دبي - مصطفى عبد العظيم:
توقع خبراء في إدارة الأصول استمرار نمو أداء الصناديق الاستثمارية في المنطقة خلال العامين المقبلين بنسبة تصل الى 10% رغم ما تشهده الأسواق المالية حاليا من تقلبات حادة، لاسيما وان المؤشرات تؤكد عدم تحريك المؤسسات الكبرى لاستثماراتها الى الخارج، وقدر الخبراء المشاركون في مؤتمر إدارة الأصول الذي تنظمه الفايننشال تايمز برعاية مركز دبي المالي العالمي، حجم الأصول التى تديرها الصناديق الاستثمارية في المنطقة بما يتراوح بين 50 الى 70 مليار دولار، فيما بلغت قيمة الاستحواذات التي قامت بها الشركات والمؤسسات الخليجية في اميركا وأوروبا خلال العام الحالي بنحو 30 مليار دولار·
وقال معالى الدكتور عمر بن سليمان خلال افتتاحه للمؤتمر إن منطقة الخليج تشهد حاليا طفرة اقتصادية غير مسبوقة ناتجة عن عائدات النفط القوية التي حفزت حكومات المنطقة الى استغلالها من خلال برامج استثمارية داخلية وخارجية بهدف تنويع اقتصادياتها· واضاف انه وفقا لتقديرات صندوق النقد الدولي فإن نحو ثلثي العائدات النفطية تضاف الى الفائض في الميزان الجاري للدول النفطية، لافتا الى أن القطاع الخاص في الخليج كان من اكبر المستفيدين من هذه الطفرة حيث بدأ في التوسع في اسواق جديدة من خلال عمليات استحواذ بلغت خلال العام الحالي نحو30 مليار دولار في اوروبا واميركا فقط·
واوضح ان قطاع الصناديق الخاصة في المنطقة تحول خلال فترة وجيزة الى لاعب رئيسي في هذه الصناعة على الصعيد العالمي من خلال حجم الاموال التي تدار من قبل تلك الصناديق والتي تمتد من الصين الى اوروبا وأميركا· ولفت الى انه وفقا لبيانات بنك التسويات الدولية فإن التدفقات'' البترودولارية'' من المنطقة الى بلدان مختلفة من العالم آخذه في التزايد، وذلك بسبب اتجاه البلدان النفطية الى البحث عن استثمارات غير تقليدية·
من جانبه قدر مصطفى عبد الودود مدير عام شركة ابراج كابيتال في تصريحات صحفية على هامش المؤتمر حجم الأصول التي تديرها الصناديق الاستثمارية بمختلف مجالاتها في المنطقة بما يتراوح بين 50 الى 70 مليار دولار، لافتا الى وجود اكثر من 37 صندوقا في مجال الاستثمارات الخاصة في المنطقة واكثر من 100 شركة تعمل في ادارة الصناديق التي تضاعف حجم ما تديره من رؤوس اموال عشر مرات خلال السنوات الأربع الأخيرة فقط·
وتوقع عبد الودود استمرار الصناديق في تحقيق معدلات نمو قوية رغم تأثرها بتقلبات أسواق الأسهم، وذلك لمواصلة جذبها لأموال جديدة، مستبعدا في الوقت ذاته سحبت المؤسسات الكبرى جزءا من استثماراتها وتحويله للخارج في الوقت الراهن لأن الأسواق مازالت تتمتع بفرص جيدة· وكشف عبد الودود عن ارتفاع الأصول التي تديرها ابراج بنهاية العام الحالي الى 4 مليارات دولار بعد اغلاق عدد من الصناديق·
من جهته قال هاشم منتصر العضو المنتدب والرئيس الاقليمي في مجموعة هيرمس لادارة الأصول إن النمو المتوقع في اداء الصناديق بالمنطقة لن يقل عن 10% رغم ما تشهده الأسواق المالية من حركة تصحيح وذلك لدخول اموال جديدة لهذه الصناديق،لافتا الى ان حداثة أسواق المنطقة يجعلها أكثر إغراء في المستقبل ·
واشار الى وجود نحو عشرة صناديق اقليمية على الاقل في المنطقة يتوقع ان تحقق نموا يصل الى 20% خلال عامين، مؤكدا ان الاموال التي عادت الى المنطقة لم تخرج رغم تذبب السوق وذلك لأن الفرص الاستثمارية مازالت متاحة ومتنوعة·
وفيما يتعلق بجاذبة دبي لشركات ادارة الأصول قال منتصر إن التشريعات التي تتوافق مع احدث المعايير الدولية، التي وفرتها دبي من خلال مركزها المالي وسلطة دبي للخدمات المالية ،مشيرا الى ان شركة هيرمس استفادت كثيرا من توفر هذه البيئة المناسبة للاستثمار ايضا في توسعاتها بالمنطقة خاصة في السعودية وقطر التي تتطلع لدخولها قريبا·
من جانب آخر قال احمد نشأت المدير الاقليمي في شركة بيرمال لخدمة ادارة الاصول، المنطقة مقبلة على طفرة كبيرة في صناعة صناديق التحوط حيث بدأت المؤسسات الكبرى في الاتجاه مجددا نحو هذه الصناديق التي تتميز بتحقيقها لعائدات تتراوح بين 10 الى 12% ونسبة تذبذب محدودة·
وقال ان قاعدة الاصول في المنطقة آخذه في التزايد وهو ما انعكس على شركته التي تدير اصولا تقدر بنحو27 ملياردولار من خلال 215 مديرا يتوزعون في كل من الولايات المتحدة الأميركية واوروبا والهند وآسيا واليابان ومصر بنسبة اقل،مشيرا الى وجود أكثر من 9 آلاف صندوق تحوط على مستوى العالم·
عدد اليوم
