الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

البرازيل تبحث عن حل لأزمة المطارات

4 ديسمبر 2010 21:23
بعد احتفالات البرازيليين الصاخبة وفرحتهم العارمة بالفوز باستضافة كأس العالم لكرة القدم 2014 وأولمبياد 2016، أفاقت البرازيل على حقيقة مرة وهي أن بنية المطارات الأساسية تشكل صعوبة كبرى. طالما شكل ازدحام المطارات صعوبة للبرازيل. ومع نموها الاقتصادي زاد الطلب على الرحلات الجوية ولاسيما باستخدام شركات الطيران الاقتصادي والتي تتيح للمسافرين شراء تذاكرهم بالأجل وعلى أقساط وهو ما يسهل السفر الجوي لجموع من فئات المجتمع. وبحسب مؤسسة “ماكينزي” للاستشارات زاد عدد المسافرين جواً في السنة من المطارات البرازيلية الرئيسية من 68 مليون مسافر عام 2000 إلى 113 مليون مسافر عام 2008. بل من المنتظر أن يبلغ الطلب خلال العشرين سنة المقبلة ثلاثة أمثاله حالياً. غير أن البنية التحتية اللازمة لا تواكب المطلوب. ويقول جيوفاني بيسينياني رئيس الجمعية الدولية للنقل الجوي: “إن البنية التحتية غير مستعدة لمواكبة النمو الجاري. والأهم هو أننا في انتظار مناسبتين كبيرتين هما كأس العالم لكرة القدم ودورة الألعاب الأولمبية، وهذه مشكلة كبيرة بمعنى الكلمة”. وتعتبر المطارات ذات أهمية كبرى لكأس العالم في البرازيل بالنظر إلى بعد المسافات بين المدن المستضيفة. في ذلك يقول ريكاردو تكسيارا رئيس اتحاد كرة القدم البرازيلي: “أهم ثلاث أولويات عندنا هي المطارات ثم المطارات ثم المطارات”. وتقول “انفرايرو” الشركة العامة، التي تدير أكبر 67 مطاراً في البرازيل، إنها تعتزم تكثيف الاستثمار في البنية التحتية قبل كأس العالم بما يشمل إنفاق ملياري ريال برازيلي (1,6 مليار دولار) في مطاري فيراكوبوس وجوارولهوس في ساوباولو وحدها. غير أن انفرايرو لم تنفق فيما بين عام 2007 وعام 2010 سوى 819 مليون ريال من مبلغ 2,8 مليار ريال المخصص للاستثمار بحسب ماكنزي. ويعزو مسؤولو الصناعة بعض نقاط ضعف انفراريو إلى ثقافة الشركة، فهي تابعة لوزارة الدفاع البرازيلية ويهيمن عليها اتحادات القطاع العام مما يجعلها معنية أكثر بالمصالح السياسية للدولة كتوفير فرص العمل مثلاً بدلاً من الاهتمام بالنتائج. وحسب الجمعية الدولية للنقل الجوي إياتا اعتزمت انفراريو هذا العام إغلاق أحد مدارج مطار جوارولهوس. وهو قرار كان من شأنه تقليص السعة تقليصاً شديداً دون أخذ رأي شركات الخطوط الجوية الهامة. وبعد أن أبدت جهات عديدة اعتراضها على ذلك أعادت انفراريو النظر في قرارها ذاك. ونتيجة لذلك نجحت مؤخراً مشاريع الخصخصة، التي سبق تجربتها على الطرق، والتي تقوم فيها شركات خاصة بتشغيل نحو 7 في المئة من شبكات طرق البرازيل المحلية البالغ طولها 215900 كيلومتر. ويقول روبرت كابل الخبير في بي اند دي للاستشارة أن هناك قانوناً يحكم نشاط الخصخصة جاهزاً للتطبيق، غير أنه لم يتم بعد اختيار نموذج محدد في هذا المجال.يذكر أن الحكومة البرازيلية منحت امتيازاً لشركة خاصة في أحد المطارات خارج مدينة ناتال شمال شرق البرازيل حيث يقتضي العقد الذي تبلغ فترته 28 سنة استثمار نحو 650 مليون ريال ولكنه يمنح الفائز بالعقد حقوق الحصول على إيرادات ورسوم تجارية تبلغ قرابة 239 مليون ريال لغاية عام 2038. ويقول جيف شيفرمان رئيس تنفيذي ايه دي سي لند هاز للمطارات (وهو اتحاد مجموعة شركات يمتلك ويدير عدداً من المطارات في أميركا الجنوبية) إن البرازيل منطقة مهمة من حيث المطارات والرحلات الجوية. وبجانب المطارات المهمة يوجد في البرازيل نحو 50 مطاراً إقليمياً تديرها ولايات ويمكن تطويرها كما أن هناك نحو 6 مطارات في أيدي القطاع الخاص. ويرى خبراء أن الخصخصة لن تحل سوى جزء من المشكلة وأن العديد من المسائل القانونية تسببت في تأخير تطوير بعض المطارات. أما عملية الخصخصة فهي قرار سياسي وأرجأت بسبب الانتخابات الرئاسية. وغير أن رئيسة البرازيل المنتخبة الجديدة ديلما روسف لم تظهر موقفها من مسألة الخصخصة بعد. وأياً كانت الحلول فالوقت يمر بسرعة. ويقول خبراء برازيليون إن الموافقة على مشروع مطار تستغرق ثلاث سنوات من السلطات ثم ينفذ في سنتين. نقلاً عن: فاينانشيال تايمز ترجمة: عماد الدين زكي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©