إعداد - محمد عبدالرحيم:
تخطى سهم جوجل يوم الأربعاء الماضي حاجز الـ 500 دولار لأول مرة، في نفس الوقت الذي تخلى فيه وول ستريت عن مخاوفه بشأن امكانية المبالغة والافراط في تقييم السهم، والتي كانت قد ادت الى محاصرته لفترة تقارب العام، وبدأت السوق تتطلع الى انفجار آخر للنمو في شركة الإنترنت الاكبر من نوعها في العالم، وهذا الارتفاع الهائل الاخير في سهم جوجل الذي قفز بمعدل 37 في المائة من ادنى مستوى له في موسم الصيف عزز من بروز الشركة كمنافس رئيس لمايكروسوفت، ورسخ من حظوظها لكي تتجاوز ياهو بمسافة بعيدة·
وكما ورد في صحيفة ''الفاينانشيال تايمز'' فإن القيمة السوقية لشركة جوجل في سوق الأسهم البالغة 153 مليار دولار قد ارتفعت الآن الى اكثر من نصف قيمة مايكروسوفت، بينما بلغت ايراداتها المتسارعة النمو وتدفقاتها النقدية ما يعادل ربع تلك الخاصة بعملاقة التكنولوجيا الأكثر ربحية في العالم·
ولكن هذا السباق المحتدم بات يعني ان قيمة الشركة اصبحت تساوي اربعة اضعاف قيمة ياهو التي ظلت تناضل في هذا العام من اجل بناء نظام لمحرك البحث الخاص بالدعاية والاعلان، بحيث يصبح قادرا على منافسه المحرك الخاص بشركة جوجل، وفي الوقت الذي حذر فيه المحللون من أنَّ اجتياز حاجز الـ500 دولار قد لا يؤشر في حد ذاته لتغير في الطريقة التي ينظر بها المستثمرون الى الشركة، الا أن الأمر ينطوي بالتأكيد على قيمة رمزية بعد عام تراجع فيه الزخم عن سهم جوجل·
وكان السهم قد تم تسعيره بمستوى 85 دولارا عندما طرحت الشركة اسهمها في السوق لأول مرة في اغسطس عام ،2004 وما ان حل شهر نوفمبر من العام الماضي حتى قفز السعر الى 400 دولار، وبعد ان تخطى حاجز 470 دولارا في هذا العام سرعان ما شهد سعر السهم نوعا من التراجع بعد أن بدأ المستثمرون يتوقعون تباطؤا في النمو وشراسة في المنافسة·
وفي الوقت الذي قفز فيه السهم الى اكثر من خمسة اضعافه منذ طرحه في الاكتتاب العام فإن ما شهده السهم من نمو متسارع الوتيرة منذ ذلك الوقت اتاح له ان يحقق النمو ايضا في عملية تقييمه وفقا لما قاله يوسف اسكوالي محلل الأسهم في مكتب جيفريز في نيويورك، الا ان اختلاف ''العدسات'' التي ينظر بها وول ستريت الى الاسهم مثل سهم جوجل تركت انطباعات مختلفة ايضا في اوساط المستثمرين بشأن ما اذا كانت هذه الاسهم مازالت تنطوي على قيمة جيدة في حقيقة الأمر·
ويشير اسكوالي إلى أن قيمة الشركة الآن قد ارتفعت الى حوالي 21 ضعفا مما كان متوقعا لها من تدفقات نقدية في عام ،2007 ولكن بشكل يتناسب مع استمرار توسعها المتسارع في النمو العالمي، ولكن حسبما يشير سكوت كيسلر محلل الأسهم في ستاندرد آند بور فإن الشركة تتعامل في دخل صاف يبلغ 54 ضعفا مما كانت تتوقعه في هذا العام بعد ان تمنكنت من اضافة اموال في نفقات اسهم المستخدمين·
وكما يعتقد بعض المحللين فإنه بفضل كبر الحجم والنمو الواضح فقد انتعشت الحالة النفسية واصبحت القوة الرئيسة الدافعة للأسهم، اذ يقول كيسلر: ''لم يعد الاشخاص يشعرون بأنهم سوف يخسرون، وانما سيكونون اغبياء اذا لم يتملكوا هذه الأسهم''، ولكن نفس هذه العقلية الجماعية يمكن ان تنتج قوة تراجعية بنفس المستوى حالما تبدأ جوجل في اظهار مؤشرات على المزيد من التباطؤ السريع، حيث يضيف اسكوالي قائلا: ''مع اول اشارة من الضعف والتراجع سوف يسارع المستثمرون الى الهروب''·
عدد اليوم
