الخميس 25 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
اقتصاد

الإعلانات التجارية تخترق بحذر «جدار الصمت» الكوبي

الإعلانات التجارية تخترق بحذر «جدار الصمت» الكوبي
10 سبتمبر 2011 22:37
مع نمو المؤسسات التجارية الصغيرة التي تحظى بتشجيع النظام في كوبا، بدأت جدران هافانا تشهد منافسة بين الإعلانات التجارية التي لا تزال خجولة والشعارات والصور الثورية. بعيداً عن فوضى الصور والإعلانات في العواصم العالمية الكبرى، تدخل هافانا، وسكانها البالغ عددهم 2,2 مليون، بحذر عالم اللافتات والإعلانات واللوحات التي تضم سمة جديدة هي ... أضواء النيون. والأكثر جرأة هي عادة المطاعم الخاصة الصغيرة المعروفة باسم “بالادار” والتي تنمو بكثرة في ظل تشجيع السلطات القطاع الخاص وتحاول جاهدة أن تتميز في سوق تقوم على التنافسية. ويقول خافيير اكوستا، الذي فتح مطعمه “بارتينون” في يناير الماضي، “الإعلانات مرتبطة بالرأسمالية، إلا أن ما نقوم به لا يعتبر رأسمالية. ففي الصين ودول اشتراكية أخرى يقومون بالشيء ذاته”. ويدفع خافيير 500 بيزو (18 يورو) شهرياً إلى مصلحة الضرائب لوضع لافتة مضيئة قطرها 90 سنتمتراً على واجهة مطعمه للترويج له، بعدما حصل على ترخيص من إدارة التطوير المدني. ويقول أرنيل، وهو نادل في مطعم “ديكاميرون” الذي فتح أبوابه قبل أكثر من عشر سنوات،: “في الماضي، لم نكن بحاجة إلى تسويق أنفسنا. فعدد المطاعم كان قليلاً وزبائننا دائمون لا يحتاجون إلى مرجع. كنا المطعم الوحيد في الحي، أما اليوم فهناك منافسة حقيقية”. قبل أشهر قليلة وبسبب غياب الإعلانات، كان سكان هافانا يتبادلون عناوين المطاعم الخاصة المعروفة والحلاقين والاسكافيين والخياطين الماهرين. فلم يكن على الجدران سوى شعارات ثورية من قبيل “لتحيا لثورة” و”نعم للاشتراكية” و”عمل، نظام، قوة”... أما اليوم فتظهر لوحات إعلانية صغيرة تشيد بمزايا أصحاب المؤسسات الصغيرة، بعضها لا يتوخى الاقتضاب مثل الإعلان المعلق عند مدخل مطعم صغير في حي فيدادو “الأناقة مبدأنا، مع كل زيارة هدية صغيرة. بعد أربع وجبات وجبة مجانية، إذا تأخر طلبكم أكثر من خمسين دقيقة يصبح مجانياً”. ويفضل البعض ألا تكون إعلاناته بارزة فيضعها على غطاء محرك سيارة مركونة أمام المتجر مثلاً، وينشر صورة مفتاح للدلالة على صانع أقفال أو صورة مقص للدلالة على مصفف شعر. وتقول جيزيل نيكولا، التي افتتحت مؤخراً مطعماً اسمه “لا جاليريا”،: “ليس لدينا حتى اليوم إعلانات في وسائل الإعلام، لذلك اللوحات الإعلانية مهمة جداً”. وأجازت كوبا الإعلانات التجارية رسمياً سنة 1994 بمناسبة فتح الاقتصاد الكوبي للمرة الأولى أمام المبادرات الخاصة. وأطلقت هذه المبادرة لإخراج البلاد من الإفلاس الذي تخبط فيه بعد سقوط الاتحاد السوفييتي الذي كان داعماً للاقتصاد الكوبي. ولكن التشدد الذي لحق في تطبيق الاشتراكية وضع حداً لسياسة الانفتاح هذه، فأدت إلى تراجع المؤسسات الخاصة الصغيرة. وفي إطار الإصلاحات الثلاثمئة التي اعتمدها الحزب الاشتراكي في كوبا في الربيع، أجاز الرئيس راؤول كاسترو افتتاح 178 مؤسسة خاصة صغيرة، ما رفع عدد العمال المستقلين في غضون أشهر قليلة من 148 ألفاً إلى أكثر من 350 ألفاً ربعهم في مجال المطاعم.
المصدر: هافانا
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©