الأربعاء 24 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الأخبار العالمية

العالم يبكي ! سرادق عزاء كبير على الصفحات الأولى بكل اللغات

العالم يبكي ! سرادق عزاء كبير على الصفحات الأولى بكل اللغات
4 سبتمبر 2015 01:15
ترجمة: حسونة الطيب باتت قضية المهاجرين من الدول التي تشتعل فيها نيران الحروب وتنتشر فيها ويلات الفقر، قضية تقض مضجع أوروبا وتشغل الرأي العام فيها خاصة مع تصاعد وتيرة الهجرة في الآونة الأخيرة. وتناقلت وكالات الأنباء ومواقع التواصل الاجتماعي صورة الطفل الكردي الذي قذفته الأمواج للشاطئ بعد أن تعرض للموت جراء غرق القارب الذي كان يضم بجانبه، أخاه الأكبر وأمه وأباه الناجي الوحيد من بين أفراد الاسرة، الذين فروا من ويلات الحرب التي تدور في سوريا. وتلخص صورة هذا الطفل الأزمة التي تجتاح أوروبا وهي تواجه موجات من البشر الذين يحاولون الاحتماء بدول العرب الغنية هرباً من فظائع الحروب المشتعلة في الشرق الأوسط. وتواترت الاخبار عندما انتشرت صور الطفلين غالب وعليان اللذين هربا برفقة والديهما من مدينة كوباني المحاصرة من قبل تنظيم داعش بحثاً عن حياة أفضل في أوروبا. ولم يكن في مقدور الطفلين النجاة لعدم ارتدائهما سترات النجاة عند غرق القارب في جنح الظلام بعد 30 دقيقة من مغادرته لشبه جزيرة بودروم التركية، على الرغم من هدوء الأمواج في تلك الليلة. وعليان هو واحد من بين 3 آلاف مهاجر لقوا حتفهم غرقاً في مياه البحر الأبيض المتوسط في الطريق إلى أوروبا هذه السنة. وسبق أن حاولت تيما كردي أخت والد الطفلين، كفالتهما للهجرة إلى كندا التي تقيم فيها حالياً، بيد أن السلطات الكندية رفضت الطلب في يونيو الماضي، وقالت:«حاولت كفالتهم حيث ساعدني جيراني وأصحابي في جمع المال اللازم المطلوب للكفالة، لكن فشلت مساعينا ما جعلهم يختارون خيار الهروب عبر هذه المركب المشؤومة». وفي حوار مع صحيفة ذا برس الكندية، ذكر المشرع الكندي فين دونلي أنه قام بتسليم الطلب نيابة عن عمة الطفلين، لكن سلطات الهجرة الكندية رفضته. وأكدت تيما، أن والد الطفلين الآن بصدد العودة لكوباني لدفن أفراد أسرته هناك والعيش حتى الموت ليوارى الثرى بجوارهم، وبلغ عدد الذين ماتوا جراء غرق القارب الصغير 13 من المهاجرين من بينهم الطفلان وامهما ريحان وثلاثة أطفال اخرين، بينما نجح والدهما عبد الله في النجاة والعودة للساحل التركي. ووفقاً لتقارير محلية، كانت القوارب الصغيرة جزءاً من أسطول للقوارب التي يتم الصعود إليها عبر منفذ صغير قبل التوجه لبحر أكيارلار أقرب نقطة من تركيا لجزيرة كوس اليونانية. كما غرق قارب اخر ضمن الاسطول كان على متنه 16 مهاجراً، أكدت السلطات التركية موت ثمانية منهم وأربعة مازالوا في عداد المفقودين، ليظفر بالنجاة أربعة فقط. ويعتبر المعبر بين بودروم وكوس واحداً من أقصر المعابر من تركيا الى الجزر اليونانية بطول لا يتجاوز 13 ميلاً، حيث يسافر الالاف على متن قوارب من البلاستيك في محاولة لعبور البحر وسط مخاطر جمة. وما يثير الحزن أيضاً، أن من بين الغرقى طفلي زينب هادي عباس، وهما طفلة عمرها 11 عاماً وشقيقها الأصغر حيدر ذو التسع سنوات. ووفقاً لأحد الناجين، توزع نحو 175 راكباً على 12 قارباً في ذلك المنفذ الضيق، دفع الواحد منهم نحو 2050 يورو. ويقول عمر محسن:«كان القارب الذي ركبناه معداً لعشرة اشخاص، بينما تزاحم فيه 17 شخصاً، ما تسبب في غرقه بمجرد دخولنا المياه العميقة ليغرق كل الذين لا يجيدون السباحة». واعلن خفر السواحل التركي، عن فشل كافة القوارب في الوصول الى شبه جزيرة كوس لتسلك طريق العودة لبودروم. وفي موقع اخر في القارة الأوروبية، تدافع مئات المهاجرين في محطة القطار الرئيسية بمدينة بودابست، بعد انسحاب افراد الشرطة المجرية بعد يومين من منع المهاجرين من دخول المحطة، ما خلف مشاهد متباينة من الفوضى. كما تزاحم الناس للدخول في القطار عبر الأبواب والنوافذ، أملاً في السفر غرباً لألمانيا أو استراليا. ورغم انسحاب الشرطة، إلا أنه لم يسمح للقطار بمغادرة المحطة. وشيد ما يزيد عن ألفي مهاجر مخيماً بالقرب من محطة كيليتي تيرمنوس، حيث منعتهم السلطات من السفر بدون مستندات قانونية، بموجب قوانين الاتحاد الأوروبي. كما اعلن خفر السواحل اليوناني أول أمس الثلاثاء، عن انقاذ المئات من المهاجرين أو اللاجئين من البحر وهم يحاولون الوصول للشواطئ اليونانية سراً من الساحل التركي المجاور. ونجح الخفر في انقاذ نحو 751 في 19 حادثة متفرقة على جزر ليسبوس وساموس أجاثونيسي وفارماكونيسي وسيمي. ولا يتضمن هذا الرقم المئات الذين ينجحون في الوصول لسواحل الجزر على نحو يومي. وفي جمهورية الشيك، قررت السلطات الافراج عن 230 سورياً كانوا قد احتجزتهم في مراكز أعدتها للمهاجرين. وجاءت هذه الخطوة بعد أن أعلنت هذه السلطات عن عدم نيتها منع السوريين الذين طالبوا بحق اللجوء السياسي، من السفر عبر حدودها لألمانيا. وسبق ان قامت السلطات التشيكية بحجز مهاجرين سوريين بجانب اخرين من دول اخري لمدة 42 يوماً. وربما تسمح السياسة الجديدة للمهاجرين السوريين بالسفر بحرية أكثر الى برلين، خاصة وأن معظم القطارات المباشرة التي تتجه لبرلين، تمر عبر جمهورية التشيك. وزادت حدة التوترات مرة أخرى بالقرب من الحدود اليونانية الشمالية مع مقدونيا، حيث ينتظر نحو 1500 من المهاجرين الاذن بالعبور. ونشبت العديد من المشاجرات والمشاكل بالقرب من قرية إيدوميني اليونانية، بعد أن حاول عدد من المهاجرين معظمهم من أفغانستان وباكستان، تخطي شرطة الحدود المقدونية. وفي غضون ذلك، طالبت كل من فرنسا وألمانيا والمملكة المتحدة بعقد اجتماع لوزراء الداخلية والعدل في الاتحاد الأوروبي منتصف الشهر الجاري، أملاً في الوصول لحلول جديدة لهذه الازمة. وفي حين ذكرت المانيا، أنها تتوقع وصول نحو 800 ألف مهاجر ما يوازي ضعف العدد في السنة الماضية، تواجه العديد من دول الاتحاد الأوروبي انتقادات حادة لفشلها في احتواء المزيد من طالبي اللجوء السياسي. وبالمقارنة، استقبلت بريطانيا، نحو 25771 طلب لجوء سياسي في السنة المنتهية في يونيو 2015. كما يواجه ديفيد كاميرون، اليوم ضغوطاً كبيرة ليظهر تعاطفه والتراجع عن معارضته لقبول بريطانيا المزيد من اللاجئيين، في الوقت الذي يعاني فيه القادة الاوربيين من اجل احتواء الازمة في القارة. وفي تصاعد خطير للأزمة، تراجع القادة الأوروبيون عن التزامهم بعدم ردع هؤلاء المسافرين وإعادة فرض الرقابة على الحدود. وبالضغوط الدولية على بريطانيا للمشاركة في تحمل هذا العبء، طالب النواب المحافظين والمانحين علناً، كاميرون بتوفير ملاجئ ليس للمئات بل للألاف من اللاجئين. وأدانت كل من استراليا وألمانيا الحلفاء الرئيسيين لحملة كاميرون للتغيير في بروكسيل، المملكة المتحدة لعدم فتح أبوابها لاستقبال الذين يلوذون بحمايتها هرباً من جحيم الحروب وشبح الفقر. وقالت زعيمة حزب العمال إيفيت كوبر:«اذا استقبلت كل مدينة 10 اسر لاجئة وكل منطقة إدارية في لندن 10 اسر وكل مجلس وكذلك اذا قبلت اسكتلندا وويلز وكل منطقة في البلاد، لوفرنا نحو 10 ألاف ملاذ للاسر اللاجئة والفارة من المخاطر والباحثة عن الامن». وأكدت أن الفشل في القيام بذلك، هو عمل لا أخلاقي وجبان.
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©