السبت 20 ابريل 2024 أبوظبي الإمارات
مواقيت الصلاة
أبرز الأخبار
عدد اليوم
عدد اليوم

إجادة استخدام أدوات السلامة طريق للنجاة من الحوادث

إجادة استخدام أدوات السلامة طريق للنجاة من الحوادث
23 يناير 2011 20:09
البعض لا يعرف كيف يستخدم مطفأة الحريق في سيارته أو في شقته أو في المبنى ولكنّه يقول إنه يعلم تماماً أهمية استعمال هذه الوسيلة ، ولكن حين يأتي الاختبار على أرض الواقع لا تسمع إلا “لم أعرف كيف أفتح فوهة مطفأة الحرائق”، “لم أضع غطاء مبللا على أنفي وفمي كي أتمكن من التنفّس وسط الدخان وأنا أهرب من المبنى” . مطفأة الحريق قارورة حمراء بسيطة جداً، في السيارة وفي المباني، وجودها ضروري، وفي حال عدم توفرها ثمة مخالفة تسجّل بحق صاحب المبنى، من دونها يتحوّل أمر حصر حريق صغير لا يزال في بدايته إلى حريق كبير يأكل الأخضر واليابس وقد يزهق أرواحاً ويقضي على تعب سنين العمر في لحظات معدودة. تقول لوريت كاتول “إن شرارة صغيرة تقع على السجاد أو تلمس ستاراً تتحوّل في دقائق إلى حريق يقضي على كل ما في المنزل وربما يمتدّ إذا لم يعالج بسرعة إلى شقق المبنى ويهدّد القاطنين وحياتهم”. تؤكد لوريت أنها وزوجها يعرفان تماماً كيف يستخدمون مطفأة الحريق في حال اندلاع النار، وتشرح عن سحب مسمار الأمان وتوجيه السائل إلى قاعدة النار وليس إلى اللهيب، ولكنّها في المقابل تضع أولويات لها في حال اندلاع الحريق وهي قبل أي شيء آخر وحتى قبل اجراء أي محاولة لإطفائه إخراج الأولاد من المنزل وإبعادهم عن الحريق. أما إذا كان الأولاد غير متواجدين في المنزل، فتلجأ إلى المطفأة وتحاول اخماد الحريق إلى أن يصل عناصر الدفاع المدني، وفي حال استحالة حصر النار تترك مباشرة الأمر للخبراء في المجال وتنسحب كي “لا تزيد الطين بلّة”. دور الدفاع المدني لكن تامي أبو نعمة تقول إنها “بالطبع تعرف استخدام مطفأة الحريق، وتشير إلى سحب المسمار والضغط على يد القارورة”، ولكنها لا تعطي تفاصيلاً أخرى. تشير إلى أن عناصر من الدفاع المدني زاروا منزلها في أبوظبي، ولكنها اكتفت وزوجها بالقول إنهم يعرفون ما يحاولون شرحه، فترك العناصر كتيّباً يشرح تفاصيل السلامة العامة في المنازل واتقاء الحرائق، وكان اصراراً منهم على إعادة المعلومات حول كيفية استخدام مطفأة الحريق، لتكتشف تامي أن ثمة تفاصيل لم تكن تعرفها. ويقول الملازم أول عبدالله التميمي رئيس قسم مركز خدمة العملاء في الإدارة العامة للدفاع المدني- أبوظبي أن الدفاع المدني بدأ منذ وقت قريب بحملة أولى من نوعها على المستوى العالمي وهي “الحملة الوطنية لسلامة الأسر في المنازل”، أما لماذا هي الأولى من نوعها؟ فلأنها تشمل كل دولة الإمارات وكل منازله ومؤسساته ومنشآته، من الباب إلى الباب، وبعد أي زيارة يلصق عناصر الدفاع المدني المشاركين بالحملة ملصق يبرز اسم الحملة والجهة المنظمة وما يدلّ أنه تمت زيارة “هذا” المنزل. ويشير إلى أن الحملة تهدف إلى نشر الوعي الثقافي للسكان في المنازل وتفادي الحوادث عند وقوعها، وفي إطارها يقوم عناصر من الدفاع المدني بشرح كيفية استخدام طفايات الحرائق مع عرض شامل لخريطة المنزل والأدوات والمواد المستخدمة فيه التي يحتمل في حال عدم صيانتها أن تكون مسبباً للحرائق مع شرح لوسائل التصرف في كل نوع من الحرائق، من الحريق الناتج عن تسرّب الغاز إلى الناتج عن احتكاك أسلاك الكهرباء. ويضيف أن هناك أنواع مختلفة من طفايات الحرائق، ثمة تلك التي تستخدم لإطفاء النار المشتعلة في الأخشاب والأثاث وهي طفايات البودرة، وتلك التي تحتوي على ثاني أوكسيد الكربون لإطفاء الحرائق الناتجة عن تفاعلات في المواد الكهربائية والالكترونية. ويوضح أن الإدارة العامة للدفاع المدني هي الجهة التي تمنح التصريح لاستيراد الطفايات بحسب معايير محدّدة قائمة على تصنيفات المواصفات العالمية لطفايات الحرائق. ويذكر أنه عند صيانة أي مبنى، تقوم لجنة من الدفاع المدني عند طلب صاحب المبنى بإعطاء شهادة بجميع المعدات الخاصة المتعلّقة بالأمن والسلامة العامة في المبنى. ويقول أحد المواطنين القاطنين في بني ياس أنه فيما يتعلّق بالفيلات، فهي تعتبر منشأة خاصة لا يتم التدخّل فيها، ما يجعل مسألة التنبّه لوضع طفايات للحرائق والتحقق من السلامة العامة، أمراً يعود لصاحب الفيلّا ووعيه حيال الوقاية من الحرائق أو سرعة التصرف لاخماد الحريقة إذا ما اندلعت بالوسيلة الناجعة. وقد احترقت فيلّا هذا المواطن وتعلّم درساً بتجهيز الفيلّا بطفايات للحرائق. ويقول الملازم أول التميمي إن الفيلا السكنية تعتبر فعلاً ملكية خاصة، وفي المبدأ يرفض التقسيمات التي تقام في الفيلل والتي يستخدم فيها مواد سريعة الاشتعال ما يشكّل خطراً على المقيمين في حال اندلاع حريق في الفيلا المقسّمة والمؤجّرة. حريق مفاجئ أما لوريت كاتول فتقول إن المبنى الذي تقطنه في أبوظبي مع عائلتها يتبع الشروط المطلوبة للسلامة العامة، وتتابع الشركات التي يشترى منها طفايات الحرائق صيانتها وتبديلها كل سنة، وهذا لم يمنعها وزوجها من تزويد منزلهما بطفايتي حرائق، كما اشترت غطاء خاصاً باطفاء الحرائق. وقد شهدت مرة اندلاع حريقة عند صديقة لها حين وضعت الأخيرة ثياباً في الخزانة وهي تدخّن سيجارة، فوقعت شرارة مع الرماد في الخزانة، وريثما ما شعروا بأن شيئاً يشتعل نتيجة الرائحة التي تصاعدت شيئآً فشيئاً وعند التحقق علموا أن الحريق داخل الخزانة وكانتا أن فتحتا باب الخزانة للتأكد - وهذا خطأ ارتكبتاه عن غير علم- فتعزّزت ألسنة النيران التي تلتهم محتويات الخزانة جراء تلقيها دفعة من الأكسيجين مع فتح الباب فانتقل الحريق في ثواني إلى نواحي الغرفة وكان كل ما هو موجود من ستائر وسجاد وأثاث سريع الاشتعال فلم يكن منهنّ إلا أن تأكدا من إخراج الأولاد من الفيلا بسرعة والاتصال بالدفاع المدني الذي سارع لإخماد الحريق ولكن كون كل ما في المنزل سريع الاشتعال كان الحريق قد قضى على كل ما في الفيلا. حماية الأطفال كما تتنبّه لوريت من كل ما يتعلق بالغاز والأدوات الكهربائية، وتمنع بنتها الصغيرة من استخدام الأدوات الكهربائية أو الغاز وتبقى حريصة على ذلك، وتقول “إذا كنت وزوجي خارجين مساء، أتأكد من تحضير العشاء لإبني الذي يبلغ من العمر 15 سنة ولابنتي كي لا يخطر ببالهما استخدام الغاز في غيابنا على الرغم من تحذيراتنا أنا ووالدهما بعدم استخدامه. أما المباني التي تخالف الشروط العامة للسلامة العامة، فيشير الملازم أول التميمي إلى أن التنسيق يقوم بين الدفاع المدني وبلدية أبوظبي في هذا المجال، إذ أن الإبلاغ عن أي خلل تتسلّمه البلدية وهي التي تتحقق من صحة الإخبار وتقوم بإبلاغ صاحب المبنى لاتخاذ الإجراءات اللازمة للسلامة العامة وتغريمه. وتقول تامي أبو نعمة التي تقطن أبوظبي منذ 21 سنة، أنها المرة الأولى التي تتم زيارة المنازل بهذه الطريقة، ولكن شركات طفايات الحرائق تقوم بشكل دوري بتفقد الطفايات وتبديلها من وقت لآخر، وأحياناً يقوم عناصر من بلدية أبوظبي بفحص إجراءات السلامة العامة عبر تجربة انذار الحرائق، وفي الغالب يتصل القاطنون بالبواب للتأكد من إنها تجربة أو انذار حقيقي. وتقول “يتدرّب التلامذة دائماً على أساليب إخلاء المبنى لدى اندلاع الحرائق، وكوني معلمة تدرّبت معهم، ولكن لم يحصل في المباني أن تم تدريب السكان على أنجع السبل لإخلاء المبنى في حال اندلاع حريق”. وتضيف “في حملة الدفاع المدني، شرحوا لنا مثلاً عن وجوب عدم استخدام المصاعد لإخلاء المبنى، فإذا كانت النيران مندلعة في الطبقات الأولى نصعد إلى السطح وإذا كانت في طبقة أعلى منا نتجه إلى أسفل المبنى ونبتعد قدر الإمكان عن مكان الحريق. وأحياناً لا يجوز لأحد القيام بما يعتقده عملاً بطولياً لا يعرف عواقبه ومستلزماته، كي لا يضيف مشكلة على مشكلة الحريق نفسه”. وتعتبر أنه لا يجب الاستخفاف بالمعلومات التي يقدّمها الدفاع المدني للمحافظة على أرواح السكان، وبعض الاهتمام والعناية في المنزل تقي مبنى بكامله من اندلاع الحرائق.
المصدر: أبوظبي
جميع الحقوق محفوظة لمركز الاتحاد للأخبار 2024©