الجزيرة «مبخوت».. والظفرة يصرخ بـ «أعلى صوت»!

عبدالله القواسمة (أبوظبي) تخطى الجزيرة سريعاً آثار الخسارة القاسية التي مني بها أمام تراكتور الإيراني في بطولة دوري أبطال آسيا الأربعاء الماضي، بعدما نجح أمس الأول في تحقيق بداية موفقة بكأس صاحب السمو رئيس الدولة، إثر تغلبه على الظفرة بهدف نظيف منحه دافعاً معنوياً مهماً قبيل لقاء العودة الآسيوي المنتظر أن يشهده استاد محمد بن زايد يوم غد، والذي يتطلع من خلاله «فخر أبوظبي» إلى رد الدين للفريق الإيراني، ودخول أجواء المنافسة القارية من أوسع أبوابها. وتباينت الصورة داخل الفريقين عقب اللقاء، حيث كانت السعادة في الجزيرة بالتأهل بهدف «مبخوت»، الذي نقل الفريق إلى الدور ربع النهائي، والحزن في الظفرة للخسارة، والغضب تجاه حكم اللقاء، الذي يرى «فارس الغربية» أنه تسبب في خروجه من البطولة الغالية، وهو ما تسبب في «صرخة» ضد التحكيم بأعلى صوت. تكمن أهمية مباراة الظفرة ونتيجتها في جانبين، الأول يتمثل في الأداء العنيد الذي قدمه لاعبو فارس الغربية، وشكل اختباراً حقيقياً لقدرات الجزيرة في الشقين الدفاعي والهجومي، أما الجانب الآخر، فيتمثل في ارتفاع الروح المعنوية نتيجة الفوز. ولم يخف تين كات المدير الفني للجزيرة الصعوبات التي واجهها فريقه، مؤكداً أنه سعى إلى عدم منح الظفرة فرصة خلق المساحات الواسعة للمناورة، حيث لاحت للأخير فرصة واحدة بالشوط الأول، قبل أن يتقدم «فارس الغربية» سريعاً في الشوط الثاني لإدراك التعادل، لكن الجزيرة نجح في ضبط إيقاعه الدفاعي ليحافظ بالتالي على هدف الفوز، معرباً عن ارتياحه للأداء الذي قدمه اللاعبون فارس جمعة ومسلم فايز، إلى جانب عودة جونز لموقعه الهجومي النشط الذي يضطلع به. وأضاف تين كات «نحن الآن نمر بمرحلة صعبة كما تعلمون لأننا مقبلون على خوض مباريات كثيرة في بطولات دوري الخليج العربي ودوري أبطال آسيا وكأس رئيس الدولة، وهو الأمر الذي يفرض على اللاعبين التكيف مع هذا الواقع بأفضل السبل الممكنة وعلى الصعيدين الذهني والبدني». وفي رده على تساؤل حول ما إذا نجح الجزيرة في تخطي آثار الخسارة أمام تراكتور قال كات «لقد سبق للجزيرة تحقيق الفوز في المباريات الأخيرة ببطولة الدوري، لكن على الطرف الآخر فإن واقع المنافسة بدوري أبطال آسيا من الناحية البدنية مغاير تماماً، ومن وجهة نظري فإن الفريق الإيراني يملك قدرات كبيرة، في حين أن مباراة الظفرة هي أشبه بروفة مهمة، نظراًِ لما قدمه المنافس من مستوى فني كبير، وهذا وضح من خلال الاحتكاكات القوية للاعبيه مع لاعبي الجزيرة». وعن مباراة تراكتور يوم غد أكد كات أنها ستكون صعبة للغاية نظراًِ للقدرات البدنية الكبيرة، التي يتمتع بها الفريق الإيراني وجاهزيته العالية، مشيراً إلى أن الجزيرة سيخوض المباريات الخمس المقبلة خلال 15 يوماً بمعدل مباراة واحدة كل ثلاثة أيام، إذ سيعقب محطة تراكتور مواجهة العين حامل اللقب وصاحب المركز الثاني، وهو الأمر الذي يفرض على اللاعبين زيادة التركيز والحضور الذهني، لافتاً إلى أن ضغط أجندة الجزيرة صعب للغاية حتى على فريقي برشلونة وريال مدريد. وشدد على أن التركيز في الفترة القادمة سينصب على التعامل مع كل مباراة على حدا، سواء محلياً حيث يملك الفريق 25 نقطة في ظل عدم وجود فوارق كبيرة مع الفرق الأخرى، وحاجته إلى سبع نقاط للاستقرار في المنطقة الدافئة، أو على صعيد البطولة الآسيوية التي ينصب التركيز عليها في الفترة الراهنة مع ضرورة تعزيز الروح المعنوية للاعبين. بدوره، خالف السوري محمد قويض المدير الفني للظفرة هدوءه المعتاد عندما وجه انتقادات واضحة إلى حكم المباراة، والذي رأى أنه ارتكب بعض الأخطاء، التي قوضت من تطلعات فريقه ويتقدمها عدم احتساب ركلتي جزاء، مشككاً في الوقت نفسه بصحة ركلة الجزاء التي جاء منها هدف الجزيرة، ذلك لأن من حق اللاعب المشروع مزاحمة المنافس على الكرة، وهذا ما جسدته هذه الحالة على حد وصفه مضيفاً «كنا نستحق على الأقل الحصول على ركلة جزاء واحدة من الحالتين اللتين تعرض لهما ماكيتي ديوب، والتي كانتا واضحتين للعيان. حيث سبق لنا الاعتراض على الأداء التحكيمي في المباريات الأخيرة، علماً بأن أخطاء الحكام عادة ما تكون ضدنا، فيما لم يسبق وأن صبت هذه الأخطاء في صالحنا على الإطلاق». وعن تداعيات الخروج من البطولة قال قويض «أعلم أن البطولة مهمة بالنسبة لنا، لكننا مطالبون في الوقت نفسه بتحقيق نتائج أفضل في الدوري، وقبل ذلك كله معالجة الأخطاء، خاصة تلك المتعلقة بالشق الهجومي، فنحن بحاجة إلى تعزيز الحس التهديفي سعياً للوصول إلى المناطق الدافئة على لائحة الترتيب العام». وأضاف «خاض الجزيرة المباراة رافعاً شعار التعويض بعد خسارته مباراة الجولة الأولى بدوري أبطال آسيا، وسعى أمامنا إلى تجاوز مأزق هذه الخسارة، ونحن بدورنا وضعنا في الحسبان طريقة لعب الجزيرة، حيث كنا أفضل منه في الشوط الأول، ودليل ذلك قدرتنا على الوصول إلى المرمى في الكثير من المواقف، أما في الشوط الثاني فشاب أداءنا التوتر بسبب تداعيات ركلة جزاء التي جاء منها هدف الجزيرة والأداء التحكيمي بشكل عام». ولم يقلل قويض من الحضور الفني لفريق الجزيرة، حيث رأى أن الأخير كان في أفضل حالاته إذ لعب بطريقة مغايرة عن تلك التي خاض بها مباراة تراكتور الإيراني كما بدا واضحاًَ وجود تناغم كبير ما بين اللاعبين منهياً حديثه قائلاً «نحن مع فريق الجزيرة قلباً وقالباً إذ كنا قد أجلنا المباراة بناء على طلبه وحتى لو تأجلت حتى نهاية الموسم لم يكن ليزعجنا ذلك، قد يحدث شد عصبي عادة ما بين اللاعبين، لكن تبقى العلاقة ما بين الناديين أرفع مما يحدث داخل الملعب».