كلاسيكو الخليج

ما هي إلا ساعات معدودة ويكشف النقاب عن بطل النسخة العشرين من دورة كأس الخليج التي يسدل الستار مساء اليوم على فعالياتها بمواجهة نارية تجمع الأخضر السعودي وشقيقه الأزرق الكويتي. طبعا، التكهن بنتيجة المباراة سيكون ضرباً من ضروب الخيال، فالفريقان وصلا إلى النهائي كونهما الأفضل، بعدما قدما أداء كروياً راقياً في البطولة، وهو ما أوصلهما إلى هذه المرحلة النهائية، فيما يضاعف من صعوبة التكهن نتيجة التعادل الذي انتهى إليه لقاؤهما في الدور الأول والذي وصفه المراقبون بأنه الأكثر إمتاعاً رغم انتهائه سلبياً من دون أهداف. ومن المعروف أن مواجهات الأزرق والأخضر يطلق عليها “كلاسيكو الخليج”، نظراً للصراع التاريخي بينهما على زعامة الكرة الخليجية المنحازة حسب التاريخ إلى منتخب الكويت، فهذا الأخير يدخل ملعب 22 مايو وفي جعبته تسعة ألقاب، فيما يبحث نظيره السعودي عن اللقب الرابع، إلا أنه يؤمن بقوته التنافسية بفضل صعوده القوي على مستوى القارة الآسيوية والتي قدم من خلالها نفسه إلى العالم عبر تأهله المتتالي لمسابقة كأس العالم في أربع مناسبات. وبعيداً عن عبق التاريخ الذي يفوح من لقاء اليوم، نتمنى كمتفرجين أن نتابع مباراة ممتعة ومثيرة لتكون مسك الختام، لنسدل الستار على واحدة من أكثر الدورات المثيرة للجدل نظراً لإقامتها في اليمن لأول مرة وسط هواجس تبددت والحمد لله مع حفل الافتتاح، الذي وضع نهاية لكل الأقاويل التي كانت تثير القلق من المحاذير الأمنية. وعليه، فإن الطموح الذي يعترينا اليوم، هو أن تنتهي الدورة على خير ما يرام، فالأشقاء اليمنيون عملوا بكل جد واجتهاد من أجل تقديم استضافة ناجحة، لعبت فيها الجماهير دوراً كبيراً لتعويض كل السلبيات الأخرى، ولا شك أن هذه الجهود تستحق أن تكلل بالنجاح خصوصاً أنها بذلت من رأس الهرم السياسي في الجمهورية نزولا إلى أصغر مواطن يمني، حيث كانوا يعملون ليل نهار على راحة الضيوف الخليجيين الذين تواجدوا في بلادهم وهو ما جعلهم يشعرون بأنهم في بلدهم الثاني. إلى ذلك، سنتابع مواجهة اليوم بكل شغف، لنتعرف على بطل الخليج الجديد الذي سيكون لونه إما أزرق أو أخضر، ودون شك فإن المواجهة ستكون صعبة نظراً لرغبة الطرفين في إثبات كفاءتهما وعدم تضييع فرصة التتويج بهذا اللقب، الذي من شأنه أن يرفع معنوياتها قبل التوجه إلى العاصمة القطرية بعد شهر من الآن للمشاركة في منافسات بطولة أمم آسيا... إذن لننتظر النتيجة التي ستنتهي إليها هذه المباراة الواعدة. a7med.karim@gmail.com