الخميس 18 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم
الرياضة

وقيدت ضد مجهول!!!

11 سبتمبر 2011 00:32
منذ أن وصل منتخبنا لكرة القدم أول مرة لنهائيات كأس العالم بإيطاليا عام 1990 وحتى الآن مرت علينا 21 عاماً بالتمام والكمال، تغير فيها ما تغير، وحدث فيها ما حدث، فتفجرت أحداث ووقائع جسيمة، ووقعت حروب وقامت ثورات، وقسمت دول، ورسمت خرائط، وبتنا على مقربة من كوكب المريخ، وبعد أيام سنرى ثورة “الآي فون 5 الجديد”، فيما على الناحية المقابلة وفي الوقت نفسه لا يزال اتحاد الكرة لدينا يجتر السيناريوهات نفسها ويعيد القرارات نفسها، بل وبالكلمات نفسها، لمبرر واحد هو خروجنا المستمر والمتواصل بلا كلل أو ملل من التصفيات المؤهلة لنهائيات كأس العالم، لكن الأغرب هو أننا نسجل القضية في كل مرة ضد مجهول، ولا نعرف من المسؤول عن هذه المحنة المستمرة بلا أي تعب. 21 عاماً مرت ونحن ندور في الدائرة نفسها بين أمل ورجاء، بين طموح وخيبة، نتحدث عن الأسباب نفسها ونكرر على أسماع الناس المبررات نفسها ونعرض عليهم بكل ثقة وبلاغة الاستراتيجيات والخطط والبرامج نفسها، عبر الأعوام الـ 20 الماضية تعاقب على تدريب منتخب الإمارات 20 مدرباً بداية من فاليري لوبانوفسكي وحتى سترشكو كاتانتيش، بعض الأسماء في هذه الحقبة الطويلة شهير ومعروف وبعضها مجهول، وعبر هذه الفترة الزمنية نفسها مر علينا أكثر من مجلس لإدارة اتحاد الكرة بوجوه مختلفة وأسماء مختلفة، لكن شيء واحد لم يختلف، هو الخروج من التصفيات وحدوث الهزائم نفسها، وما حدث في بيروت قبل أيام عدة، حين خسر منتخبنا أمام منتخب لبنان 1 - 3 ومن قبله الخسارة هنا في العين أمام الكويت 2 - 3 هو بالضبط ما حدث نفسه، لو تذكرون في بداية تصفيات 2010، حين خسرنا هنا من كوريا الشمالية، ومن بعدها من السعودية، وخرج أبطال “خليجي 18” من التصفيات بنقطة يتيمة من 8 مباريات، وبالطريقة نفسها خرجنا من الدور الأول لتصفيات مونديال 2006، ولكن هذه المرة كانت في بانكوك، حيث خسر منتخبنا بالثلاثة أمام تايلاند ضمن المجموعة الخامسة، وفي تصفيات مونديال 2002 تعاقب 3 مدربين على تدريب المنتخب، بدأت بهنري ميشيل، ثم تلاه عبد الله صقر، وفي النهاية استعنا بالهولندي تيني ريخس، وأحمد هو نفسه الحاج أحمد، حيث خسرنا في المباراة الفاصلة والأخيرة أمام إيران ثاني المجموعة الأولى 1 - صفر في طهران، و 3 - صفر في أبوظبي. وفي تصفيات مونديال 94 ودع منتخبنا من الدور الأول التصفيات بعد التعادل في المباراة الأخيرة أمام اليابان في دبي 1 - 1 وبعدها في تصفيات مونديال 98 وصل منتخبنا للجولة الأخيرة، ولكنه احتل المركز الثالث بعد كوريا الجنوبية واليابان في المجموعة الثانية. مشهد معاد ومكرر، وكأن لا أحد أن يريد أن يتعلم، أما إذا جئنا للمبررات فسنجد فيها العجب، حيث أرجع المدرب هنري ميشيل سبب الخسارة من الهند في بداية التصفيات إلى أن اللاعب الإماراتي “مرفه” لا يعاني أي مشاكل، فيما أرجع كاتانتيش السبب إلى شهر رمضان وسهر اللاعبين في لياليه الجميلة، وبين دوري ضعيف ومستوى اللاعبين، كانت هذه حجج المدربين، أما اتحاد الكرة فكان في كل مرة وللحق أقول يخرج علينا بأسباب مختلفة للإخفاق، لكنها كانت دائماً واحدة، وهي أن المدرب هو من يجمع الشرط الجزائي، ويرحل إلى بلاده، مضيفاً إلى سيرته الذاتية فقرة تشير إلى أنه درب منتخب الإمارات، ونبدأ رحلة البحث عن مدرب جديد دون أي معايير أو مواصفات تصلح للاعبينا وقدراتنا، باستثناء مواصفات خفة الدم والقبول وقدرة وكيل الأعمال على تفهم الأمور!! 21 عاماً والمتهم يوضع أمام المحكمة والتهمة ثابتة، لكن الحكم دائماً كان يصدر في القضية ضد مجهول. البُعد الخامس ألا يحق لنا، ولو لمرة واحدة، أن نعرف من المتهم ومن المسؤول، هل هو الاتحاد أم المدرب، أم اللاعبين، بما أن هذه الأطراف لن تُتهم، إذاً فلتسجل القضية ضد الجمهور. Yakoob.Alsaadi@admedia.ae
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©