حتى نهاية سبتمبر الماضي الفرع السوداني لمكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية·وقال التقرير إن ''مليونيْ شخص آخرين يعانون من الأزمة الحالية وبحاجة إلى مساعدات إنسانية''، مشيرا إلى أن هذا أكبر رقم تم تسجيله منذ اندلاع الحرب الأهلية· وأكد التقرير أن 110 آلاف شخص أضيفوا إلى عدد السكان المحتاجين للمساعدة خلال الشهور الثلاثة·
عدد اليوم
