إبراهيم سليم (أبوظبي) - قضت المحكمة الاتحادية العليا «جزائي أمن دولة»، ببراءة متهمتين في قضية تصوير مبنى السفارة الأميركية بأبوظبي. وكان قد تم ضبط المتهمتين، أثناء قيامهما بتصوير مبنى السفارة الأميركية بأبوظبي، وذلك بواسطة كاميرا تصوير، وفي التحقيقات قررت المتهمة الأولى بأنها وشقيقتها المتهمة الثانية حضرتا إلى الدولة بتأشيرة سياحة، وذهبتا إلى السفارة الأميركية للحصول على تأشيرة زيارة.
وأشارت إلى أنه عند خروجهما من السفارة، أعجبتا بالشكل الهندسي لأحد المباني الذي يقع خلف السفارة، فقامت شقيقتها بتصويرها والمبنى الذي يقع خلفها، لإعجابهما بالمبنى الذي يتسم بشكل هندسي وليس مبنى السفارة، إلا أنه قد ظهر بالصورة جزء من السفارة، وقد حصل منهما ذلك على وجه الخطأ.
وأضافت أن شقيقتها المتهمة الثانية هي التي قامت بالتصوير، وبسؤال الأخيرة في التحقيقات، رددت مضمون أقوال شقيقتها المذكورة، وأضافت أنها التقطت صوراً عدة للأخيرة، وهي واقفة بجوار السفارة، وأنها كانت تقصد تصوير البرج المائل الكائن خلف السفارة، نظراً لإعجابها بالشكل الهندسي له، وعندئذ تم ضبطهما، وقد تم تفريغ الكاميرا من الصور التي التقطت للسفارة وأرفقت بملف الدعوى.
وقد أسندت النيابة العامة إلى المتهمتين أنهما أخذتا صوراً لمبنى السفارة الأميركية على خلاف الحظر الصادر من السلطات المختصة، وطلبت معاقبتهما طبقاً لمواد القانون.
وبجلسة المرافعة، مثلت المتهمتان، وأنكرت الأولى ما أسند إليها، وقالت إنها لم تقم بالتصوير وإنما شقيقتها المتهمة الثانية هي التي قامت بتصويرها، وهي واقفة بجوار السفارة، أما الثانية فقد قالت إنها كانت تقصد تصوير البرج المائل الكائن خلف السفارة وظهرت السفارة بالصور على وجه الخطأ ، ثم قررت المحكمة إصدار الحكم.
وبينت المحكمة أن من استقراء وقائع الدعوى، أن المتهمتين وجدتا بجوار السفارة الأميركية، وقامت المتهمة الثانية بالتقاط صور عدة لشقيقتها المتهمة الأولى، وهي واقفة بالجانب الأيسر من مبنى السفارة، وكان يظهر في كل الصور حسبما تبين من اطلاع المحكمة عليها “البرج المائل” الكائن خلف السفارة، وكان البرج يظهر واضحاً جلياً، يكاد يكون منظره متكاملاً بالصورة بالمقارنة مع مبنى السفارة الذي أخذ حيزاً صغيراً من الصور، ولا يظهر فيها سوى جزء من السفارة والمواقف التي تحيطها من الجانب الأيسر من الصور.
واستخلصت المحكمة أن المتهمة الثانية اتجهت إرادتها نحو تصوير شقيقتها قاصدة إظهار البرج المائل خلفها، وأن وجود جزء من مبنى السفارة في كل الصور كان ذلك قد وقع منها على سبيل الخطأ، ولم يكن تصوير هذا الجزء من المبنى هو المقصود بذاته، إذ لو كانت تقصد تصوير هذا المبنى لظهر في الصور على نحو واضح بكامل أجزائه الأساسية، وهو ما لم يتحقق في واقعة الدعوى، وانتفاء العمد واعتصامهما بالإنكار في جميع مراحل التحقيقات، وقضت بالبراءة لكلتيهما مع مصادرة الصور الملتقطة لمبنى السفارة.
عدد اليوم
