طالبت قيادات وفعاليات تربوية بضرورة صياغة لائحة سلوك طلابي جديدة تركز على مضامين محورية تحد من حالة الفوضى المستشرية في بعض المدارس جراء غياب العقاب الرادع في اللائحة الحالية إذ إنها خالية من تفاصيل مهمة بحسب تلك الفعاليات.
وتعكف وزارة التربية والتعليم على وضع اللمسات الأخيرة على مشروع قانون لائحة السلوك الطلابي بغية تطبيقها بشكل تجريبي على المدارس اعتبارا من الفصل الدراسي الثاني الذي يبدأ في 14 فبراير الجاري .
وطالب تربويون بضرورة أن تتضمن اللائحة الجديدة بنودا وعقوبات بحق تجاوزات أولياء الأمور التي وصلت إلى حد ضرب المعلم والمساس بكرامته في الفصل الدراسي ومعالجة الظواهر الدخيلة على المجتمع الاماراتي العربي ، مشددين على شمولية “ المشروع “ لكافة التفاصيل الغائبة عن اللائحة القديمة .
الإعلام السلبي
وأكد عدد من مدراء المدارس ضرورة مشاركة الميدان في صياغة هذه الوثيقة الهامة مستدركين أن الخلل الحقيقي يكمن في أولياء الأمور الذين يشدون على أيدي أبنائهم حين يرتكبون خطأ ما وبدلا من الثناء على المدرسة عند التصدي للتجاوزات فإنهم يكيلون الاتهامات والسباب أحياناً للمدرس والإدارة وأحيانا يهددون المدرس في حال معاقبته لأحد الطلاب.
يقول فريد عبد الله القصيبي مدير مدرسة العروبة إن الإعلام ايضا يلعب دورا سلبيا في هذا الشأن حين يشهر بالمعلم ويعرض صورة نمطية سلبية حول المعلم الذي يتعامل بحذر شديد مع الطلبة خصوصا ممن ينتمون إلى أسر معروفة.
وأشار إلى أن التطاول من قبل أولياء الأمور يتم بحسب الوضع الاجتماعي للمدرس وبحسب جنسيته مطالبا أن تضبط اللائحة مثل هذا الأمر وتخدم جميع المدرسين بمعزل عن أي أمور أخرى.
وشدد القصيبي على إلغاء ثقافة المجاملات التي تهدد المجتمع التربوي قائلا إن أبرز المشكلات التي تواجههم هي التكسير والتخريب جراء انعدام الولاء للمدرسة وعدم تعاون الاهالي مع الادارة المدرسية.
وتطالب منى الرصاصي مديرة مدرسة الرفاع للتعليم الثانوي بأن تعالج اللائحة الجديدة الثغرات الواردة في “القديمة “ ابرزها مسألة تجاوز الفترة الممنوحة للغياب مطالبة بحزم شديد في اللائحة الجديدة كي تعود هيبة المعلم الى الميدان ويشعر التلميذ بأنه سيعاقب وليس مجرد التلويح بالعقاب مما يجعله يتمادى بالخطأ وبممارسة امور سيئة تجعل زملاءه يقلدونه.
وأكد عبد الكريم اسماعيل مدرس في ثانوية ابن حزم في عجمان أهمية إدراج بنود خاصة توضح قضية الانضباط وعدم تكرار الغياب اذ ان اللامبالاة تسيطر على الطلبة بسبب عدم عقابهم.
ويرى محمد حسيني مدرس في ثانوية ابن حزم في عجمان ان بنود لائحة السلوك التربوي تتضمن 22 بنداً ولكن لا يوجد بند واحد يتعلق بتجاوزات أولياء الامور ونأمل ان تركز “ الجديدة “ على هذه النقطة .
وقال: ليست المشكلة في اجراء تعديل السلوك السلبي بل في آلية العمل مع السلوك نفسه اذ ان كثيرا من المعلمين لا يحولون الطالب السيئ الى الادارة خوفا من نظرة التقدير نحوهم وخوفا على التقرير السنوي لذا يجب ان تتغير نظرة المعلم بصد التعامل مع الطلاب في ظل تعديل مفهوم التقرير حول المعلم بأن يكون في نهاية العام يصلح او لا يصلح للتدريس .
علاج وعقوبة
الى ذلك اعتبر أولياء امور ان مسألة اللائحة ضرورية مطالبين ان لا تشدد على العقوبة وتنسى العلاج ، وقالت ايمان الصالح ولية أمر طالبة في الصف الثالث الابتدائي ان مدرس ابنتها يتطاول باللفظ على الصغيرات وقد تقدمت بشكوى ضده في ادارة المدرسة اكثر من مرة دون جدوى .
العقاب جماعي
في المقابل أكد طلبة في المرحلة الثانوية وجود زملاء لهم يسيئون التعامل ويتطاولون على مدرسيهم، لافتين إلى ان العقاب احيانا يكون جماعيا حيث يصب المدرس غضبه على الجميع، مطالبين بأن تكون اللائحة واضحة وموجودة في كل مكان في المدرسة كي يعلم الطالب ما له وما عليه.
وقال خليفة حسن طالب في الصف الـ 11 ان بعض الزملاء يتعمدون اهانة المدرس وغياب العقاب الحازم يجعلهم يتمادون فضلا عن أن عدم معرفتهم باللائحة يساهم في تعظيم الخطأ ، في حين يرى زميله حسين علي ان الصالح يذهب في ركب الطالح اذ ان المدرس لا يفرق بين السيئ والجيد في احيان كثيرة .
وفي العين أشاد العاملون بالميدان التربوي واولياء الامور والامهات بمشروع لائحة السلوك الطلابي الجديدة التي اعدتها وزارة التربية والتعليم والتي ستساهم في القضاء على السلوكيات الدخيلة على المجتمع المدرسي .
وأشاد سالم الكثيري مدير منطقة العين التعليمية بالدعم الذي يوليه المسؤولون للنهوض بالعملية التعليمية ، مشيراً الى ان مشروع لائحة السلوك الطلابي ستساهم في توثيق التعاون بين البيت والمدرسة من خلال التواصل الدائم بين الادارات المدرسية والاهالي وذلك لمتابعة ابنائهم وتشجيعهم على الالتزام بمنظومة القيم التربوية داخل المجتمع المدرسي.
مجالس الآباء والأمهات
وأشارت عفراء النيادي موجهة الخدمة الاجتماعية بمنطقة العين التعليمية الى ان مشروع لائحة السلوك الطلابي سيساهم في تمكين الادارات المدرسية من مواجهة السلوكيات غير التربوية ، مؤكدة اهمية التعاون بين الادارات المدرسية والاهالي من أجل تفعيل دور مجالس الآباء والامهات لتوعية الاهالي بضرورة متابعة ابنائهم والتواصل مع المدارس للمساهمة في غرس القيم التربوية.
وأشار عبيد سيف ومحمد سالم وياسر العامري أولياء امور الى اهمية التعاون بين البيت والمدرسة من اجل تصحيح السلوكيات غير التربوية لبعض الطلبة والطالبات وتوجيههم الى الالتزام بالقوانين والانظمة التي تساهم في حماية المجتمع المدرسي من السلوكيات الغريبة.
وأكدت مريم العامري وسلمى الدرمكي وشيخة الظاهري عضوات بمجالس الامهات أهمية وضع آلية متقنة لتنفيذ مشروع لائحة سلوك الطلاب الجديدة وذلك من اجل تعزيز القيم التربوية لدى الطلاب والطالبات .
وأكدت منى مبارك وشيخة الكويتي مدرسات أهمية تعزيز الدور التربوي للادارات المدرسية وتوثيق العلاقة بين البيت والمدرسة وفق منظومة العمل الايجابي لتفعيل مشروع لائحة السلوك الطلابي اضافة الى تعزيز مشاركة الطلاب الايجابية في الانشطة المدرسية التي تحفزهم على الالتزام بالقيم والحفاظ على المجتمع المدرسي.
عدد اليوم
