بطولة مطلقة للمرأة

أهدى الفنان التشكيلي إبراهيم عبدالملاك معرضه الأخير ''سنوات من الحب'' للمرأة وعبرت لوحاته وتماثيله عنها، حيث امتلأت جدران قاعة بيكاسو بالقاهرة بوجوه النساء وكذلك عبرت التماثيل المنحوتة من البرونز· وتمتاز اعمال إبراهيم عبدالملاك بالجمال على مستوى الشكل والمضمون وفي معرضه الاخير نجح في المزاوجة بين منحوتاته، وعشرات البورتريهات لوجوه نسائية حيث حوى المعرض خمسين بورتريها في التصوير نصفها بالالوان الزيتية، والآخر على خلفية من الورق المذهب، اما التماثيل فتجاوزت الخمسين وكلها تركز على الضوء المنبعث من وجه المرأة· يقول الفنان إبراهيم عبدالملاك ان معرضه يؤكد أن المرأة هي اصل الكون وحياة الرجل لا تكتمل إلا بوجود المرأة وليس المقصود جمال المرأة الخارجي فقط ولكن البعد الروحي ايضا فالمرأة في لوحاته حالة وجدانية وهي اجمل المفردات التي توصل الجمال· وأضاف أنه راعى في مضمون المعرض ان الانسان المعاصر متعب ومجهد بما فيه الكفاية نتيجة الصراعات والحروب والازمات الاقتصادية وهو ما زاد مساحات القبح في حياتنا ومن أجل ازالة هذا القبح بالجمال قدم اعمالا فنية تعد حائط صد للقبح من خلال اللوحة والتمثال ومزجهما بجمال الواقع الذي يحتاج إلى بحث وتنقيب وأراد تقديم الجمال المتواري وتوصيله للمتلقين من اجل اسعادهم ومنحهم البهجة· وأوضح عبدالملاك ان الورق المذهب الموجود بقوة في الحضارات الفرعونية والقبطية والإسلامية يساعده على توصيل هذا المعنى فقدم عشرات اللوحات لوجوه نسائية يشع الضوء منها مع الاسكتشات الاخرى لوجوه نسائية وراعى في البورتريهات ان يكون بها غموض محبب بعيد عن العبوس فالملامح في كل عمل اكثر اشراقا وقدرة على اضفاء الجمال وطعم اللوحات بالتيمات الشعبية كالسمكة والاحجبة والتمائم احيانا· وقال انه استعان في اعمال النحت بخامة البرونز وقام بتلميع الوجوه والتمثال الواحد يحمل اكثر من وجه يراه المتلقي كيفما شاء، وكل الاعمال هي نتاج مخزون بصري وخبرات عالقة في ذهن الفنان استحضرها من أجل تأكيد الجمال وتوصيله للمتلقين، ولم يتقيد في تجربته بأي محددات تعوقه عن تنفيذ الفكرة حيث ان الحالة الفنية التي يعيشها هي التي اكدت اختياراته اللونية فضلا عن انه اثناء عمله يعايش الحالة ويفصل بين اوجه ابداعه المتعددة كفنان وناقد وشاعر وكاتب قصة قصيرة· ويعلق الفنان التشكيلي محمد الطراوي على معرض إبراهيم عبدالملاك قائلا ان اعماله في التصوير مفاجأة فقد كان بعيدا عن فن البورتريه وفي هذا المعرض قدم بورتريهات متعددة لوجوه جميلة معبرة اما الاعمال البرونزية فمفاجأة اخرى خاصة في العلاقة الجديدة بين الرخام والبرونز وتبرز في تماثيل المعرض فكرة العمل النحتي ذي الوجهين بملامح ممزوجة بين الفرعوني والقبطي والمعاصر وبحلول تجريدية واعية منطلقة من قاعدة الفهم الاكاديمي· ويقول الناقد محمد كمال ان المرأة عند الفنان إبراهيم عبدالملاك بها ملامح ايزيس والعذراء والقديسات، وهذه الملامح تنطق بجمال داخلي يضفي على الشخصية كثيرا من الروحانية، أما اعماله النحتية و تماثيله فقد نضجت كثيرا خاصة انه ينجح باستمرار في اعادة النحت إلى احضان المضمون وامومة الارض متأثرا بوعيه الفني والتاريخي والنقدي·